الاعضاء

السبت، 30 يوليو 2011

الْمِقْبَضُ فِي زَرَدِي الْمَخْفِيِّ : Aisheh Alhttab



دَعْ رَفِيفَكَ يَسْتَبِيحُ المَدَى

لِأَسْتَيْقِظَ مَاءً خَلْفَ نَدَاكَ
أَجْمَعُ مِنَ الطَّحَالِبِ عَيْنَيَّ
أُخَاطِبُ الْقَيْقَبَ الَّذِي يُطَارِدُ مِعْطَفِي المَاطِرَ
أَصْرُخُ فِي الرُّجُوعِ:

يَا هَلَاكَ المَلَاكَ
يَا خَوْفَ الْأَشْجَارِ المَسْلُوخَةِ
أَيُّهَا الْإِعْصَارُ فِي أَوْرَاقِ اللَّهَبِ
أَيُّهَا الْمِقْبَضُ فِي زَرَدِي المَخْفِيِّ
يَا شِدَّةَ التَّوْقِ الَّذِي يَهْوَى الْأَشْيَاءَ الْعَمِيقَةَ
يَا صُوَرَ الْقِطَافِ 
بَارِكِي هذِهِ الْأَقْدَاحَ حَتَّى يَطْفَحَ الزَّبَدُ حَلِيبًا
بَارِكِي عُقْمَ التُّرَابِ المُتَيَتِّمِ
هذِهِ كَثَافَةُ الضَّحِكِ تَرْقُصُ دَاخِلِي
الْآنَ أَرَانِي فَوْقَ ضَحِكَتِي أُحَلِّقُ وَأَبْتَكِرُ النُّورَ
زَغَبُ قَلْبِي يُدَغْدِغُنِي،
وَدَمْعُ الشَّمْسِ فِي عَيْنِي المُلْتَحِمَةِ
ابْتَلَعَنِي صَمْتِي مُبَاغَتَةً،
وَعَرَّى صَفَائِحَ الْيَقَظَةِ،
وَوَهَبَنِي حُرِّيَّةَ الْهَوَاءِ.
*
أَنْتَ.. يَا ذُو الْعَيْنَيْنِ الْعَالِقَتَيْنِ

يَا سَمِيَّ الرُّؤَى
الرُّوحُ بِأَزِيزِهَا المُضْجِرِ تَسْكُنُ فُتَاتِي
فِي رِيحٍ مَشْمُوسَةٍ لَاذِعَةٍ
أَبْرَاجُ الْحَمَامِ مُسَافِرَةٌ فِي شَعْرٍ أَجْعَدَ
تَفْتَحُ فَجْرًا يَخْرُجُ مِنْ كَهْفِي مُتَأَجِّجًا قَوِيًّا
أَسْتَرِيحُ فَوْقَ قَمِيصِي المَنْسِيِّ،
وَفِي جَهْلِ هذَا الشَّبَقِ
يُطَقْطِقُ الْوَقْتُ فِي عَجَلَةِ الْكَوْنِ.
*

يَا هذَا التَّدَفُّقُ فِي نِصْفِ الْعُمْرِ
إِنِّي أُنْهِي انْصِيَاعِي،
وَأَخْتَرِقُ الْبَهِيمِيَّة بِتَمَرُّدِي،
وَأَهُزُّ الْكَتِفَيْنِ فِي رُوحٍ مُثْلُوجَةٍ لِيُبَارِكَ اللهُ قَلْبِي،
وَيَغْفِرَ لِجَسَدِي تَأَوُّهَاتِهِ المُرِيبَةِ..
سَأَدْخُلُ الْأَزْمِنَةَ مِنْ بُؤْبُؤٍ دَاكِنٍ،
وَأَفْتَحُ كَهْفَ الْعَيْنِ المَطَّاطِيَّةِ،
وَأَدُورُ فِي مَدَارِي بِمُنْتَصَفِ عَيْنٍ..
هذَا الرِّيشُ عَلَى قُبَّةِ الْحَرِيرِ طَائِرٌ بِرَأْسِهِ بَلَلٌ
فَاجَأَنِي أَنِّي أَرَانِي حَمَامَةَ قِدِّيسٍ
أَنْتَصِرُ فِي قَرْعِ الْأَجْرَاسِ،
وَأَبْتَلِعُ المُوسِيقَى فِي اللَّذَةِ الدَّاكِنَةِ
كَيْ تَنْمُوَ فِي الزَّخَارِفِ الذَّهَبِيَّةِ،
وَتَرْتَدِيَ تَرْتِيلَ اللَّيْلِ وِشَاحًا..
لَا تُطْفِئِ الْأَضْوَاءَ الْأَرْضِيَّةَ،
فَمَا حَانَ بَعْدُ أَوَانُ الْقِطَافِ
اتْرُكْنِي، وَلَا تَشُدَّ نُمُوِّي
كَيْ أَبْقَى المَائِيَّةَ فِي مَوْجِ الطِّينِ
أَرْمِي عُنُقِي فَوْقَ المُخْمَلِ،
فَمُنْذُ زَمَنٍ وَقَلْبِي مَأْخُوذٌ مِنِّي
أُطَارِدُهُ بِرِدَاءِ الْحِيلَةِ.
*

