الاعضاء

الأحد، 26 فبراير 2012

د / أميرة عبد العزيز : طَرِيقُ كَرْبِلَاءْ


طَرِيقُ كَرْبِلَاءْ


تَنَحَّتْ الشَّمْسُ
وَبَدَتْ السَّمَاءْ
وَكَأَنَّهَا مَجْلِسُ عَزَاءْ
وَفِي كَبِدِ غُيُومِ الحُزْنِ
أضَاعَ النَّجْمُ القُطْبِيُّ المَسَاءْ
وَالنَّجَمَاتُ لَبِسْنَ الحِدَادْ 
وَ أَعْيُنُهُنَّ أنْهَارٌ 
تَغْسِلُ صَنِيعَ الأَنْذَالْ 
والأَرْضُ تَسْأَلُ وَهيَ تَحْضُنُ
شُهَدَاءَ كربلاءْ
هَلْ لِي يَا رَبِّي أنْ أرْفُضَ سفَّاحِيهِمْ,,؟
وَلْيَعْرِضُو أَجْسَادَهُمْ عَلَى النِّيرَانْ

وَ تُغْمِضُ الذِّئَابُ أَعْيُنَهَا
تُسَدِّدُ بِالأُخْرَى سِهَامَ الغَدْرِ 
صَوْبَ جَنِينِ كَرْبِلاءْ.. 
تَحْمِلُ المَلاَئِكَةُ دِمَاءً 
مَا كَانَتْ إلَّا أنْ تَعُودَ 
إِلى السَّمَاءْ..

اضْرِبْ بِقَلْبِكَ
تَنْشَقُّ لَكَ عُيُونٌ
قَدْ عَلِمَتْ كُلُّ جَمْرَةٍ مَشْرَبَهَا 
وَعَلِمْنَا نَحْنُ 
أيْنَ مَسْكَنُهَا 
وأيْنَ تَتَرَبَّعُ فِي القُلُوبِ الظَّلْمَاء..

رَبِّي مَا أَهْوَنُ ؟
دِمَاءُ بَعِيرٍ افْتَدَتْ ذَبِيحاً 
أمْ أحْفَادُهُ تَحْتَ وَطْئِ 
حَوافِرَ سَوْدَاءْ..

إِلَيْكَ هُمْ 
انْصُرْهُمْ أَوْ ضُمَّهُمْ إِلَيْكَ
حَيْثُ وَهَجُ الشَّمْسِ لَا يَأْكُلُ جُثَتَ الأَبْرِيَاءْ
حَيْثُ لَا يَشْرَبُ الفَارِسْ 
حَتَّى يَسْقِي جَوَادَهُ أوْ يَمُوتُ ظَمئََانْ 
وَ حَيْثُ مُنِعَتْ الذِّئَابُ عنْ مَجَالِسِ الفُضَلَاءْ..

وَبَقِيُ العَبَّاسُ يَنْتَظِرْ 
تَتَكَرَّرُ المَأْسَاةُ 
يَتَسَاقَطُ الرِّجَالُ 
تَتَهَاوَى الأَجْسَادُ فَوْقَ الرِّمَال 
شُهَدَاءٌ بِيَدِ الأَوْغَاد..!ا 

تَتَّجِهُ السِّهَامُ منْ كُلِّ صَوْب 
وَتَبْكِي الثَّكَالَي
عَلَى فَتَىً في ربيعِ العُمْرِ 
عَلَيْهِ إِزَارٌ وَ فِي يَدِهِ سَيْفٌ
وَفِي قَدَمَيْهِ نَعْلَان 
تَرْفَعُ أَعْيُنَهُنَّ إِلِى السَّمَاءْ
تَسْتَمْطِرُ لعْنةَ المَوْلَى..

