الاعضاء

الأربعاء، 26 يونيو 2013

الاستاذ منصور الشتوي





لا أظنّ أنّي في حاجة إلى "يوم للآباء" لأذكر... لأنّ صورته ما فارقتني قطّ ولن تفارقني أبدا... إليه هذا المقطع من نصّ أحسّ أنّه كتبه معي ويقرؤه الآن عنّي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

... لست تدري لماذا تذكّرت اليوم أباك. أنت دائما تذكره. لكنّ صورته اليوم دون كلّ الأيّام ألحّت عليك كثيرا. حيثما وجّهت كانت أمامك. يحاصرك طيفه حيثما ذهبت. ومازلت تبحث عن سبب لذلك... 
عندما كنت صغيرا كانت أمّك وإخوتك يلقّنونك دروسا في "الرجولة" الفارغة. كانوا يقولون لك إنّ "الرجال" لا يبكون. كبرت قليلا فأصبحت تخجل أن تبكي. وشيئا فشيئا أصبحت تخفي دموعك بل تبتلعها فلا تبكي إلى أن تطبّعت بعدم البكاء. وها إنّك اليوم جافّ المشاعر. لا تبكي على أحد، لا تبكي على شيء، لا يبكيك أيّ سبب، ولا تشتاق إلى شيء، لا تشتاق إلى أحد. حتّى إنّك عندما أنهيت مرحلتك الثانويّة وكنت تستعدّ لمغادرة قريتك إلى العاصمة للدراسة هناك، لم تبك ولم تشعر بشيء رغم أنّك عطفت على أمّك التي قامت إلى الباب تودّعك ولم تُخفِ دموعها وبكاءها ودعاءها
لقد تعوّدت أن تضع عواطفك في ثلاّجة. وقد نسيتها هناك حتّى ماتت أو خلتها ماتت
فجأة ها هي تندلع داخلك دفعة واحدة وبلا مقدّمات، تندلع دفعة واحدة دون سابق إنذار، تعلن وجودها طفرة واحدة. ها هي ذي دموعك تسيل لأبسط المواقف. ولا تذكر منذ متى أصبحت تعيش هذه الحالة، صرت مرهفا فجأة. فجأة ولد فيك إحساس بكلّ شيء. صرت تذكر أباك كثيرا، أباك الذي كبُرتَ ولم تجده، قرّر الرحيل قبل أن تعرفه، قبل أن تقول له إنّك تحبّه كثيرا، قبل أن ترتمي في حضنه، قبل أن تسمع صوته، قبل أن تشتمّ رائحته، قبل أن تشكو إليه أحد الأطفال في الحيّ وقد ضربك أو افتكّ إحدى لعبك، قبل أن تقول له "أبي"، قبل أن يقول لك "بُنيّ"... 
كانت أمّك تحدّثك عن يوم وفاته. وما زلت تذكر جيّدا ما كانت تقول. لقد كنت تبحث عنه، وأنت لم تنه سنتك الثانية، في وجوه الحاضرين. كانوا يقولون، جهلا أو مكابرة، إنّ الهمّ في الصغر يُنسى في الكبر. كانوا يهدّئون أمّك ويصبّرونها لمّا كانت تبكي وهي تراك باحثا عن أب لن يعود، عن أمل لن يأتي، عن دفء غادر البيت في نعش... 
كانوا مخطئين. فها إنّك اليوم تكبر ويزداد وجه أبيك عليك إلحاحا، تزداد صورته في رأسك حضورا، يهيمن عليك. ما زلت تقول خفية لنفسك حتّى لا يسمعك أحد "أبي، ليتك هنا". فعلا، ليته هنا ليحمل عنك بعض الحمل، أو ربّما لينصحك إن احترت أو لينهرك إن أخطأت أو ليفاخر بك إن نجحت...
اليوم تلحّ عليك تلك الصورة أكثر من أيّ وقت مضى... 
وما زلت تبحث عن سبب.

الشاعرة فرح دوســــــــــــكي : خفقة قارب




خفقة قارب … 

**لم ْ يخجلْ من عواء
يقضمُ الضفافَ
يُكمّنُ القنوط
في أرتدادِ البوصلة ْ
محملاً بالرمال ِ
واستطالاتِ الحشائشْ
يتماهى
بانغلاق ِالمراسي … 
** ربان
يَتلمّسُ خيانات ِالموجِ
لرائحةِ البلادْ
يأخذهُ الماءُ
حيثُ المحارْ
يفيضُ معَ النهرِ
حيثُ رطوبةِ اللهاثْ
قواربٌ
أثقلها الاندثار
وبينَ اللّحاق ِ
وروداً
تُسافرُ نحوَ النساِء
تُخرجُ منها جزراً
ودوائرَ زرقاءْ
تتبادلُ الخواطرَ
عبرَ هَسهسةِ الهديرْ
وهَمْهماتِ المرافىْء ….
** خَفقةٌ فوقَ الاحتمالْ
كرفقةِ النّحلِ للزّهورْ
وبَلاهةِ خفقاتِ الحمامْ
نتكرّرُ
صاغرينْ
نحَملُ شغافَ الرّسائلِ
التماعات ِ
نردُ الوردَ ومنهُ الياسمينْ
على قصائِدنا المتعففاتْ
كما هيَ الآنْ
هادئة ً كالفراتْ
عارية ً كالاصدافِ
لأننا متعبونْ
نُلقي بوَحَشتها
على أبوابِ الصّفيحْ
وثمّة َبُيوتٌ من قصبْ
تتناسلُ على اجسادِ النّملِ
تتوحّدْ
حيثُ لادليلَ
لجُندِ في مدينةِ تائهة ْ
فالشمُس تاريخُ ميلادِ
لقوافلِ المُترقبينْ
تزُف ُّ الانتظاراتِ
نوافدَ
لايُفسدُها الاختلافْ

