الاعضاء

الجمعة، 30 سبتمبر 2011

المنجي بن خليفة : الاســــــــرار


يا ليلي توقف
 لا تتزحزح
هي ألان تترنح
لتقول ما تبطن
و لا يقال
فالدفين سيصير مذاع
ساحرتي انتظري
أبسطي الطرف
لتفضح الأسرار
بلا خوف
صيّرتك كتابي
متى شئت أغلقه
و متى شئت... فتحته
لا... لا تصبري
فالداء هو الداء
انفجري  و تناثري
آهات و كلمات
و على سطح الماء
 إرتسمي
عصفورة أنت
يزدان بك القفص
و ريشك الناعم
على الأرض منتشر
و القمر قد هجر سماءك
يوم أسرت
ألان انطلقي
تحرري من كل القيود
لقد كسرت الأبواب
و لم تعد بعد اليوم
 تنغلق
و تذكري
أنني أعتقت من خلالك
روحي

الأربعاء، 28 سبتمبر 2011

نسرين الخوري : في شرقنا



يطردُني الشوقُ من بيتي الشرقيّ..
أجوبُ في الشوارعِ ..أتوهُ في الأزقّةْ
أنظرُ في الطرقاتْ
إلى النّوافذِ المُشرَعةْ..
وظِلِّ كلِّ بابْ
كي ألتقيكَ صُدفةً ...
وأُلقيَ السلامْ..
ويَخفَّ وَطْءَ لهفتي وشوقي الثقيلْ..
وأُطلقَ للمدى
من صدريَ الحمامْ..
.........
أريد أنْ أراكَ صدفةً ..
في خلوةِ الطريقْ
فتلتقي العُيونْ
ويصبحُ استعارُها انتقاماً للشجون..
فتُفتحُ النوافذُ الجديدةْ..
على فسحةٍ سماويةٍ سعيدةْ
تفوقُ شرقَ الكونْ..
.........
تعبتُ من سبرِ الوجوهِ العابرةْ
في شرقي العَتيدْ..
كي أستعيدَ ملمحاً من وجهكَ البعيد..
أضيعُ في التساؤلِ ..
أخشى ذاكرتي الواهنةْ..
تنسلُّ منها أجزاءُ الصورْ..
فيُخطَفَ اللقاء...
يخبو بريقُ العيد..
........
أريدُ صدفتنا ..
أجنحةً من اللهبْ
كوةً من نار
ومقبضَ الحديد
لتلحمَ تفاصيلَ طيفك
على جدارِ القلب..
لأنها..
في شرقنا..
قليلةٌ تلك الصُّدف.
..................

ريم البدري : مغمضات العيون


مغمضات العيون
مسدلة بقوة
أهداب الجفون
حبك على القاع
في الأعماق
غور المسامات
يحيا يكون
تغرب الشمس
تشرق بهمس
وأنت في الكون
حس بلا ظنون
يا متعاقب في الفلك
لا تغيب
تصب الكأس عشقا
ليثمل انتشاءا
ساكني السجون
وان غفلت .......أنا
تسهد الرؤى تعي
تصيب ...حامية السنون
فيا مهجتي أنت النصيب
أنت المنى أنت الحبيب
أنت الصخب كل السكون