تَقْذِفُنِي رُوحِي،
وَرُوحِي تَلِجُ عُمْقَهَا
تَقُودُنِي خَلْفَهَا الرُّدْهَاتُ
مَسَاءٌ يَلْحَقُ مَسَاءً،
وَرَعْشَةٌ تَهْمِسُ أَنْ تَعَالَيْ نَسْمَةً دَافِئَةً،

وَنَامِي فِي الْأُعْجُوبَةِ.. نَامِي
اصْدَحِي فِي قِمَمِ الصَّدَى وَدِيعَةً بِمَا يَشْتَهِي النَّجْمُ..
أَأَكُونُ سَمَاءً؟
يَا لَحَظِّ خَطِيئَتِي
أَدْخُلُ اللَّحْدَ،
وَأَشْرَبُ شَرَابًا جَرِيئًا..
أَيُّهَا المُبْهِجُ غَطِّ امْتِلَائِي،

وَاقْتُلِ انْعِدَامي،
فَقَدْ طَوِيلًا بَكَيْتُ،
وَنَاحَ دَمْعِي بِلَا مُهَادَنَةٍ..
صِرَاعُ ذَاتِي قِمَاطُ مَسَائِي
نَسِيتُ كُلَّ عَذَابِي المُحْتَشِدِ،
وَأَزْهَارِي الصَّغِيرَةُ نَسِيَتِ النَّاصِيَةَ
أُنَاظِرُ النَّسَائِمَ بِضَوْئِهَا،
وَأَرْفَعُ عُمْقَ الرُّوحِ فِي أَثِيرِ المَخَاضِ،
فَهذَا الْوَقْتُ مُعْتَلٌّ

يَذُوبُ فِي الرِّيحِ
يُهَيِّجُ نُسْغِي
يَسِيرُ قُرْبَ قَلِبِي كَمُبْدِعٍ بِخُطُوَاتٍ مُوَارَبَةٍ
مَنْذُورَةٍ فِي الرَّخَاءِ
تَتَبَوَّؤُنِي حُبُورًا
تُسَطِّرُنِي أُرْجُوَانًا،
وَالْعُمْقُ يَتَرَصَّدُنِي سُكُوتًا..
طَافِحَةُ الْقَلْبِ أَنَا
أَفِيضُ أَكْثَرَ فِي لَآلِئِ عَيْنِ الْقِدِّيسِ خَمْرُةَ مَوْتٍ غَضَّةً
تَحْتَ الْجِلْدِ المَحْزُونِ بَرِيقٌ يَضْحَكُ يَقِينًا
بَهَارِجُ نَمَتْ عَلَى أَطْرَافِي؛
أَطْرَافِي مَفْتُوحَةٌ تَنْتَظِرُ الْهُبوبَ.

خيريّة بوبطان : يراودني...هذا الضّوء



الحركة الأولى

على ربوة  والمساء يقترب
جلست أرقب حركة الحشد الحثيثة 
عن كثب...

