الاعضاء

الجمعة، 29 أبريل 2011

سالم المساهلي: مجموعتي الشعرية الجديدة :




وتأبَى النّبوة ُ
أسماءَ من صَادَرُوا الحلمَ والشعبَ
حتى وإن لبسوا جبّة "العابدين" ..
ولا ترْتضِي من أسَامي الهَوى
غيرَ من كان ِمشعَل آيَاتها
في الزمَان الحَزين ..
ِلتطلعَ من نارِه الثورةُ السّاطعَه ..
وتُرعِد في الكون دَمدمَة الثائرين ..
فكبّر إذن يا شهيدُ ،ونَم مُطمئنا ..
لقد نجَحَ الوَجدُ حَدّ احترَاقك

 يا سَيّد العَاشقين

الخميس، 28 أبريل 2011

سبق النور بتونس/مقال النور وتوحد الضمائر جهادا ونصرا على الحاد الحكام في شعوبهم/سمرالجبوري

قد زحزح القيد المحال جماله
عبد السلام أضرمها شعلة الحق
ف ترنح الذل الوضيع لأجله
وافاض خلقُ الله في المدى و السبق
مانال ظلم الترهات بحيفهِ
يختار قرب السابقين من الخلق
يادار يا أحرار قوموا موئلا
فالغيض أضحى في الحناجر والزق
عودوا على الايام غرةَ مجدها
واستلهموا المجد العظيم من الشوق
لقربه الامال عشقا تزدهي
ولحبه الوطن المضمخ بالعتق
قد كبلوه خرافا لارعاة لهم
وعليه صار جهادنا من الحق
من اجل مظلوم وطالب لقمة
حرف السواء ونور العدل والخُلق
يا ناااار أسرار القلوب معيةَ......يحيلهاالنور شمعة المظلوم .......تهامى وغنى الشهادة منزلا....ليزيح كفر الكفر يادار قومي..............
وهانحن أعزة كل وجيد العشق الزلال......والوحي الحلال يعزنا الله بأن نشهد قيام النور حيث منازل الاصلاء والشرفاء أبناء الثورة العصماء حيث تنتصر الضمائر الحية والدماء على سيون ومعاقل الذل والعمالة والظلم في الجبناء........هناك من مدى مدينة همشها حكام ذاك البلد من أهلنا حيث تطال البطالة البيوت والارواح ليصطفوا عزل أحرار الامة وسابقين الحرية من مسرى التطور والتوازي بما يجعل من كرامة كل إنسان توازي ضوء أصله الذي امتاز شموخا ومكرمة على كل دهر وعصر..........وحيث تتكتل وتتكلس هموم الخبز والكرامه.......يفجر ذاك الرجل في مدينة (سيدي بوزيد) شعلة القلوب والحق حين أضرم النار بنفسه أمام مجلس محافضة المدينة......لأنه بكل عزم وإصرار : أراد توصيل رسالة سماوية تخط من روحه طريقا للوصل بروح الثورة والحرية على: كل الظلم والفساد والتهميش والانقياد بمراكب الوطن نحوَ ما نراها من هاوية .....حيث صارلابد لنامن القيام و الاكتفاء من التأمل والإزاء الغير مجديه ......ذاك الرجل: حيث ترك أطفاله الجياع نياما ينتظرون عودته .....وأمه الآملة بأن يرجع باسترداد لقمته.....تخير هناك وحيث اللابد: أن يبدأ فداااااء وطنه وأمته ودينه الحق.......ومن هنااااك يبدأ المسير........
كلنا معك وخلفك يا شهيد......وقلوب أهلك رأت وسمعت ولمست قلبك المحروق وجدا على هيبة التاريخ والأمجاد فينا......................والنار نحن معك نحترق ....لنحيل الدنيا نورا لكل حر أبي... النار حيث أظرمت فلا هوادة ولا أستكانة للجبابرة العملاء في كل بلداننا......وتبا على من ظلمك......والى النصر المبين......................سمرالجبوري

الأربعاء، 27 أبريل 2011

رائدة زقوت : بين زمن ولادة بنت المستكفي وزمننا : دعوة للتأمل

المرأة على اختلاف أماكن تواجدها، ماذا أعدت لغدها وكيف تقرأ التاريخ ؟ تاريخ المرأة العربية التي ما فتئنا نطالبها بأن تستعيد وضعه، وأن تعمل لتخرج من بوتقة التجهيل التي أراد لها البعض أن تُسجن فيها، وساعدتهم للأسف هي في السكون والخنوع لهذا السجن، يحمل لنا تاريخنا المشرف الكثير من قصص التميز التي خلدت أسماء نساء بحروف من ذهب، وكل امرأة خلدها التاريخ كانت لها قصة ورحلة مع نفسها ومع المجتمع الذي عاشت فيه، ومن هذه القصص ومن هؤلاء الخالدات اخترت أكثرهن إثارة للجدلـ ربما لأن الفاصل الزمني بين زمننا هذا وزمنها كان النقطة الأكثر غرابة ،التي تصب في صالحها، وتدفعنا للتعمق بما تملك المرأة من إمكانيات لو قدر لها أن تنطلق على سجيتها .