ومَاذَا بعْدُ..!؟
لَازَمْتُمْ الشَّيْطَانَ والرَّحْمَنَ تركتمُ
نَامَ أَئمَّةُ المَنَابِرِ 
وَصَلَّى علَى الشَّهِيدِ جَلَّادُكمُ 
بَلَغَتْ الأشْواكُ ذِرْوَتَهَا
وفِي أعْيُنِ الثَّكَالَى أيْنَعَتْ رِماحَكمُ
قُطِعَتْ رُؤُوسُ شَبَابِ الجَنَّةِ 
وَتَهَاطَلَتْ بِوابلِ المَوَاجِعِ سُيُوفُكمُ

فويحكمُ..!ا 
و ويْحِي أن تقاسَمْتُ زَمَانَكمُ..!ا

سَأمْضِي 
سَأَمْضِي بِأَسَى الرِّجَالِ فِي نَفْسِي 
وَشَهَادَةِ مُحَمَّدٍ على لساني..!ا
سَأَمْضِي وَقَافِلَةَ ليلٍ
أَنْجُو منْ قَوْمٍ
يُبْعَثُ فِيهمْ كلَّ يوْمٍ يَزِيدْ 
ويُرَاقِصُونَ كلَّ ليْلَةٍ إِمَاءً وَعَبِيدْ !!

سَأَمْضِي 
وَصَرْخَةُ النَّاصِرُ تَخْرِقَ صَدَرِي
وَسِهَامُ الغَدْرِ تَشُقُّ ظَهْرِي
وَعَدُوٌّ يَحْفِرُ قَبْرِي

سَأَمْضِي بِعَدَدِ
الأَشْهُرِ الحُرُمِ
وَ حُمَاةِ الفَجْرِ 
وَعَذَارَى الأَعْرَاسِ 
وأَطْفَالِ قَلْبِي
الَّذِينَ انتُهِكُوا..

فَلَا تَسْتَبْقونِى..!ا

وَللرِّحْلَةِ بَقِيَّةْ..

د / أميرة عبد العزيز

الاثنين، 20 فبراير 2012

الشاعره هناء الطيبه : أضرمت نيراني


" ** أضرمت نيراني ** "


يالَ قساوة قلبك
 الذي استطاع بلحظة ٍ أن ينساني .........

يالَ مرارة العيش
 في بعدك فقد غابت شمس الحب عن أوطاني

غابت شمس هوانا
 ولم أعد أراك و لم تعد تراني

عمري أصبح آلام و جراحات فأنت حياتي و مماتي
 يا كلّ الأماني

لا طيف يزور خيالي 
من بعد هواك 
و لا وجود لأي حبيب ٍ

يلامس جسدي
 و يعانق أحضاني

فأنا أصبحت أعدّ الثواني 
و على بعدك
 أصبحت أنسج أكفاني

فكفاك هجراً و كفاك بعداً ... و كفاني عذابات ٍ 
تمزّق إحساسي و قلبي
 كفاني

يا من أخذت حبة القلب 
يا فلذة الكبد 
في موطن العشاق 
أضرمت نيراني

فمهما ذهبت 
و غبت عن عيون الناس
 أنت الحاضر الغائب 

و أنت الأول في القلب 
و ليس بعدك ثاني

في مروج المحبين 
و في حدائق العشاق 
أنت زهرتي 
و على بعدك
 تاهت روحي
في دوامة أيامي و أحزاني

و أصبحت عصفوراً تائها ً 
في كل البقاع ِ و الهضاب
 و الوديان ِ

يا روح الروح 
و يا عمر العمر 
 لماذا هانت عليك أيامنا 
و أحلامنا 

و غبت عني و رميت قلبي 
في بئر الحرمان ِ


إذهب أينما تشاء
 لأنك قلبي لوحدي
 أعود إليك 

و لو بعد حين 
سوف ألقاك و تلقاني


من بعد غيابك 
لا وجود في قلبي للحب 
و الحنان ِ

ضاع عمري و مضى وقتي 
و ولّى زمني و لن أشعر 
بعد اليوم بالأمان ِ ؟!



السبت، 18 فبراير 2012

الثواقراط الجدد : المنجي بن خليفة



الثواقراط الجدد


كرهت انا

 ديمقراطيتكم

دنستم طهرها... تونس

و نقمت انا...