في مشوارها الحديث للتخلّص من الضّلال المبين ،
تهرب من الوعيد
وتعربش القلوب بوعد الله

الزّهّاد المعتّقون في خمرة العزلة
ينحدرون مع الغروب في احتفاليّة المساء
ترافقهم ضبابيّة الظِّلال وأصواتهم الرّخيمة بالدّعاء

يخترق الدفّ تلك الهيبة
بدقّاته العشوائيّة المتوحّشة
يفترس الرّغبة الملتهبة
كما لون الشّمس المنسكب من شفة السّماء
الأنامل الّتي تضرب الجلد الحامي
تعرف طريقها جيّدا نحو المخبوء

تسلس الأجساد شكيمتها المغدورة لشهوة الدفّ وزحف الأنامل
فتبدأ تسّاقطها في الهواء
تتناثر الشّعور السّائبة،تنحرف التّأوّهات ،وتنفرج العقدة...
تستمرّ في الهبوب الموسيقى المعربدة
هي لن تهدأ
حتّى تنسكب الأرواح وتنسلّ كالشّعرة من أضغاث الحلم
إلى سحر القوّة البرّية

أمطري أيّتها الروح ولتتكاشف القلوب
لينثر الانتظار ما خبّأه في معاطفه من ياسمين

تصدح الحناجر بالنّشيج الضّال
تقلّب دمها بحثا عن عدالة الله
 يا الله" !...
 أحبّك أكثر
وهذا العالم يتشرّد، يهدر فرصته في المضيّ قدما نحو الفجر
و أتشبّث بحبّك أكثر
في عالم يطفح بالكراهيّة
إنّه يسقط...لاشيء يردعه...لاعثرة في المنحدر
وإنّي أتلاشى فيك أيّها الرّحيب
بكلّ الجنون"...

اهطلي أيّتها الرّوح...
فالأرض المكلومة،عشّاقها الفسّاق نهبوا فرحتها
والمتيّمون بشذى الدّخان أوقدوا النّار في الذّراعين الأبيضين 
واشتعلوا في هبّة الخشخاش وهلوسة الشّيطان...
لا وقت لي لأرتّب الإيقاع وتواتر الصّور
فالانثيال أشدّ من سرعة  الضّوء
لا وقت لي  لأرتّب المفاهيم  
ولا أدري أأرجّح كفّة البقاء أو السّفر؟...
 في الحرب كلّ المسلّمات تندثر
لا وقت لقراءة النّبوءة و لا للعبقريّة المفرطة
...
فاهطلي بباكورة الحبّ
وانتصري...لتبارك البشرَ السّماء
بمدد من الرّحمة وعنفوان البهاء


الحركة الثّانية

أتمدّد والفجر يقترب...
جسدي لازال ينتفض من جنون الرّقصة وحرارة النّشيد
الرّبوة ذاتها ...لكن لا حشد ...تلاشى... كلّ شيء سراب
أتراها تلك الحمّى؟...أعصب رأسي بكفّيّ العاريتين  وأحدّق في الأفق...
شجرة مسنّة تغضّن جذعها...وجدار قصديريّ يغطّي المدى ...فقط ...لا صدى
أين ذلك الصّخب؟
تراودني شهيّة الحلم وينال منّي التّعب...
أسند ظهري للعشب وأنام...أتقلّب ...ينكش الحنين الذّاكرة الحافلة:
الأغاني الشّعبيّة ... وليمة الرّبيع ...احتفال الحصاد ...صورة لأمّي وهي تضحك، وهي تنحني للسّنابل، وهي تروي الأحاجي وتردّد الأهازيج بملاحتها الفريدة...
وتجتاحني أمّي... حتّى الطّرب...

بين الصّحوة والغياب ...لا أدري كم من الوقت مضى
وفي اللّحظة الحاسمة، رأيت فيما يمكن أن أرى
كونا لتوّه يتشكّل...عاريا في صرخته الأولى
مرسوما كالوشم الحميمي على نهد عاشقة
رائحة الغواية الطّريّة...  شهوة الجمال وطعم الاكتواء
يغيب المشهد...يخفت شيئا فشيئا 
 يواريني العشب...وترويدة أمّي..
."أن نامي حبيبتي...قد حضرك النّوم، أنت أبوك النّجوم وأمّك القمر..."
...أعود إلى سلالتي إذن...نقطة ضوء تمضي،تتلاشى في غيمات  الصّباح