أنا واللَه أصلح للمعالي
وأَمشي مشيتي وأتيهُ تيها
أمكّنُ عاشقي من صحن خدّي
وأعطي قُبلتي مَن يشتهيها

بيتان من الشعر كانا بمثابة شهادة تاريخية تلقي الضوء على مسيرة تلك الشاعرة الأميرة، سليلة الأسرة الحاكمة في العصر الأندلسي، تم تناقلهما وتوثيقهما باسمها عبر التاريخ، بعد أن قامت هذه الشاعرة بتوثيق البيتين بالذهب على ثوبها للتعريف بنفسها على طريقتها الخاصة .

تدفعنا السيرة الذاتية للشاعرة الى التوقف ملياً عند تاريخها، ومعاودة النبش بحثاً عما ميزها وجعلها من أشهر نساء عصرها وأكثرهن إثارة للجدل .

ولادة بنت المستكفي شاعرة أندلسية سليلة بيت الخلافة، هي بنت المستكفي بالله محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن الناصر لدين الله الأموي .
اشتهرت بالشعر وبجزالة الألفاظ والجرأة، وكانت عفيفة ذات شرف ولم يذكر عنها الفسوق أو ما شابه، رغم جرأتها وعاطفتها التي كانت تظهر جلية في شعرها، وهي من الشاعرات الأندلسيات القلائل اللاتي نظمن الشعر وأجدن فيه، وحفرن أسماءهن على صفحة التاريخ.
اتهمها البعض بأنها لعوب فاتنة فقد وصفت بالحسن بالإضافة للجرأة في الحديث وفي نظم الشعر، بعض ما كتبته لا يرقى أن يكون قصائد من حيث عدد الأبيات ،لكنه قصيد مكتمل من حيث المعنى.
أكثر ما ميزها مجلسها الشعري الذي كان يؤمه الشعراء والأدباء والأعيان التداول في الأمور الأدبية والشعرية ، وكانت معروفة بالكرم وحسن المعشر واحترام الشعر والشعرا،ء وهذا ما دفع بعض الرواة لتناول سيرتها على أنها مثيرة للجدل، حيث كانت تبوح بما لديها بشكل واضح وصارخ .
كونها امرأة لم يمنعها أن تتمتع بالقدرة والجرأة على الهجاء ، تناثرت في كتب التاريخ مقطاعاتهنا وهناك تعاتب وتهجو فيها لم نورد شيئاً منها هنا لعدم لياقة بعض العبارات التي - ربما- كانت مستساغة آنذاك.
أحبها ابن زيدون حبا شديداً ونظم فيها الكثير من الأشعار، ونونية ابن زيدون الشهيرة شاهد على حبه لهذه الشاعرة، وقد كان ينافسه في حبها الوزير ابن عبدوس الذي تشير المصادر إلى كره الأميرة الشاعرة له .

عاشت ولادة في الفترة ما بين ( 994- 1091) قبل نحو ألف عام، وهذا هو السبب الرئيسي الذي دفعني لتناول هذه الشخصية التاريخية .
يقال إنه يؤخذ على شعرها مأخذ آخر غير الجرأة والصراحة، وهو أنه كان شعر نسائي بامتياز وهذا يسجل لها لا عليها رغم ما تناوله الرواة عن سيرتها .

المقارنة بين الزمن الذي عاشت فيه ولادة بنت المستكفي وبين زمننا الحاضر ،لا ريب تصب من حيث مدى الحرية والجرأة في التعبير لصالح الزمن الحاضر بكل ما فيه من حرية وتطور حضاري وتكنولوجي، لم يكن ليتوفر بأي حال في العصر الأندلسي أو أي عصر سابق آخر، ومع ذلك أكاد أجزم أن حرية التعبير عن النفس بالشعر وبالكتابة، كانت تخترق جدار الألف عام الفاصلة زمنياً بين العصرين لتحسب في صالح ولادة وصالح نساء عصرها .
صحيح أننا قد وصلتنا أسماء كثيرة عن نساء شواعر حفظها لنا التاريخ، إلا أن ظروف كل واحدة منهن هي التي جعلت اسمها يطفو على سطح التاريخ كالخنساء وغيرها، وبالحديث عن هذه الشاعرة الكبيرة تلوح لنا مقولة قديمة أنه عندما قرأت الخنساء شعراً أمام النابغة وأجازها كثير من الشعراء بينما قال الفرزدق في امرأة قالت شعراً"إذا صاحت الدجاجة صياح الديك فاذبحوها". وهكذا فإن المرأة سعت طوال التاريخ لأن تقشع هذا الغيم المتراكم منذ عقود طويلة حتى ..
بدأ عصر النهضة فكانت هناك أقلام نسائية لا ترقى لتكون ظاهرة واضحة للعيان من حيث الجرأة والطرح بالوتيرة التي كانت عليها ولادة في ذلك العصر، باستثناء البعض ممن أسعفهن الحظ وظهرن بقوة وخلدت أسماؤهن كرائدات منهن على سبيل المثال لا الحصر مي زيادة، نازك الملائكة، فدوى طوقان وفي فترة لاحقة غادة السمان، وأحلام مستغانمي، ولم تسلم بعض الأقلام من الهجوم عليها واتهامها بالشخصنة في الطرح ،سواء كان النص شعراً أو نثراً، وقد يتعدى الأمر الشعر والنثر ويطال كاتبات القصة والرواية انفسهن .

هذه مقارنة قد تظلم المرأة في عصر النهضة الذي نعيشه ، أكثر من أي ظلم آخر تم التركيز عليه . المرأة ...الكاتبة , الشاعرة والأديبة تحتاج للدعم لتمارس الحرية في الكتابة، من غير أن تسلط عليها أضواء النقد الجارحة لشخصها لا لقلمها، وضرورة التمييز بين القلم وصاحبته، واعتماد النقد المحايد للكتابة والفكرة والمضمون .

بغض النظر عن تحفظي الشخصي على جرأة ولادة، أو بعض ما نقل على لسانها من أشعار أقل ما يمكن أن توصف فيه أنها أجرأ مما قد تكتبه أنثى من حيث الألفاظ وصراحتها ، إلا أن موضوع الحرية الشخصية والقدرة على تناول المواضيع واختيار ما تراه مناسبا من ألفاظ في زمن يبعدنا عنه ألف سنة ، هو ما لفت النظر لـولادة ولتلك الفترة أيضاً كما أشرت.

أن يترك للقلم العنان ليكتب ما يشاء بغير أن يتعدى على حقوق الغير، لعمري هذه هي الحرية بأم عينها ولا تحتاج سوى لأن نتقبل ما يقوله الآخر، بصرف النظر عن جنسه ذكراً كان أو أنثى. كم من الأقلام تعيش بين ظهرانينا اليوم وتضطر للظهور بمظهر مغاير لما هي عليه في الأصل ؟ كم من المواضيع التي نتحاشى اخوض فيها باعتبارها تندرج في "الممنوع" أو تدخل باب غير اللائق طرحه من مواضيع مراعاة للعادات، أو الالتفاف على الموضوع بمنع الكاتب من تناوله لأنه "مسيء للذوق العام" ؟. هذه أيضا طريقة من الطرق الملتوية للحد من حرية الكتابة ، فلا أحد يملك معايير لما هو مسيء للذوق العام، وهذه حجة تساق رغم انه من المستحيل وضع سقف موحد لما يرضي الذائقة العامة، أو ما هو مسيء لها ما دام الموضوع لا يمس ديانة ولا يتناول أحداً في إساءة مباشرة، إذ هو محض ممارسة حرية كتابية لا سلطة عليها، والتعبير الطليق عن رأي أو مشاعر بغير ان يشعر المبدع بمجموعة من الرقباء تتناول ما هو مكتوب بالتحريف، وتلصق الصفات بكاتبها أو كاتبتها وفق أهواء خاصة بالمحلل لا تعمم في الغالب .

بالعودة لـولادة فلم يوقفها نسب ولا وضع اجتماعي عن ممارسة حرية التعبير بأي لفظ متداول في زمانها، ولم يثنها التقول عليها عن ممارسة حقها بأن تنظم الشعر، وأن تعقد المجالس الشعرية، وتتبادل مع الشعراء الأبيات الشعرية بكل جرأة محققة بذلك أفكاراً ما زالت تراودنا بعودة ازدهار الصالونات الأدبية ،بكل ما فيها من فرصة للنهضة بالواقع الأدبي وعودة قوية للشعر العربي، الذي هو بلا شك وعبر التاريخ الطويل عماد الأدب العربي .