على من أسس دولتكم

انا... منكم براء

وسحقا للعابثين

 في بلدي

أبرزتم ....عفوا عورتكم

و تبعية تخلفكم

فلا حق... يحرككم

و لا مبدأ ... يسيّركم

رعاع...

بهرّتم بأول إشعاع

 للكراسي...

انبطح الكبير

قبل الصغير

ليعلمه...

فنون الحكم و التدبير

فانتم كمّا كنتم دائما

اجهل من نعلي

فمطالب الشعب

 شرعية و ثورية

بها تتاجرون...

 ما أحقركم

و علمت انا...

ألان...فقط

نعم علمت...

كيف كان الحزب

يشكمكم

كــالـ ...

 عفوا...

كي لا اظلم الحمير

و أكرمكم

الأربعاء، 15 فبراير 2012

مَرْيَمْ التُّرِكْ الحُبُّ بَوْحٌ وَالعِشْقُ صَدىً بِقَلَمْ: حُسَيِنْ أَحْمَدْ سَلِيِمْ




مَرْيَمْ التُّرِكْ
الحُبُّ بَوْحٌ وَالعِشْقُ صَدىً

بِقَلَمْ: حُسَيِنْ أَحْمَدْ سَلِيِمْ

مَرْيَمُ التُّرْكِ, شَاعِرَةٌ تَمْتَطِي, حَدَاثَةِ الأُسْلُوْبِ وَالنَّسَقِ, تَمْتَشِقُ التَّفَاعِيِلَ, مُتَحَرِّرَةً مِنْ كُلِّ القُيُوْدِ, تَتَمَوْسَقُ بِهَا عَلَى أَوْتَارِ الحُرِّ مِنَ الشِّعْرِ حِيِناً, وَتَتَرَنَّمُ بِهَا أَحْيَاناً, عَلَى أَوْتَارِ مَنْظُوْمَاتِ البُحُوْرِ... آتِيَةٌ عَلَى صَهَوَاتِ الحُبِّ وَالعِشْقِ, تَتَدَثَّرُ بِأَثْوَابٍ مِنَ الأَشْوَاقِ, تَحْمِلُ زَادَهَا, جَرَّاتُ شَجْوِ الرَّبَابِ مِنَ الظَّمَأِ... تَتَهَايَمُ وَلَهاً فِي شَغَفٍ, لِكَأْسٍ مُتْرَعَةٍ, تَفُوْرُ بِشَهْدِ الحُبِّ وَالعِشْقِ, تَتَشَوَّقُ تِيِهاً, لِلْنَّهْلِ مِنْ نَهْرٍ, حَانِيَ التَّدَفُّقِ, تَنْسَابُ مَِيَاهَهُ, تَتَرَنَّمُ بِسَيْلٍ مِنَ جَرْأَةِ البَوْحِ, وَتُدَنْدِنُ بِبَعْضِ البَوْحِ مِنَ العَتَبِ... تَنْصَهِرُ تَمَازُجاً فِي الأَحَاسِيِسِ, وَتَذُوْبُ نُبْلاً فِي المَشَاعِرِ, كَأَنَّهَا الثَّلْجُ, يُدَفِّئَهُ التَّشَاغُفُ بِالحَنَأنِ... تَنْتَشِي تَمَاذُجاً, وَهِيَ تَغْتَسِلُ بِفَيْضٍ مِنَ الطُّمَأْنِيِنَةِ, وَتَتَطَهَّرُ بِقَبَسٍ مِنَ الأَمَأنِ... فَتَنْعَتِقُ بِخَوَاطِرِهَا, وَتُغَادِرُ وِجْدَانَهَا أَرَاجِيِزُ البَوْحِ, وَتُرَفْرِفُ فِي فَضَاءَاتِ الهَوَى, أَسْرَابٌ مِنْ طُيُوْرِ الحُبِّ وَالعِشْقِ وَالغَرَأمِ... حَطَّتْ فِي سَكِيِنَتِهَا, بَيْنَ أَشْجَارِ الدَّوْحِ المُخْضَلِّ, وَإِسْتَوَتْ عَلَى غُصْنٍ مِنَ الحُبِّ, تَهْدُلُ بِشَجِيِّ صَوْتِهَا لِلْعِِشْقِ... يَتَرَاءَى لَهَا فِي البُعْدِ أَمَلُهَا, يَتَجَلَّى فِي هَدِيِلِ كُلِّ العَاشِقِيِنَ... تُرَاوِدُهَا النَّفْسُ الأَمَّارَةُ بِكُلِّ الرُّؤَى, تَهُزُّهَا عَوَاصِفُ الهَوَى, تَرْقُصُ كَالعَرُوْسِ فِي لَيْلَةِ الزَّفَأفِ... تَتَفَكَّرُ بِكُلِّ المُفَاجَآتِ, الّتِي تَسْتَتِرُ فِي الغَيْبِ, وَتَتَنَاهَى لَهَا فِي غَيْبُوْبَةِ الثَّمَلِ... تَخَافُ الغَدَ, يُفَاجِئَهَا بِغَدْرٍ, يَغْتَالُ أَزْهَارَ الحُبِّ وَالعِشْقِ... تَتَمَنَّى البُكْمَ يَوْماً, إِنْ لَمْ تَتَرَنَّمَ, حُبّاً وَعِشْقاً لِلْحَيَاةِ, وَقَدْ لاَ يَرَاهَا مَنْ شَاءَ العَمَى, لِلْخَلْقِ وَالإِبْدَاعِ, بَوْحاً فِي جَرْأَةِ المَوْقِفِ... لَكِنَّ أَزْهَارَ اللِّيِنُوْفَارِ المُقَدَّسِ فِي دَوْحِ مَرْيمَ التُّرْكِ, تَضوْعُ عَبَقاً, بِالحُبِّ وَالعِشْقِ فِي كُلِّ مَكَانٍ...
تَتَمَاهَى مَرْيَمُ التُّرْكِ عُنْفُوَاناً, أَنَّهَا تَحْمِلُ لُبْنَانَ, وَطَناً نِهَائِيّاً لَهَا, فِي نَسِيِجِ كَيْنُوْنَتِهَا, هَوِيَّةَ الأَرْزِ... تَرَى أَنَّ الوَطَنَ, شَرَفَ المُوَاطِنِ, وَتَاجَ المُوَاطِنِيَّةِ, وَعِنْوَانُ الوُجُوْدِ... لِذَلِكَ تُحِسُّ الوَطَنَ فِي كُنْهِهَا, وَتَحْلَمُ بِهِ مُنْذُ الصِّغَرِ... لُبْنَانُ, هُوَ مَنْ عَلَّمَ العِشْقَ, شِعْراً لِلْشَّاعِرَةِ مُنْذُ نُعُوْمَةِ الظِّفْرِ, وَهُوَ مَنْ أَرْضَعَهَا الحُبَّ, مَزِيِجاً فِي الحَلِيِبِ... كَانَتْ صَغِيِرَةً تَحْبُوْ, وَتُخَرْبِشُ الأَرْزَ الخَألِدَ, فِي دَفْتَرِ الرَّسْمِ, رَمْزَ الوَطَنِ... لأَنَّهَا كَانَتْ تَعْرِفُ فِي خَفَايَا تَفَكُّرِهَا, أَنَّ الرِّجَالَ الأَصْفِيَاءَ الخُلَّصِ, لَمْ تَعْشَقَ اللَّوْنَ الأَحْمَرَ, لَوْلاَ الأَحْمَرَ الدَّمَوِيَّ فِي رَايَةَ الوَطَنِ, وَلَمْ تَزْدَادُ النِّسَاءُ, إِنْبِهَاراً بِالأَحْمَرِ, لَوْلاَ لِوَاءَ لُبْنَانَ الخَفَّاقِ... أَتَتْ مَرْيَمَ التُّرْكِ, تُغَنِّي لُبْنَانَ فِي قَصَائِدِهَا, تَعِيِشُ فَيْرُوْزَ, تُغَنِّي الهَوَى, هَوَى لُبْنَانَ... تُثِيِرُ أَحَاسِيِسَ النُّبْلِ الوَطَنِيِّ, فَإِذَا الشُّعُوْبُ, كُلَّ الشُّعُوْبِ, تَسْتَعْذِبُ مَوْسَقَاتَ الأَوْتَارِ, تَـَرَنَّمُ فِي حُبِّ الأَرْضِ وَالوَطَنِ... تُغَنِّي مَرْيَمُ التُّرْكَ لُبْنَانِ فِي أَنَأشِيِدِهَأ, وَتَرَى فِيِهِ, مَلْجَأَ الثُّوَّارِ الأَحْرَأرِ... لُبْنَانَ فِي رُؤَى الشَّاعِرَةِ التُّرْكِ, دَوْحَةً مِنْ نُوْرٍ, تَتَكَوْكَبُ بِالضَّوْءِ... وَتَرَى فِي لُبْنَانَ, بَسْمَةَ السَّمَاءِ, طَلَّقَتِ الدُّجَى فِي اللَّيِلِ بِضَوْءِ البَدْرِ وَلأْلأَةَ النُّجُوْمِ, وَإِشْرَاقَةَ النَّهَأرِ بِشَمْسٍ تَمْلأُ الفَضَاءَ بَالنُّوْرِ... لُبْنَانُ فِي قَصَائِدِ مَرْيَمَ التُّرْكِ, عِنْوَانَ المَحَبَّةِ وَالكَرَامَةِ, وَهَيْهَاتَ هَيْهَاتَ مِنَ الذِّلَّةِ, فَلَقَدْ نَسَجَتْ فِي كَلِمَاتِهَا, نَصْرَ لُبْنَانَ لِلْوَعْدِ وَالعَهْدِ, إِزَاراً مِنَ النَّصْرِ المُحَقَّقِ... وَرَاحَتْ فِي جَرْأَةِ البَوْحِ, تَدُعُوَ الصَّبَايَا, لِلْرَّقْصِ عَلَى قِمَمِ الجَبَألِ الشُّمِّ, وَتَدْعُوَ الشَّبَابَ, تُغَنِّي مَوَاوِيِلَ الخُلُوْدِ لِلْوَطِنِ, وَالشُّعَرَأءُ عَاشِقُوْنَ, بِحُكْمِ الحًبِّ, يُغَنُّوْنَ لُبْنَانَ فِي الحُبِّ وَالعِشْقِ... تَرْسُمُ الشَّاعِرَةُ التُّرْكَ, لُبْنَانَ, فَاتِحاً ذِرَاعِيْهِ, لِلْقَادِمِيِنَ مِنَ البُعْدِ, يَكْرِزُوْنَ التَّعْبِيِرَ, شُرْعَةَ حُرِّيَّةٍ, يُنْشِدُوْنَ الوَطَنَ فِي هَذَا الشَّرْقِ, لِلْحُرِّيَّةِ مِنْبَراً, وَلِلإِبْدَاعِ وَالخَلْقِ شِعَاراً.... 
تَهَابَبَتْ أَنْسَامُ الحُبِّ المُقَدَّسِ, لَطِيِفَةً تَنْسَابُ مِنْ ثَنَايَا البُعْدِ, تُدَاعِبُ حَنَاناً أَصِيِلاً, أَغْصَانَ الدَّوْحِ المَرْيَمِيِّ فِي خُلْدِ الأَرْزِ, تَمُوْجُ تِيِهاً بِالعِشْقِ, تُدَغْدِغُ الآمَالَ المُرْتَجَاةَ, المُتَمَاهِيَةُ عُنْفُوَاناً مَوْرُوْثاً, تَتَرَاءَى مُتَوَامِضَةً, تَتَكَوْكَبُ عِنْدَ شُطْآنِ الوُجْدَانِ الأُنْثَوِيِّ... شَاعِرَةٌ بَيْرُوْتِيَّةٌ, تَحْمِلُ لُبْنَانَ هَوِيَّةً, هَمْسُهَا أَبْجَدِيَّةُ الضَّادِ, تَتَمَوْسَقُ تَرَنُّماً شَرْقِيّاً, تُدَنْدِنُ الحُبَّ قَرِيِضاً فِي خَيْمَةِ الشِّعْرِ... كَأَنَّ الظَّمَأَ كَابَدَهَا, لِرَشْفِ كَأْسٍ, فِيِهِ خُلاّصَةُ العِشْقِ, تَعَتَّقَ خَمْراً آَخَرَ, يَتَمَاهَى طِلاًّ بَيْنَ الرِّيِقِ وَاللُّعَابِ, طَهَّرَتْهُ الشِّفَاهُ, قُبَلاً حَرَّى, تَتَلَّظَّى فِي لَمَى الشِّفَاهِ... وَكَأَنَّ الزَّمَانَ, أَصَرَّ إِلاَّ التَّكْرِيِمَ لَهَا, فَزَرَعَ الشَّوْقَ مُلْتَهِباً, يَتَشَاغَفُ فِي حَنَايَاهَا, الّلاَهِبَةَ بِالحُبِّ وَالعِشْقِ, تَسْعَى فِي مَتَاهَاتِ الأَيَّامِ, تُصَارِعُ القَهْرَ بِالصَّبْرِ, تَرْوِيِ مِنْ تَجَارِبَ الأَيَّامِ, الأَحْلاَمَ الَّتِيِ تُرَاوِدُهَا, بِبَعْضِ الشَّهْدِ مِنْ لِسَانِ النَّحْلِ... تُنَاجِي البُعْدَ فِي الإِمْتِدَادَاتِ, تَتَهَجَّدُ فِي حُرِّ الخَوَاطِرِ, تَتَضَرَّعُ فِي صًلًوًاتِهَا, تُنْشِدُ الشِّعْرَ دُعَاءً, تُنَادِيِ عَلَى مَنْ زَرَعَ الشَّوْقَ, وَأَوْدَعَهُ فِي حَنَايَاهَا أَغْلاَلاً, لاَ الزَّرْعُ زَرْعٌ, بِلاَ أَغْرَاسِ الحُبِّ فِي تُرْبَةِ النَّفْسِ, وَلاَ البُسْتَانُ بُسْتَانٌ بِلاَ أَشْجَارِ العِشْقِ فِي الدَّوْحِ المَرْيَمِيِّ... تَتَنَذَّى الكَلِمَاتُ مِنْ حَنَايَاهَا, تَنْزُفُ بِمُرَارَةِ الحَقِيِقَةِ, وَهِيَ تَغْرُفُ مِنْ تَجَارُبِ الأَيَّامِ, مَا يُحَطِّمُ كُلَّ الآمَالِ المُرْتَجَاةِ... تُغَنِّيِ الحُبَّ وَألعِشْقَ شَجْواً, كَأَنَّهَا تَرْثِي الحَالَ بِالحَالِ, لِلْمُعَانَاةِ المُتَعَاظِمَةِ, مِنْ ذَاكَ القَرِيِبِ, الَّذِيِ كَانَ مِنَ القَلْبِ, وَكَانَتْ تُظَلِّلَهُ بِأَهْدَابِ العَيْنِ, الَّتِيِ مَا رَقَّتْ يَوْماً, إِلاَّ لِلْحُبِّ وَالعِشْقِ... لَكِنَّ غَدْرَ الأَيَّامِ, مُوْجِعٌ, وَلاَ يُنْتَسَى, وَمُؤْلِمُ الجُرْحِ, لاَ يَلْتَئِمُ, فَلاَ الحُبُّ يَبْرَأُ, إِلاَّ قَدَاسَةً, وَلاَ العِشْقُ يُعَلِّلُ إِلاَّ طَهَارَةً, وَلاَ النُّسْيَانُ, يُنْسِي العَاشِقُ الجَرِيِحُ, مَرَارَةَ الجُرْحِ... تِلْكَ شَاعِرَةُ الحُبِّ وَالهَوَى, مَرْيَمِيَّةُ فِي عُذْرِيَّتِهَا, ثَائِرَةٌ, رَافِضَةٌ, لاَ تَرْضَى الأَلْوَانَ, هَالاَتَ أَطْيَافٍ فِي الحُبِّ, وَلاَ تَرْكُنُ لِلْتَّبْدِيِلِ فِي العِشْقِ, حَيْثُ لاَ يَأْبَهُ العِشْقُ بِالأَحَاسِيِسِ... تَخْرُجُ عَلَ المَلأ كَارِزَةً, جَرِيِئَةَ البَوْحِ فِي الحُبِّ وَالعِشْقِ, تُعْلِنُ النُّسْيَانَ, تَحُرُّراً مِنْ كَلِّ مُخَادِعٍ, تَنْعَتِقُ نَفْساً وَرُوْحاً وَفِكْراً, وَتُحَطِّمُ الكَأْسَ, المَلِيِئَةَ بِمَرَارَةِ الحَيَأةِ’ وَتُمَارِسُ الصِّيَامَ عَلَى الصِّيَامِ, وَلاَ تَسْقِي ظَمَأَهَا مِنْ كَأْسِ الهَجْرِ... تَرْمِي عَنْ كَاهِلِهَا, كُلَّ الأَثْقَالِ, تَدَعَ الغُرُوْرَ يُوْغِلُ فِي غَيَاهِبِ الغُرُوْرِ, حَتَّى يَرْتَوِي تِيِهاً بِمَتَاهَاتِ الغُرُوْرِ, فَلَيْسَ المَاضِي, سِوَى مَاضٍ مَضَى, وَلَيْسَ القَمَرُ قَمَراً, إِذَا القَمَرُ لَمْ يَتَجَلَّى يَوْماً, يَتَكَوْكَبُ ذَاتِيّاً بِالحُبِّ وَالعِشْقِ... تِلْكَ مَرْيَمُ التُّرْكِ, تَبُوْحُ جَرْأَةً, بِنَوَازِعِ النَّفْسِ, الثَّكْلَى بِالمُعَانَاةِ, تَتَكَوَّىَ فِي زَمَنِ القَهْرِ, شَاعِرَةُ الحُبِّ وَنَاثِرَةُ العِشْقِ... 
زَلزَلت رِيَاحُ العِشقِ أغصَانِي
تَمَوَّجَ الحُبُّ عَلَى شُطآنِ وِجدَانِي 
ظَمآنَةٌ أنَا لِكَأسٍ مِن يَدَيكَ أرشُفُهَا