....
 "قريبا يكون لنا وطن"
خيريّة بوبطان

الشاعرة سندس بكار : لا ماء في جرار العمر

 
لا ماء في جرار العمر

ثلاثون مرّت
بلا دهشــة
بـــــلا قــمـــــر
يطل على شرفاتي
الضيّــقــــــة
بلا ينــابيـــع
ترســم وجهــي
في أرض الأجداد
وحــيــــدة
خارج المقامــــات
أرتعش عنــــد أوّل
غيمــــة كــــاذبــة
أرتجف عند ارتفـاع
الآذان
فتمطر ،
تمطــر ،
تمطــر

حبيبــات الضّــوء
على خـــــــدّي
يتأرجح قـــلبـي
بين ، كوكبيـــن
سميّتهــــما
و لــــــدّي
يتأرجح قلبي :
هل ...
أحتمل حلم الفاتحين ؟؟
وأسكب صـــوتــــي
يــــا ... قيـــــروان
في قاع اللّيل
الليل بئــــر
وقلبي مــاء
صرت قلبـي
فدعينــي...
دعــــينــــي
أنسكب عارية
مـــن كــــلّ
الأشـــيــــاء
سأغسل ستائر
الغبــــار من ...
جرار عمـــــري
وأنــدلــق رذاذا
وأهطل عشبا ...
طــريّــــا
حين تنقطــــع
الميـــاه

الجمعة، 29 يوليو 2011

الصفحة الأخيرة من لسان العرب : الشاعرة ضحى بوترعة‏ - تونس



 ذاك الظلّ الذي يغتسل بالقلق
من قميص العشاق
يبدد الأرض ثم يقف فوقها
هو لوني يخطئ ثقب الإبرة..........
ورؤية عاشق تضيق به العبارة
في اللغة يذوي ثم يينع في رعشة البوح
في الصحف القديمة في قهوة الصباح
يلبسني .....يلبسك
متكئا على لسان العرب يفسر وجهي في المرآة
ويقتصد الأرض إلى يسار يحتشد بالأرامل
والأطفال
يرصد الفرح في شقوق الرّيح
ولهو الشعر بالشعاراتش
منذ دهشة أخرى .......وهزيمة أخرى
منذ الذي يجيء ويقتله الوصف المبالغ
يرصدني ....يرصدك في تفاصيل الأمكنة
وغياب الفراغ
هو طعم الحلم الأول وممحاة الحلم الأول
سلّمته مفاتيح الحبر والحنجرة
ينتهي ويبدأ في الماء
حين تركض الأصابع فوق مائدة الممكن
وتفتح الجهات المتاحة للغرفة النائمة في جدار
إنّني كل تأويلاتك وإنّك هذا الذي يصف الأشياء بدوني
سأدمن عشقك وأصعد
فلا أراني كي أراك وأفوز بمرح حراس اللّيل
بإعتصام الأحلام في ساحة النّوم
والمعنى بقلق السؤال
لولا هذا العابر المسمّى بكل الأسماء في قاموس الأولين
لكانت الأرض بئر يوسف



المنجي بن خليفة : واقع و حلم



قلت خبريني...عنك 
قالت....آه يا صاحبي

كنت لفارس هكذا ظن
و ظن الجمع كذلك
عشق نفسه بدلا عني
حسبني فرسه الجامحة
يجملني، و يطريني... لأرافقه
ليمتطي صهوتي
ليظهر اكتمال الصورة
في رجولته
ليجلد الروح في صمت
بنظرات المكبوتين خلانه
ليغتال أنوثتي في زهوه
و كان لي في القلب
و الروح... خل
يروي عطشي الأبدي
للحب و الأمل
تنبعث
همساته بندى الإحساس
و نظرات عشقه
تداوي جراحي السقيمة
يعاشر وحدتي حتى فطنني
عَلِمَنِي و عَلَمَنِي
ماهية طقوس التوحد
 أصول العشق و الهيام
 جدوى أن تحي لأجل حلم
أناجيه... فيقترب
اشكيه قسوة الزمن فيبتسم
هذه أنا
بين عذاب واقع
و عذوبة حلم
تراني في عيوني
و أرى حالي
في عيون الكثيرات