ربما يحتاج الأمر لأكثر من قلم يكتب هنا أو هناك. الأمر يحتاج لمجهود جماعي مشترك بين طرفي المعادلة الكتابية من الجنسين، لأن الكتابة فعل حياة جماعي لا فرق بين كاتب أو كاتبة ، شاعر أو شاعرة، والنظرة يجب أن تكون محايدة بالمطلق والتشجيع لا يخضع لأجندة جندارية، فكم من الأقلام الجيدة التي طمرت بناء على أحكام مسبقة بتهم باطلة تطال الكاتب أو الكاتبة، لأنه مارس نوعا من الحرية في التعبير عن آرائه ووجد من يقف له بالمرصاد، ويصدر حكم إعدام بحق حرفٍ نطق بما لا يشتهي .
بين زمن ولادة وزمن العالم الافتراضي مقارنة تصب في صالح زمن ولادة بلا أدنى شك ، فرغم اتهامها من قبل البعض بالفسوق، لم يثنِها هذا عن الاستمرار في نظم الشعر غزلاً ومدحاً وهجاء. لم تضطر لنظم الشعر باسم مستعار، أو بصورة مغايرة لما تريد هي أن تكون عليه أشعارها، بل نظمته على رؤوس الأشهاد في أمسيات شعرية في مجلسها الذي خصصته لهذه الغاية، حيث تحيد الشخصنة وينتصر الابداع على ما سواه ، كانت بذلك أكثر جرأة من شاعرات عصر النهضة، باتخاذ توقيع لها من حرفها ونظمها وسمت فيه ثيابها وأصبحت الأشهر لأنها عبرت عن مكنون نفسها من غير وجلٍ وبلا خوفٍ من تفسير خاطئ لما تقوم فيه.

نحتاج لجرأة ولادة من غير حروفها، فلكل منا حروفه وسماته الخاصة التي تميزه عن غيره من الكتاب ، نحتاج العبرة والعظة منها لنكن نحن كما نريد ، نكتب من غير أن ننتظر من يقول لنا هنا تجاوزت أو تجاوزتِ وهنا قف لا يجوز، فالنصرة للحرف هي أول خطوة في طريق تحرير النفس من قيودها، هي الخطوة الأهم للتطور الفعلي والجدي، الذي لا بد سينعكس على كافة أوجه الحياة لاحقاً، فغراس حرية الحرف والكلمة سريعة النمو.. معمرة، تحتاج فقط أن نكون أنفسنا كما نريد نحن، لا كما يراد لنا أن نكون.


رائدة زقوت : مسافة سفر

مسافة سفر
ولكنه الحياة : قالت تحدث نفسها وهي تحاول أن تسوي جلستها في تلك الحافلة المكتظة بالمسافرين، أخذت مقعدها, وتركت لجسدها العنان ليعاشر تحركات الحافلة وتلك الهزهزة التي تحدثها وهي تسير بسرعة صوب طريقها المرسوم .
"لم تفلح أنثى في انتزاع قلبي مثلما فعلت، أنت وحدكِ ملكت مفاتيح الروح، وحولت ليلي لنهار تغشاه الشمس من كل حدب وصوب" قال لها في أول لقاء جمعهما وهي مأخوذة بهذا القدر الذي شق قلب الغرب ليزهر في دربها حباً من نوع خاص، حب ....كان يلوح لها في الحكايا والأساطير، هل كنت سأهرول راكضة صوبك لو لم تكن الحياة ؟! قالت تحدث نفسها في رد لا يسمعه غير خفقات تلوح بباطن صدرها المزروع بتنازع لا يعلمه غيرها وغير واحد من أولئك الساكنين عنوة بحكم قدر لا تملك معه غير أن تعيش على طرفي نقيض من حياة البشر، في غمرة الصمت وأنينه، وما بين حديث النفس وحمى الهذيان التي تتأجج بداخلها، تمتزج المشاعر و يجرفها الشرق وذلك الجالس قبالة ألواح من حب مكتوم، تأخذها الذاكرة صوب احتفائه بها وكأنها جاءته خصيصاً من قلب الغمام لتكون له حورية تمنحه دفئاً وطعما مختلفاً للحياة، يا لحظي، ذلك المقسوم كرغيف خبز، قطعة تتوق لتكون لقمة لذلك الرابض على بعد مسافة سفر وقد أخذ القلب، وتحول لمهاجم شرس، يوزع التهم جزافاً بأنها أنثى لا تصلح للعشق.
" ويحه أو يعلم كيف يكون العشق؟؟.. أيعلم كيف يكون هو القدر ويصمت ؟؟.. أيعلم أن كل هزة من هزات هذه الطريق تصرخ بملء فيها علي أن قد سرت في الطريق الصعب؟ وأن تكبد عناء هذه الطريق بات أمراً مشوقاً لأنه في النهاية سيوصل له " .
وقطعة أخرى بيد جائع وجدها وكأنها استجابة لدعاء عابد في ليلة القدر, يقضم منها الهوينى حتى لا يدركه الجوع، يزيح حصى الحياة من طريق مركبها، يوزع وقته بينها وبين أهوال الحياة، بصمت لا يدرك كهنه غير عاشق وجد في طريقه من يعطيها الحب ويأخذها بكلها عشيقة تتقن فن البقاء صوب عينيه، لا تغادر إلا إن صدر لها الأمر.
كل هزة من هزات الحافلة كانت تجرها من تلك الأفكار صوب الواقع، تفتح عيناها وتراقب الركاب، خلف كل عين من عيون الركاب قصة، قد تفوق قصتها غرابة، تنتقل بين عين وأخرى ووجه وآخر، كم يحمل البشر في دواخلهم من غموض !!
بلا تخطيط ولا نية مبيتة منها يحضر بل يحضران، هؤلاء الشخصان اللذان رسم لها القدر أن تكون بينهم كالرغيف، وقلبها يتوزع مع العقل فك تلك الشيفرة العصية على الفك، لو أن القدر غير مسار الحافلة الأول في الرحلة الأولى، كانت الحياة ستكون أكثر سهولة ويكون وحداً منهم فقط قد طفا ظله على صفحة الحياة والأخر بقي في طي المجهول، ولكن أنىّ لها الآن أن تغير ما رسم منذ الأزل !!..
لم تعد الأمنيات تجدي ووقت التمني قد ولى وهرب، الآن وليس لاحقاً يجب عليها أن تقرر أين سيكون المقر، أي قرار سيكون كصك إعدام ممهور برسم التنفيذ الفوري، صوت بقربها دفعها لتفتح عينيها:
- أنتِ يا سيدة لقد وصلنا، حمداً لله على السلامة.
بدون أن تنهض عن مقعدها في الحافلة ومن غير أن تنظر صوب المتحدث
- سأعود بالحافلة من حيث أتيت .

