الاعضاء

السبت، 31 يناير 2015

عذرا رسول الله- نجاة محمد ياسين


عذرا رسول الله
 (صلى الله عليه و سلم )
---------------------

النَّبْضُ..
فِي حَضْرَةِ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ
مُرْتَعِشٌ بِهِ وَجَلُ
الفُؤَادُ..
بِذِكْرِه يَغْتَسِلُ 
فِدَاكَ رَسُول الله
أَرْوَاحُنَا بِنُورِكَ كَواكِبٌ
لا تَأْفَلُ
نُجُومٌ نقَشِّرُها للمُخْتَارِ
نَرْوِيهَا حُبًّا تَفيِضُ لَهُ المُقَلُ
عَظَمَةُ الْخَلْقِ والخُلُقِ
نَبْعٌ مِنْهُ البَشَرِيَّةُ تَنْهَلُ
قَطْرُ النَّدَى أَنْتَ زَهْرُهُ
وَالرُّوح بِدُونِ مِشْكَاتِكَ تَذْبُلُ
كَفَاكَ الله حَبِيبِنَا أَحْقَادَهُم
أَقْزامٌ حَاشَا لِقامَةِ أَسْيَادِهَا تَصِلُ
هَاذِي حُرُوفِي وَقَبْلَهَا رُوحِي
يا أَشْرَفَ الْخَلْقِ فِدَاكَ
يَوْمَ عَنِ الأَمانَةِ أمام الله نُسأَلُ
مَا كَانَ مُحَمَّدُ للعُنْفِ قُدْوَةً 
وَلاَ ديِنُهُ للتَّطَرُّفِ يُبجِّلُ
قَوِيٌّ بِالعَفْوِ ..بِالتَّوَاضُعِ سَمَا 
عُذْرًا حَبِيبِي 
الجَنَانُ قَبْلَ الْعَيْنِ مِنْكَ يَخْجَلُ
عُذْراً من حاقِدٍ و مُغرضٍ
مَكَانَتُكَ فِي قُلُوبِنَا يَجْهَلُ
عُذْرًا مِنْ زَمَنٍ
إنْ قَبِلَ الهَوَانَ عَلىَ نَفْسِهِ
فَإنَّنَا قَوْمٌ لِرَسُولِ الهُدَى
نُوقِدُ شُمُوعَ الغَضَبِ وَنَشْتَعِلُ
غَضْبَةٌ للْحَقِّ وبِالْحَقِّ تَنْتَفِضُ
إنَّ الله يُمْهِلُ وَلاَ يُهْمِلُ
هَذِهِ وُرُودُ حُبٍّ وَشَوْقِ
أَنْثُرُهَا صَلَوَات عَلَى رُوحِكَ
رَسُولٌ عَظِيمٌ تَاجُ القُلُوبِ 
عَلَمٌ فَوْقَ أَعْلىَ القِمَمِ يُرَفْرِفُ
وَبِحُبِّ المَلاَيِينِ يَرْفُلُ
’’إنَّ الله يُمْهِلُ وَلاَ يُهْمِلُ

الأربعاء، 28 يناير 2015

سفَرٌ في أوراقِ إمرأة الشاعرة ناهدة الحلبي





تراءى بإغباب الندى وجهُ عاشقٍ
وإنِّي لذاك البينِ ذائقةُ الجمرِ
أحدُّ وأمضى من سيوفٍ قواطعٍ
وهل في البواقي نصالُ جوىً بِكرِ
يخافُ الهوى لمَّا يراهُ يراعنا
فشرقيَّةٌ تهوى كمعتنِقِ الكُفرِ
وليت جفوني مطبقاتٌ فهجرتي
لوَتْ غصنها المعقود من حزَنِ الهجرِ
أبوح بسرِّي لا ألاقي مشقَّةً
فلا من يداوي بينكم لوعةَ الصدرِ
وفي هَجعتي أم في رقادي مواجعٌ
وفي كبرياء الصمت باذخةُ القدْرِ
لما تخْشونَ الحبَّ ما برفاههِ
وفي لمسةٍ أو قبلةٍ بيَدٍ غمرِ
أجوبُ قفارا لا ألاقي كمثلهِ
وقلبي عليلٌ يقتفي طلعةَ البدرِ
أحبُّكَ لا أخشى بحورَ ملامةٍ
عُسَيلُ الشفاهِ فاض في السرِّ والجَهرِ
مرافىءُ أجسادٍ وغيمةُ راهبٍ
وشطآنُ عشَّاقٍ على ضِفَّةِ الثغرِ
تنازعُني في الحبِّ شاعرةٌ دنَتْ
تُراه الهوى يحيا على روعةِ الشعرِ
أفاءَ بظلِّي أنتِ منه قصيدةٌ
وكم يكذبُ الشُعَّارُ في أسودِ الحبر

ريــحُ الغَـريبَـة الشاعرة نَدى نعمه بجاني




سَهَوتَ ساكنَ الطَّرفِ خَليلَ الفؤادْ
وَذَهَبتَ بقَلبكَ إلى سِوايْ
تُخالِفُ العَهدَ .. تَخونُ الودادْ
فَكانَتْ في سَهوِكَ صَحوَتي
وَكانَ أَنَّ حُبَّكَ قَدِ احْتَضَرَ
وَانتَزَعْتُ مِن فؤادي هَواكْ
فَها لَكَ الآنَ تَتبَعُهُ وَمِن مُهجَتي تَرحَلُ
وَها الفؤادُ في قَفرِهِ يَزهو
ما عادَ في أسرِكَ يَأتَمِرُ
وَما عادَتْ مُتعَةُ الشَّوقِ فيكَ تُقْتَصَرُ..
هَلُمَّ فُكَّ أغلالَكَ وَحَرِّرْ سَواعِدَكَ
أشِحْ بوَجهِكَ فَقَد مَلَّكَ البَصرُ
وَارحَلْ بذِكراكَ كَما الزّائِلُ
فَأخرُجُ مِن لَيلِكَ وَأَسْتَتِرُ
أُفلِتُ مِن زَمَنِكَ وَيَهْدَأُ العُمرُ
لأَجدَ الحُلُمَ أمامي يَسهَرُ
وَأراكَ مُعَلَّقًا فَوقَ صُبّارِ البَراري
بقَمْحٍ مَهجورٍ وَصَهيلٍ مَقهورٍ تَستَعِرُ
مُسْتَسْلِمًا لِغَريبَةٍ أوْمَأتْ
فَعَدَوْتَ بُغيَةَ أنْ تَرثَ السَّماءْ
تَتَأبَّطُ ناياتِكَ.. تَقودُ أقْواسَكَ
لِتَجدَها في مَخدَعِها تَنتَظرُ
وَأجدُكَ كَما عَرَفتُكَ
تَجثو مِنْ خَدرٍ.. تَتَوسَّلُ
وَحينَ يُطارِحُ الأرضَ المَطَرُ
تَشهَقُ كَما يَشهَقُ الصَّقرُ
” يا امرَأةً شاطِريني دِفئَكِ ” ..
وَتَصُبُّ في بَحرِها قَوافِلَ المِلحِ..
فَأُدرِكُ أنَّكَ مِنّي تُفْلِتُ
تَقودُكَ امْرأةٌ
تُشْعِلُ النّارَ في الغاباتْ…
وَأمْضي أنا مِرْآةً لِلعاشِقاتْ
أُسَرِّحُ تَجاعيدَ شَعري
أَطْلي الهَجانَ بَشرَتي بمَزيجٍ مِن كَوثَرٍ وَرُخامِيّاتْ..
أتَزَيّا شَأنَ جَميعَ النِّساءْ
وَأنتَظرُ برُؤًى غَيرِ اعْتِادِيَّاتْ
لأسْتَقطِبَكَ مِنْ يَدِ غَيمَةٍ،
وَأُدْخِلَكَ كَونًا قُصِيَتْ مِنْهُ أنظِمَتُهُ
أتَشَبَّثُ بكَ بُرْهَةً مِنْ سُكونٍ
وَأُوَيْقاتٍ مِنَ السَّعاداتْ .
******
(*) مِن ديوان ” قادِمَةٌ مِنَ الصَّفاء”