الاثنين، 24 يونيو 2013

الشاعر حسن عبيدو .... متالق دائما



يفجر بركان التيه شظاياه كلمات 
وتبقى الصفحة بين يديك عروسا 
بيضاء 
بكماء 
عارية 
وأنت في بحر العجز تهذي 
لا خيط 
لا ابرة 
ترتق بها أسمال القصيد المتطايرة 
وحده الزمن 
له المقص به يرقص على مزقك رقصته الطائشة 
يختار لك الصمت لباسا 
ويواري ثقوبك بنقط عارية 
ابتلع لسانك 
قال الضمير الرقيب 
لا تجعل النعوت على احوال شاهده
قال المقص 
أو لم توقن ؟
قال الخيط 
قالت الابرة 
بلى
ما رتقناه من حرف 
قضينا الليل من اجله ساهرين 
يغدو بين يديك 
نقطا خاوية 
وها عصا ااشعر التي اتوكأ عليها 
وعمود خيمته 
واوتاده وأسبابه الباقيه 
تتكسر 
تتطاير 
فتخرج صفحتك 
بيضاء 
بكماء 
لا تكسوها الا نقط عارية 
...............................
.

الأحد، 2 يونيو 2013

نبيهة علاّية: حشـــو الاحتراق...!



حشـــو الاحتراق...!

خذلني الحنين...
امتصّ من رائحة الخبز
انسياب الحرف...
لهفة الحبر،في التّسكّع 
على رجفات ضوء متلعثم تضاجع
كفوف الوقت...تنسف عجينة ذاكرتي.
خذلني الحنين...
أطفأ سجائر الرّغبة ...،بعثرني
و ابتلعني... بـحشـو الاحتـــــــراق !
دارت الكأس...و انحلّت أيقونة الفراغات ،
تزفّني ...على قِبلة الصليب 
صوتـا ...أريقت أوتـار أمّـه ،من رحم الخاصرة 
حتّى امتـلأتُ بالطعنات... و صـرتُ 
كــومة مشاعر ،تطفحها... ملاعـق الحيـاة !
دارت الكأس...و انتفضت 
بواطن الازدحام تلعق برذاذ الدّم
بيكتيـريا الأنفـــــــاس الملـقـات على
أرصفة شاحبة... تعوي
في مفترقات الارواح المبتورة 
تغــزلها ...سنــابل دمع مهـــدور
بين أروقــة المعــابر النّـاشفة 
كي تحنّط ...رائـحة ورد شـــائح
أجهضت فيه مجاري القبل...أينما 
تذبح الحناجر في عروق الله 
هناك... أينما ،تولد من فجوة نهـود أغوتها 
تجليات باكية ،تحترف اعتصار النخب ...
برعشة قيصرية من استقامة الصلاة 
شهيدا مصبّرا... في 
جنازة معلّبة على قيد الانتظار !
تشحنك ...كوابيس 
مناماتي الموحشة ، حين 
تشتــاق تـعرّق مسامي ...
و هي تمارس انحلالها التعسّفي 
على صـدر الأرق، تشيّع ...
بلـلا خمـريّا ...يــسدّ 
صرخة مناجاتك التــي أشحتها 
من نشوة التراب ،أشلّل بها...
صديد اللّيل...فـيرفع الحنين،
الى مثــواه الاخيـر...!!

نبيهة علاّية : عشقك كافرٌ !






عشقك كافرٌ ! 


كلّما أتودّد إليك 
أراك تحترق 
بزلاّتي الشّعريّة 
فيصدّني رمادك ! 
أنت تحترف الشّعر 
أنتَ تغار من نديّّ الحبر 
على ملامحي...تعشقني !! 
تعشقُني ...قصيدة 
أنثويّة تقطف منها 
ما طاب لك 
من قُبل عذراااء ...عذراء ! 
لا يلمسها نبيذ اللّيل 
و لا يثيرها بلل الفجر 
فتستقي... 
دهاليزي السرّية 
و تخصّب من ذلك العطر 
وحشتي الخالية حتّى 
تلمع لؤلؤة عيني ! 
و ترى...طيفك في 
أعماااق شراييني !! 
عشقك كافرٌ ! 
عشقكَ يرمي بك 
في طريق الفاحشة ! 
أنت تغتصب الله !! 
و أنتَ ترجم بلعناتك الذكورّية 
حرمة مشاعري ...في معبد القصيدة ! 
تتوق... الى ممارسة الحبّّ 
في السّرّية ...حتّى 
يتكاثرَ...عوقُ رجولتك الشّرقيّة ! 
و تذبحُ... حياء نهدين شامخين 
في سماء الشًاعريّة ! 
يهتزّان ...كبرياء في حقول الأبجدّية ! 
و على مشارف الطبيعة 
تروق لك ...نزواتك الخفيّة 
تعذّبُ ...نشوة الوجدان و شدْو القلب 
وهو يتلو... صلواته الخمريّة !! 
و تكبح... تمرّد جنوني 
بعينين اعتنقت العبوديّة ! 
ابدعت في كبْتِ الكمنجات 
بداخلي ...!! 
أنهكتك تفاصل القصيدة 
و أنتَ تلتهبُ بديني ! 
تغتسل بأنوثتي ! 
فتُعطَّر... بإيماني !! 
أنت تنزف ...!! 
و بآخر نفَس ...تصلّي 
بشاعريّتي ...حتّى 
تبقى تنبض في وريدي ! 
و لكنْ ... عشقك كافر !!