ما يأخذه البحر كتب بواسطة رائدة زقوت



بحرٌ لا يرحم، لا يستجيب للنداء، لا يستوعب قلب متوسل متسول، لا تحتويه الزجاجة ولا يفيض بروائح مشتاة وقت الحاجة"، هذا ما كان 
يدور بخلده وهو يقطع المسافة باتجاه البحر لا يحمل غير أسرته في سيارة متهالكة وبعض الزجاجات التي ينوي أن يعبئ البحر فيها علً ما ينقصه يكتمل ويرتاح قلبه وبعض حواسه المضطربة الفاقدة لشيء ما لا يعوضه ملئ زجاجات الأرض من مياه البحار والمحيطات، للبحر أسراره الخاصة التي يسر بها لمن يشتهي وقتما يشتهي، كان يزيد الضغط على دواسة السرعة في سباق مع الطريق الملتوي المتعرج كما خطوط حياته التي رسمت ذات قدر، على حين غفلة منه.
" تباً للبحر كم يخذلني وقت ارتقاء الشهوة إلى قمة الحواس والجسد " لا عائق مهما كانت خطورته قادر على أن يبعده أو يزحزح فكره قيد أنملة عن رحلته شبه الأسبوعية صوب البحر، يجلس قبالته ينزع أغطية الزجاجات الفارغة إلا من هوسه ومن بعض أحلامه المحكوم عليها بالوأد مسبقاً كما حكم عليه هو ذات فجيعة بحمل الزجاجات ليتسول بحراً ليعيش عمره المبتور وسط أعمار بعضها قصف وبعضها مازال مشروع عمرٍ مقصوف مؤجل، افترش رمل الشاطئ، صوّب وجهه صوب الغرب في صلاة خاشعة لا يفهم كهنها إلا مأخوذ على حين فجيعة، أخفى عينيه في بطن  نظارة سميكة لا تكشف عن نظرة ولا تسمح للدمع بأن يتسرب خارج ذلك الإطار السميك المجوف، ماذا يحصل لو قطع تلك المسافة سابحاً صوب قلب البحر؟؟ ..كان هذا ما يجول في ذلك الرأس المعتاد على الهروب صوب الزجاجات ليفرغ ما فيها في جوفٍ جزع من هول الفجيعة،"لن أصل صوب القلب فقصف الأعمار ما زال متوهجا في بريقٍ لا يفهم ما يعنيه إلا من خِبرَ عمراً مقصوفا أو رأساً يترنح باحثاً عن جسد ليعيد له البحر " طال مكوثه قبالة الشاطئ يفرغ في جوفه بعض الزجاجات ويعبئها بماء البحر، كان عدد الزجاجات يزيد والبحر لا ينقص منه شيئا، " سحقاً للبحر متى يقل قليلا وتنحسر المسافة حتى يتسنى لي التسرب صوب عمقه أنا وسمكة قرش أو حتى حوت مفجوع ببحره ؟؟!!...أخذ يقترب من البحر أكثر وأكثر، غطى الماء نصف جسده، هبت بعض نسمات البحر الغربية، زادته هياجاً وإصراراً على المضي متعمقاً صوب قلب البحر، كانت رأسه أثقل من أن تقرر أن العمر أصبح قاب قوسين أو أدنى من أن يصبح مقصوفاً، خف جسده أكثر وأكثر أصبح كريشة طائر، تعمق أكثر لا يحمل غير ما أفرغه في جوفه من تلك الزجاجات وحلمٍ صودر قبل قدوم مرحلة البلوغ بوقت لا ينسيه البحر ولا ينتزع منه ذاكرة بأنه كان قبل قصفٍ أهوج ربٌ البحر وسيده، غطى الماء الجزء الأعلى من جسده والرقبة لم يبق غير أنفه وتلك العيون المدفونة ببطن ذلك الإطار السميك المجوف،" سأصل لا محالة " كان يردد في عقله المليء حد التخمة بما كان في الزجاجات التي عبئت  لاحقاً بماء البحر، زاد جسده خفة، اندمج أكثر مع البحر كقطرة ماءٍ، أحس فجأة بثقل قوي في رأسه وجسده، ألآمٌ حادة كانت تدفعه ليتأوه بصوت مجروح كترنيمة حزنٍ جنائزية، استفاق من وجعه ليجد نفسه ملقى على الشاطئ والزجاجات تأخذ طريقها عائمة في قلب البحر صوب غربِهِ لتتم صلاته التي بترها ثقلُ رأسه ومفعول الزجاجات الفارغة .