خَمراً تَعَتَّقَ بَينَ شِفَاهِ أيَّامِي

يَا مَن زَرَعتَ الشَّوقَ فِي حَنَايَاي

إلَيكَ أَسعَى لِتَروِي حُلوَ أَحلاَمِي

يَا مَن زَرَعَ الشَّوقَ أغلاَلاً

لا الزَّرعُ زَرعُكَ وَلا البُستَانُ بُستَانِي

مُرُّ الحَقِيـقَةِ حَطَّمَ كُل آمَالِي

كُنتَ القَرِيـبَ مِن قَلبِي

أُظَلِلُكَ أَهدَابَ عَينٍ مَا رَفَّت لإنسَانِ

لَكِنَّ غَدرَكَ كَالرَّقطَاءِ أَوجَعَنِي

لا العِشقُ يَبرَأُ وَلا النِّسيَانُ أنسَانِي

أَنتَ المُلَونُ كَالحِربَاءِ فِي دَغلٍ

تُبَدِّلُ الحُبَّ لا تَأبه بِإحسَاسِي !!

إِنِّي نَسَيتُكَ يَا مُخَادِعاً أحبَبتُهُ يَوماً

مُرُّ الحَيَاةِ وَكَأسُ الهَجرِ أسقَانِي

عِش فِي غُرُورِكَ حَتَّى تَرتَوِي تِيهاً

ابن الرَّبِيعَة لَم يَعُد سِوَى المَاضِي

مَا كُنتُ الكُبرَى وَلا الوُسطَى وَلا الصُّغرَى

لَم تَكُن قَمَراً إلا بَأوهَامِي