وحيّ السؤال..( حوارية: عاشقة الوهم) نص مشترك بين ميمي قدري والشاعر اليمني د.محمد الشميري



وحيّ السؤال..( حوارية: عاشقة الوهم)

نص مشترك بين ميمي قدري والشاعر اليمني د.محمد الشميري
*********
ميمي قدري:
الى متى الانتظار ؟؟!! الى متي اشعل فتيل الصبر... شراييني تستغيث!! فنار عشقك نبض يسري بدمي
اعتنقت حرقة وعدك باللقاء... فيسجد القمر
ويتلو آيات الأمل
فتصلب الروح على أبواب قلبك
وتحملني أجنحة الليل على مسارب الأنين
ياذا القلب لا تبالي!!!!!
فلتشهد السماء!!!
سوف امر من ثنايا روحك كعابر سبيل.. وأمضي ...أمضي الى الغياب...لن تتوب!!! ..عشقت أنت الوهم وعشقت أنا السراب....

محمد الشميري:
جلس حبك وراء القصيدة وأجلس وراء الصمت؛؛؛وكل ماأخشاه أن تظلِّي أمام المرآة وأنا وراء الغيب أجلس!!!!!!

ميمي:
وانا كل ما اخشاه ان اظل تائهة بين ثنايا الصبر والوهم..خائبة الرجاء باكية كل قصيدة كتبها عاشق
العطش .. عندما يتملكنا العطش تهفو الروح لنسمات من قيظ الشمس.. فنحترق!!!! وتحترق معنا أحلامنا... أسكب في أوعية الوهم عصائر الأمل.. فيزيد العطش ونذرف الدموع اشتياقا" .. نريد الرجوع ولا نعرف كيف!!!

محمد:
وجع السؤال يضج في أوردتي..
ويؤجل القدر احتضاري
لك غيمة حبلى بطعم النور بسمتُها
ولي انكساري
لك أن يشاء الزهر في خد المدى ألقا
ولي انتظاري
من يوقف الزحف القديم لشهقتي؟
ويلملم الأحزان من عرصاتها
ويؤذن رحلتي صوب النهارِ
من ينحت الصلف الطريَّ ببسمتي
ويقول مهلا ياصدى
هذا اخضرار الحلم في أوردتي
سينبت نخلة الإكبار في صدر العمارِ!!!!

ميمي:
أيقظتني من غيبوبتي. ودثرتني بتاج الحرف...ولكن السؤال يكبلني .. يحيرني !! هل تستطيع تكفين الحلم؟؟؟تقصي عيناك عن ضريحه... تبحر الى أخر العمر.. بدون ذرف دمعة شوق للحبيب؟!!

محمد:
المساءات المتخمة بشظايا السؤال المحاصر
الممنوع عن معانقة الحروف المبللة بالحضور؛؛
مازالت تتوالى...
تغرس في خاصرة الليل وردة من عتاب !!
كم يجلدها بعد المسافة بين غفوة الحلم وفجر القبلات...
يكتنفها غموض اللحظة ووضوح المستحيل
وبين تلك الفواصل لذة في عيون القصيدة!!
نظرت في مراياها المختبأة تحت شال الترقب
قرأت سورة الظل الممدد على ساحل الذكريات..
حين كانت كفُّه كتابا من حنان!!
تمرُّ الثواني باتجاه الفراغ لترسم وجعا يسمى الحنين!!!!!!!!

ميمي:
الحنين !!!أوها" يالييييييييييييل وهل يؤلمني غير الحنين!!!... تمتد حروفي على مساحات شاسعة من أنين الذكرى ... أفترش العبرات واتوسد أركان الوهم..فأسقط صريعة الحنين..أتلوى على جمر أتِ من فوهة بركان عشقي للقصيد

محمد:
أعشق الأوراق المبعثرة فقدا لرقصة الوجع اللذيذ!!!
أطوف بأبيات التشتت والفراغ
بحثا عن زمزم حرفك المصلوب على لوح قزح؛؛
كنتُ بعضا من شعاع خانه نزق الزجاجة فانكسر!!!
وكنتَ القادم من أحضان القصيدة البتول....
هل يعرف المستحيل طعم الوصول؟؟!!!
وهل تعود القبلة الأولى لتغرس طعمها في صدر المدى؟!!!

