الاعضاء

الخميس، 31 يوليو 2014

قصيدة '' رجلٌ في وتيني '' هالة حجازي





يا رجلاً يتشكلُ بروح امرأةٍ 
مُفعمةٍ بالسحرِ والجمال 
أُيُها الأشمُ المُتموسقُ فيَ حدَ الجنـون 
المُتدفقُ في وتيني عِشقُ قلبيَ المَفتـون
يا من نُحِّتَ بأزميل الزمـان 
وخُلقتَ من نُطفةِ البيـان 
فمثلكَ لمْ يُنجبِ الدَّهرُ مرَّتين 

يا منْ أبصر الأعَمى في دياجير ظلامه 
وأيقظَ الأصمَ من غفوةِ زمانهِ
وفجرَ الحَجَرَ فنطقَ أجملَ كلامِه 

لم يبقَ شاعرٌ ولا كاتبٌ 
إلا وتَغزلَ بأُنثـاكَ بيروت 
كلَهم مثلوا دور تَمُّـوز
أمام "عشتروت" الغَافية على شواطئِ صدركْ 
والمثمرة على عرائِش كَتفكْ 
كأَّن عِنبكَ لا يَنضجُ إلاّ بها 
ونَبيذُك لا يُثمِلُ بـِغير رضَابِها 

سـَــــيدي ..
أنا ابنةُ الشمال 
ثَمرةُ طَرابلسَ الفَيحاء 
ابنة هاماتِ الأرْز أكسيرُ الصَنوبر 
خَدُ البحر شَفَةُ السماء 
خاصرةُ الوادي غنجُ السواقي 
شموخُ الجبال خيالُ وقوافلُ قلم جبران 

سأخبرك .. 
أنكَ الرجلُ الأشهى 
سأشمّر عن سواعدي و أغوصُ بكَ أكثرْ 
ضُمني كـَطفلة إلى جسدكَ الأخضر 
فـَ تضاريسُكَ تَحتاجُ للغةٍ بل أكثرْ 

يا من تتحول بين يديَ 
من مُجتمع رجال إلى طفولةٍ 
تنمو وتكبرْ 

سـَيقولونَ : يا لـ جرأة تلك المَرأة 
كيف بـِرجلٍ تتغزلْ ؟ 
ومن دِنانِهِ تهذي وتسكرْ 
مبعثرةٌ أنا في صحراءِ العُمرِ 
سقاها حُبكَ فأَزهر 

أريدُ التوحدَ بك َ
التشكُّلَ 
التقمصَ 
سأكفّرُ خطيئةَ المَسافات 
وأحتالُ على الوقت 
لأتواجدُ في حَضرةِ جَلالتكَ أتطهر 
اقترفتُ حُبَكَ أربعة فصول 
وتــالله سيزدادُ جنونيَ أكثر 

ومن بعدِ طُولِ انتظار 
سأزِّفُ لكم حُبي علناً وأجهرْ 

لُبنــانُ ...
يا قطعةً من الجَّنة 
يا روحَ الوجود تلابيبُ الروح 
تباريحُ العشقٍ المجنون وسرُ الغموض 
ستبقى وحدك ملاذيَ الأكبر

احكم قبضتك


احكم قبضتك و لا ترأف

ازرع الرعب و لا تفزع

فالموت في القبضة يزهر

يتكاثر... يرعد و يدمر

أنثر ظلاله و لا ترجف

فالصمت في حرفي يتقهقر

لا صهيون و لا عربيون تعمر

هي الأحلام تتمدد ... تتحقق


اقبض على الجمر و لا تخجل

فحتما دمك هو المنقذ

فجّر أوصالهم و لا تتأخر


فالطين غير الطين لا تمهل


اسود فوق الجمع تتبختر