ياللي تعينون الزمان ف بلاويــــه

ماأنـــتــم قرابه لـــــو تقولو قرابه

وقت الرخا كل ٍ ف قربك مماشيه

و وقت الشدايد ما فتح حد بابــه

حتى الحبيب اللي نحبّه و نغليه

ضيّعت عمري في متابع سرابــه

يا هيه ماني بهيه لو قلت يا هبه

لا بو غرام ٍ حـــد فـ الـــــقلب نابه

بعض الغلا من يدهل ف صدر غاليه

ينعاف كله من سيايــب عـــذابه

اثر الهوى يسعود بـأيـــذل راعيه

و ايعيـّـشــه بين الحزن و الكآبه

واللي اخذ قلبي و روحي باياديه

للحين اصد اسهامه بـــكل رحابه

تبختري يا جروح قلبي بــمحانيه

والله مااشكي لغير رب ٍ نــهــابــه

و اللي لاجل جنسيتي قال مابيه

لابــوه لابـــــو مــن لهم قيل لابــه

من الهم قلبي فيه عمر ٍ يكفّيــه

وش لي بناس ٍ ما تعرف الذرابـــه

انا ابدوي و افخر باصلي و اعلّيــه

و اهيم بالصحراء و اعشق الربابه

الــيا نــدهت الطيب ايــقول لـبّـيه

واسمي نقشته بالذهب في كتابه

و اليا حضرت الشعر زانت قوافيــــه

و الــجــزل شعره حاضرٍ في غيابـــه

و اللي طعن فيني اباضحك و اخلّيه

جاهل و صمتي عنه عز و مهابــــه

اصاحب الوافي و اقدّمه و اغليــــه

و احطّه ف عيني و اقـــدّر جنابــه

و محبوب قلبي لا زعل منّي ارضيه

و اعيش ذيب ٍ حيث هالوقت غابه

و اللي يظن بعده يذلّن فلا اجيــــه

شامخ و رمــيــاتــه تـــزيدن صــلابه

عايد مرزوق العويس ـ المانيا

الثلاثاء، 27 سبتمبر 2011

الشاعر محمود حسن : المَوْتَى يَصْدُقــُـون


المَوْتَى يَصْدُقــُـون
ويظلُّ الحزْنُ السَّاقِطُ
فوقَ الرَّأسِ يَمُدُّ شُعَاعَهْ
يسَّاقَطُ فَوْقَى
فِى جَسَدِى
يدخُلُ قهراً عنِّى رِئَتِى
يغْرِسُ فيهَا
أسئِلَةَ الوَطَنِ الحُبْلَى بسفَاحِ الحُزْن
فتصيرُ غُصُوناً
وشِعاباً
أوديةً ثكْلَى تنتَظِرُ الحبْلى
أنْ تلدَ الفرحَ المظْنونَ
لتُرْضِعَهُ من أثديةِ الحرفِ الجَاسِمِ
فوقَ الرِّئَةِ الوُسْطَى
ليلى
معْشُوقَةَ هذا القلْبِ المُتَصَدِّعِ
معْذِرَةً
إذْ يتمَدَّدُ حُزْنِى فى رِئَتِى
حتَّى يصلَ القلبَ فيطْرُدَ
وجهَكَ يا ليْلَى
يتمدَّد حزنى فى جسَدِى
حتَّى أصبحَ آلةَ نَسْخٍ
مطبوعٌ كلُّ نِظَامِ اللغَةِ المَمْقُوتَةِ فيهَا
كىْ تصلُبَ كلَّ لغَاتِ الرَّب
كىْ تقتلَ
أحبارَ النفْسِ المسلوبةَ منِّى
كىْ تقْتَلَ فيهَا الرَّبْ
أجنادُ الشرِّ تطاردُ هذا الربَّ القابِعَ
فى جسدِى يا ليْلَى
والسِّفْرُ تمزَّقَ والإصحاحُ تَلاشَى
والسورةُ ضَاعَتْ
والآياتُ حبيسُةُ أشرِطةٍ ...
لا يمْكِنُ أن تخرجَ
إلا إن ضغطَ الإصبعُ فوقَ الذِّرْ
يا هذَا الإصْبَعُ لؤلؤُ  هذا البحْرِ
حبيسُ القَاع
هذا البحرُ الساكِنُ فيه الرَّب
يخْلُقُ أسماكاً صُغْرَى
كىْ يأكُلَهَا القِرْش
قـــلْ لِى
كم نوعاً ينقسمُ السمكُ
المخلوقُ على نهْرِ الكوثر
فى دُنْيَا اللا دُنْيَا
قل لى
لا تجْبُنْ ما دمتَ مضيتَ