المنجي بن خليفة : العرس

العرس
تزيني... و احتفلي...
فموعد الاقتران...
 الزفاف
قد اقترب ...
وأعدي ما يلزم
 و ما تيسر
فالزوج المرتقب
 قد استفاق
و قرر
 بالركب اللحاق
فهو في الأصل
الأصلٌ
 وهو الفاتق ، الناطق ، الأمل
ولان غفوة العصر
 قد طالت
وجوبا عليه أن يسرع
يلملم أطرافه الجرحى
يداوي...، يضمد....، و يبتر
ليتشكل
في ثوب عجيب
من الشام مغربي
 بالخليج مولده
أبى تقسيم لبنان...
والسودان
يكون فرعونا...،
 تونسي الموطن
ببغداد  امتهن
 حكمة اليمن
كعمر المختار...،
 حبشي، موريتاني
حارب في الجزائر
 و انتصر
و يكون من قبل
 قد وعد
فلسطين محررة
عرسك يا قدس
قد لاح...
لا بل أكثر
فجمع الشمل
 قد حان
وطن بعد أن صارت أوطان

المنجي بن خليفة


الثلاثاء، 26 أبريل 2011

الشاعر سالم المساهلي : سلام .. إلى الشهداء

يا سادتي الشهداء
إن عزائم الثوار ما لانت
ولم تصمت ولم تهدأ
وما خانت
ومازالت
تهزّ الأرض هادرة
وتهدي الرّوح عاطرة
فِدا أشواقنا الحرّه
وما هانت ..
فيا آمالنا عُودي
ويا أيامَنا قومي
فإنّ الليل قد ولىَّ
وذي أطيارُنا عادت 
...........
سلاما يا شهيدَ الأرض
يا عنواننا الحَادي
سلاما يا سَماء الرّوح
يا غيث الهَوى الصّادي
سلامًا أيّها الثائر ..
من الأحْياء والشارعْ
من الأشجار والبستان
والفلاح والشاعرْ
 ومن لغةٍ تصُوغ حُروفها الأولى
من الأشواق والفرحه
ومن رعْد الهُتافات
التي ضجّت بهَا الأنحَاء
وازدانت ..
سلاما فجرَنا الزاهرْ
......
يدوّي صَوتنا الأعلى
ونشدو للمدى الآتي
وذي أشواقنا الحَرّى
سماءٌ للمدارات
سنبني عرشنا الظافر
بعزم صادق هادر
هنا موعود ثورتنا
هنا تحيون في دمنا
حُداءً للمسافاتِ .. 
هنا أيّامنا الأولى
هنا نحيا .. هنا تحيا
كما كنّا .. كما كانت