د. محمد الشميري وميمي قدري

الخميس، 28 يوليو 2011

قمر صبري الجاسم : اعذريني



أضيئي سراجَ الحياةِ
     بعمركِ كي تُطفئيني
و صلّي
     على قبرِ مجنونِ ليلى
 و لا تذكريني
و قولي كلاماً يحاورُ دمعي
     إذا ما انطفأتُ
لكي تُشعليني
و حين أتوهُ ببحرِ الأماني
     و أزهقُ من تُرَّهاتِ الزمانِ
       أغني العذابَ
 فلا تسمَعيني
أحلِّف عمركِ إن متُّ قهراً
     و كنتِ النجاةَ
 فلا تنقذيني
و حين أجيءُ  إليكِ سجيناً
     وراءَ المسافةِ , أن تطرديني
إذا ما رأيتِ الكلامَ المقفَّى
 بحزني عليَّ
 فلا تقرئيني
إذا هيؤكِ لقتلِ الأماني
و سجنِ المحبةِ في قصرِ بابلَ لا تعتقيني
أنا ألف شكوى ..
 و بلوى ..
  أخافُ عليكِ
 فلا تحتويني
جُبلتُ بدمعي
كقطعةِ حلوى
       بها السمُّ أرجوكِ لا تأكليني
عقيمٌ دوائي ,
 جبانٌ رجائي ,
وعلقمُ مائي
زلالٌ
 فلا تشربيني
أمانةَ قلبكِ صوني الأمانةَ
 إن غبتُ دهراً
 فلا تسأليني
إذا كنتِ شمسَ الورودِ ,
     شهادةَ حبِّ الحياةِ انكريني
إذا تهتُ مني ,
 تغرَّبتُ عني ..
و كنتِ الهويةَ لا تعرفيني ..
إذا راودوكِ
 على قتلِ نفسي
 و قد كنتِ نفسي
 فعنكِ اخلعيني
و لا تتحدّي الزمان لأجلي
 فلستُ جديراً
 بأن تخسريني
لأني انكويتُ بناري ,
 و زلزلتُ داري
و هيأتُ قبري
 فلا ترحميني
كليمةَ قلبي
     أنا منبعُ الحزنِ لا تُسعديني
و داءٌ عضالٌ
     يصيبُ حياتكِ منها ابتريني
إذا حاكموكِ
 بذنبي /اشنقيني
و إن حاصروكِ بفقري /احرقيني
     لأني كسرتُ التقاليدَ عمداً
 فصار لزاماً
 بأن تصلبيني
لماذا تحدَّيتِ كل الفوارسِ كي تمتطيني
و قدَّمتِ عمركِ هذا
 فداءً
لكي تمنحيني
ذُبحتُ كثيراً
و لكنَّ موتكِ هذا
 لأجلي
يفوقُ احتمالي
  لماذا تصرّين أن تذبحيني
رحلتِ فداءً
 لأحيا ذليلاً
 بمنفى الحياةِ
         و كم قلتُ ليتكِ لم تفتديني
توضأتُ كانت
 دماؤكِ مائي
و صلَّيتُ بين أكفِّ الرجاءِ
 بكيتُ بكيتُ
       لماذا بربكِ لم تحضنيني
تخلَّيتِ عني ,
 تبرَّأتِ مني
       و قبل مماتكِ لم تتركيني
بربكِ لم أدنُ منكِ احتراماً لحبي
 و ها أنتِ قربي
 فلا تحرميني
دعيني أقلْ بعض ما لم أقلْ
     و أفرغُ ما كان يُخفي حنيني
دعيني أقبِّلْ بريقَ الشفاهِ
لعل الحياةَ
 إليكِ تعودُ
       دعيني  ..دعيني
أنا مت قبلكِ و الآنَ بعدكِ
     ليس لأنكِ مت لأجلي /
فلا تشكريني
رفيقةَ موتي اعذريني  ..اعذريني
     لقد راودتني الحياةُ عليَّ
 فلم أعتنقها
 و لم تشتريني