عَنِ الدنيا الدنيا
هل عندكَ من ترفعُ طرفَ الخيمةِ
حينَ ينامُ الزوج
لحــــــظة:
قد كنتُ نسيتُ دوَاتِى والقلمَ الحبْر
وأنا أكتبُ شعْرى أو أرسمُ لوحَاتِى
معتَلِياً شجرةْ
تدنْو من خيمةِ أنثى
اصمتْ
لا تتكلمْ حتى أحضِرَ أوراقِى
أكتب ما تُمْلى
ورجعتُ أفتِّشُ
عن قلمِى الحبْرِ  المتكَسِّرِ فِى
كُتُبِ الحزْنِ اللا مَيِّتْ
أتفقَّدُ آثارَ القلمِ النازِفِ حبراً أسْوَدْ
فأرَى معشوقَ الأنْثَى
يُهْدِرُ شعراً فيها
يا هَذَا الرَّاحِلُ
حيثُ الموتُ نهايَةُ هَذَا الإِفك
حيثُ الموتُ بدايةُ قِصَّةْ
حيثُ الموتُ قصِيدَةْ
حيثُ الموتُ البَدْء
أعرفُ أنَّ الزَّمَنَ سفاحٌ وخِيَانَةْ
وأنَا ما عنْدى خيطٌ
كىْ يُعْلِمَنِى بالحدِّ الفَاصِلِ
ما بين الزَّيْفِ وبينَ الفَرْجِ لأَحْكُمْ
قل لِى
هل عندكَ خيْط ؟!
قد كنتُ نسيتُ حذَائِى
فى ذاكَ المَسْجِدِ
أو فى ذاكَ الدَّيْر
حيثُ لمحتُ امرأةً
تدخلُ فى الهيْكلِ عارِيةً
وتَؤُمُّ النَّاس
وحِذائِى أنْظَفُ أطْهَرُ ….
ما عِنْدِى
لو قَدَمِى وطئِتْ هذَا الهَيْكَلَ
منْ غيرِ حذِائِى
فصلاتِى لاتُقْبَلْ
هل عندكَ خُفٌّ تمْنَحُهُ لِى
كىْ يمكِنَ أنَ أتَعَبَّدَ
فِى المِحْرَاب
قدْ كنتُ نسيتُ دِمَاغِى فى قَلَمِى
ونسيتُ ملامِحَ وجْهِى وتقَاطِيعِى
أنظرُ فى المرآةِ الآن
الأنفُ غريبٌ
فَتحاتٌ يهمِى منهَا ماءٌ لزِجٌ أبيَض
العينُ غريبَة
ينزلُ منها ماءٌ أسْوَدُ... مَاءُ أبْيَضْ
ماءاتُ العيْنِ تسِيل
تسقطُ منها النَّظَرَاتُ الحَيْرَى يا خُضَرِى
يسقُط منها الزمنُ المفقودُ اللَّا مُغْرِى
كى ينبتَ فى بطنِ اللا أرْضِ زماناً آَخَرْ
لا قيدَ ولا سجَّانَ ولا أغْلال
تسقطُ منهَا النَّظراتُ لطِفْلِى
حيثُ يجوعُ ويبْكِى
لا أقْوَى أنْ أخلقَ لقْمَة
حيثُ تنامُ امرأَتِى
أصْحُو فِى نصفِ الليلِ لأطبعَ قُبْلَةْ
فوقَ الخدِّ النَّاعِمِ … أبْصِرُ هذَا الخدَّ
تجعَّدَ صارَ خُطُوطاً من تأثيرِ حصيرِ البيْت
يسقطُ منهَا الزَّيفْ
والأذنُ
ليستْ أُذُنِى
شىءٌ عظْمىٌ
تتسَاقَطُ منهُ الكلماتُ الضَّخْمَةْ
لا تنْطِقْ
لا تنْقُـدْ
لا تنظرْ.. لا تأكلْ
لا تتنفَّسْ
لا تترحَّم إنْ لم يصدُرْ لكَ تصريحٌ بقراءةِ
أمِّ القرآنِ على موْتَاك
الشَّعْرُ تغيَّرَ
والفمُّ تغيرَ
والوجهُ تغيَّرَ
لا أعرفُ أن أثبتَ أنِّى منْ كنتْ
ما أصعبَ أنْ تثْيتَ أنَّك أنتْ  .... وأخيراً
فى زمنِ الخيمةِ والأُنْثَى (             )
لنْ يشهدَ من أهلِ الأنْثَى
شَاهِدُ حقِّ كىْ ترْجُوه
وستسجَنُ .. بل وتعذَّبْ
فامرأةُ عزيزِ بلادِكَ تدفَعُهُ
فلتأنسْ بالسَّاقِى
ساقِى المَلِكِ الأعْظَمِ والفِرْعَون
لا تطلبْ منْهُ
أنْ يتوسَّلَ للفِرْعَوْنِ الرَّب
أنْ يعفُوَ عنْك
فزُليْخَا تحْتَكِمُ الأَمْر
واحزمْ أمْتِعَتَكْ
قد تحلمُ يوماً أن تحملَ فوقَ
دِماغِكَ خُبْزاً تَأْكُلُ مِنْهُ زُلَيْخَا