فوزية صيداوي :أكذوبة حياة

توه في منعطفات ضيقة

يترك أروقة معتمة خالية

تصفر فيها رياح مجنونة

وأمكنة فارغة

إلا من بقايا ذكريات

تهمس بها مرايا الصفحات

المتناثرة هنا وهناك

يخفى وراءه باقة حب

مرسوم ببعض الكلمات

هو وهم

سراب

اكذوبة حياة

يمزق خيوط داكرتى

يحيلها إلى رماد وردى اللون

له وهج الإحتراق

أستدرج كلماتى هذه

لتغرق فى يم البوح

لاهبة سياطها

وتأبى إلا أن تترك صمت الكلام

ينطق عبر موجات هادرة

من ذبذبات الشوق

إلى طيف ربيعى النسمات

خيالى الحضور

قدسى الملامح

ملائكى البسمات

ألفت له أجنحة فرح

أسطورى

ونثرت على جوانبه نجماتى حراس

اباهى به زهرات الروض

والغيمات

وصار هو العمر

الفائت منه

والآت


فوزية صيداوي :إغتراب

حين يطوى الحنين كل المسافات
ولا يصل فى النهاية إلا إلى البدايات

حين أغترب عن ذاتى
وأهرب من ذكرياتى

حين أغفو وأفيق
فلا أجد الصديق
ويتوه منى الطريق

وحين يجرفنى التيار
وأغرق فى يم من الحزن بلا قرار
حيث لا وطن لا رفيق ولا إستقرار

حينها أركب سفينة الحياة
وأجدف باحثة عن طوق للنجاة
كلاجئة أفلتت منها كل الأمنيات
فهل أصل يوما بر الأمان
حيث لا زمان ...ولا مكان
حيث أنت أيها المستحيل الساكن
القلب... والروح ... والوجدان


فوزية صيداوي :اعتزلت الحياة



!!!...أنا

اعتزلت الحياة

قررت ان امارس 

...فقط

!!! حق البقاء

الأمر ليس سهلا

لكنه قدر 

من أقدار الله

  هذه الحياة

أكذوبة كبرى

نكذبها ...ونصدقها

هذا ما تعلمته 

  منها

....أنا

... بالأمس نمت 

!!!... حلمت

لكننى اليوم 

أفقت

على مرارة 

...حقيقتها

خيرت الهروب 

.. منها

لأنعم بالبقاء

... فيها 

!!!....بوجه

ككل الوجوه التى

... صادفتها

أدوس الورد 

وأحتضن اشواكها

...اتلون 

كالحرباء 

كالوان قزح 

.. بل واكتر

يا رب 

ثبتنى 

امام تحدى 

... الأنا

وامنح الصبر 

لهذا النبض

... العاشق للصفاء 

وامنحنى يا رب

..حق البقاء 

بنفس

تجيد فن المسرح 

!!!... الذى ارى

...أنا 

اغلقت كل المنافذ 

... التى 

تربطنى بالذى

مضى

حتى لا يشقينى

البقاء 

كما شقيت فى

الحياة

....هى فلسفة الأنا

أن امارس حق

البقاء

بعيدا عن متاعب

القلب

عفوا عن متاعب

الحياة

.....أنا

ضمدت جراح 

الأمس

وأوليت ظهرى 

لزيف الحياة

كسرت كل 

.....المرايا

لبست قفازاة 

....الرياء

ووضعت كل الاقنعة 

..الممكنة

لاتمكن من ممارسة

حق العيش 

..... بلا حياة

الشاعرة زهور بالعربي : تمشّط أحزانها

من وحي لوحة الفنّان التشكيلي العراقي شوكت الرّبيعي.. (تمشّط أحزانها)
الإهداء: الى الفنان والناقد التشكيلي العراقي المبهر شوكت الربيعي لمناسبة تكريمه من قبل مؤسسة المثقف العربي

ابحث عن أنفاسي
في جوف أحزاني
إنها تحتضر...
اختنقت من دخان...
الأوكسيجين
ها هي تتصارع مع نسمات صبح
عقيم
تغلق أياديه في وجهها بوّابات
الأمل

أحتار
أحتضن السّماء بعينيّ
أسألها حانقة
أحتاج إلى الأنفاس
ما العمل؟
تمتزج ألوان الحياة بداخلي
الأمل يتهاوى في محراب
السّواد
يبهت ..
يتوارى..
ويضمحل
 l13
تتشابك أسلاك النّور
بآفاق الضّباب
تتصارع على البقاء
الأبيض يحارب أشباح
القتامة
الأخضر أغلق مسامّه
جفّت ينابيع الهواء
ها هي الأنفاس تتراءى أرواحا
عالقة بين الشّهيق والزّفير
تحتار مع أيهما تسافر...
تتقاذفها موجات الحياة
والعدم

ترى أين أقف؟
إلى أين أمضي؟
تسافر بي ذاكرتي عبر آلة الزّمن
أراني في أرذل العمر
عجوزا أتوكأ على العجز
أجرّ بقايا مرارة عالقة في حلقي
وجراحا لم تندمل
أتدثر بوشاح حضارة الرّافدين
امشي على خطى الأئمّة
المعصومين..
عليّ..
والحسن
أشم أريج الأنبياء
عيسى
آدم
ونوح ...
أرى الطّوفان من حولي
يجرف بلا رحمة
أشواقي
أحلامي
وحضارة خضراء تتشبّث بأديم
الأرض الولود...
تأبى أن تقتلع
وتغادر مهزومة أرض
الوطن
أرقص طربا وبصمودها
أفتخر
أعتلي المنارات المضاءة
أرسل آهاتي
الحزينة

كيف وصلت ها..هنا؟
ومتى؟
من أنا؟
أعتقني يا شبح الذّكرى
أرجعيني يا عجلة الزّمن
الكئيب
اتركيني أمشط ....أحزاني
أعاقر مزيج ألوان الحياة
ربّما تزهر خصلات شعري
السّوداء
ويولد من رحمها أكسيجين
البقاء

الخميس، 21 أبريل 2011

شكري بن خليفة

بكي وطنا فرقة رجــــــــال تعزّه... رامت عليه الموت بالكرطـوش
يحموه لا حضروا نهــــار الحزّه... دون نصرته بالدّم ما بخلـــوش
صنعوا غطاهم من خيــوط العزّة... بالعزم كتبوا في الزّمان نقوش
حرام تردموا دم الشّهيد بعـــــزّه... وعالقبر فتنة بين زوز عروش
لاش تشربوا كاس الحليب بخزّه... والشّهد كاسه بالذّهب منقـوش
 
 

الثلاثاء، 19 أبريل 2011

مرثية الطفولة و صفر الحساب قمر صبري الجاسم







حينَ كُنا صغاراً


نسابقُ كلَّ الفراشاتِ بالعدوِ خلفَ الرياحِ
بطيّارةٍ من أملْ
نعتلي عرشَ أحلامنا ..
حينَ كنا صغاراً /
نهجّي الحياةَ و نلعبُ ......
.......................
منْ كانَ يَكذِبُ يرحَلُ عنَّا 
و أصدقنا من يصيرُ البطلْ
نَغرِفُ الشمسَ 
نحضرُ عرسَ الزهورِ
و نشربُ قنينةً من عسلْ
حينَ كانتْ حكايات جدَّاتنا 
مثل نبعٍ يفيضُ علينا 
و لا نرتوي ..
كيفَ كُنَّا نُخبِّئُ بعضَ النقودِ
" لسالي " 

دموعاً ..
" لريمي " 

و نحزنُ من أجلِ 
" هايدي و بِلْ "

كان قلبُ الصغارِ كبيراً 
و لونُ البساتينِ أجملْ 
لا كما ندّعي الآنَ 
كنا إذا مرَّ أستاذنا من راءِ المرايا 
نخافُ
إذا لم نغيِّب لَهُ درسَنا 
كان يرسلُ عصفورةً كي ترانا 
إلى أيِّ وقتٍ سَهِرنا
فنخجلُ إن لَمْ ننمْ باكراً ..
كلُّ شيءٍ ينادي بهِ يعترينا 
" كـ كُنْ " 

كان أُستاذنا مرجعاً للحياةِ
وفقهَ الحضاراتِ
حضناً لنا ..
حين يطلبُ منا الكلامَ نغرّدُ
إن قالَ قوموا .. نطرْ
أو دعانا إلى درسِهِ ننتفضْ
حين كنا صغاراً 
و ذلكَ من ألفِ جيلٍ مضى ...
كانَ درسُ الحسابِ عن الصفرِ 
كنا نفتّشُ عن إصبعِ الصفرِ من دون جدوى
إلى أن يقولَ لنا :
إنهُ الصفرُ مثل العَدَمْ
سلةٌ فارغةْ
إنما الصفرُ في الضربِ 
كالقتلِ عمداً
إذا ما أضفنا لهُ أو طرحنا
كحسّانَ
لا يفهمُ الدرسَ مهما شرحتُ
و مهما قتلتُ
يظلُّ وراءَ المقاعدِ لا يُحتسبْ .
إننا الصفرُ ..
قلتُ لأستاذنا نفسه البارحةْ
قالَ : " يا ليتنا