الاعضاء

الاثنين، 31 أكتوبر 2011

الشاعرة فوزية امين : تنــاسـلُ ظــلال



سكـن الليـل

في دروب وحشةٍ

تتسلّق المرايا

تقتات حلماً مرصودا

ماعاد يفترش رذاذه

شذّ الاحتراق عن طقوسه

وفي قعر المرمدة

خبت جمرات

تناسلت منها ظلال.. وظلال


يمـامة

لا عشّ لها

لا وطن إلا من جراح

بكماءُ؛ فقدت سجعها

صارت ترنّق جناحيها

هباءً .. صوب المدى

لفظها موج المقل

خارج ملكوت الآس .


سوسنـة

خذلَتْها المواسم

خاصمها ريعانُ الرّبيع

ذوت ظامئة ..

لا ضوع؛ لا رحيق

لوت جيدها .. ضارعة

نعتْها العنادل

محضَ ذكرى

بخشاشِ النّور .


قصيـدة

لا نبضَ لها

إلا من غصّةٍ وهديل

لا لغة إلا من حشو رماد

وأنينِ أوتار

مكتومةِ الصّدى

تتوسّد ورق تينٍ ويقطين

تُمعن في نبش الأغوار

عن جذور نسغٍ وماء .


لا مطـر ..

ينقر نوافذَ الخيبة

يطفئ روامد الجمر

لا آهات.. لا نجوى

تراودُ الحشرجات

زحفُ ذبول

بسيالات الإشراق

يخمد وقدة البوح

يغلق شرفات الاخضرار

يُنكّس أشرعة الأحلام

على شاطئٍ

يصدأ فيه حنينُ الانتظار

تُلملم أمواجُه المتهالكة

أشلاءُ عمر مُصادر .


وأهتــفُ...

أَيـا ليـلُ خذْني

بحُضنِ عيونِك َالرّانية

هَب لي شغبَ الشّفَق

بلسماً لشجوٍ يلازمُني

خضّاباً لورودِ عُمري

أعِرني سرمـدِية فوضاك

إكسيراً ضدَّ موتٍ ..

يتجهّمني

تغزلُه ذوائب ُصمتٍ

يصهرُالرّوح بِلارأْفَة

دعْ عمق َلججِك

يرتشف ظِلاليَ المتوالدة

واهتراءَ شهقاتٍ كظيمة

تُهْرقُني على رصيف الاحتضار

امنحني خبايا الغسق

وانبثاق البياض

سيل رؤى ..

لعلّي أشعل قناديل أشعاري

صحواً في حريــرالحلم

يهتف للفجـــرِ.. ونيــســان


فـوزية أميـن

أطلق حمامك في رؤاي : شعر خالد الوغلاني


أنَا لستُ في الدنيا
سِوَى كلماتِي
فاقرأ على وجعي سُطورَ حياتِي

إنْ لم أكنْ
فلأنّنِي صَمتُ الرُّؤَى
لمْ أرقَ بعدُ إلَى جَميعِ صفاتي

ما زلت أبحث عن غياب كنته
ظمأً لوهمٍ
ضاء في مشكاتي

بيني وبيني
ظلّ ما وقعته بخطى الرياح
على دموع دواتي

وجهي خيالات
تعفف رسمها
أن يستعاد بصفحة المرآة

أرتاب في التشبيه
ما حاولته
إلاّ أباح جميع ممنوعاتي

لا بدّ لي ممّا يُحَسُّ
لكي أرى ما لا يزول
برحلة الأموات

لا بدّ من طين السؤال
ليبدع  الوتر الغريب
طفولة الكلمات

أنصت هناك
فربّما   ميّزتني
عند التباس الضوء بالظلمات

أنصت...
فصوتي ليس كلّ خطيئتي
لكنّ فيه براءة الزفرات

قد آن لي
أن أستعيد صحائفي مما شطبت
مخافة الزلاّت

فدع اليقين
لمن يحاول برده
وادخل كهوف الشكّ
في عتماتي

أطلق حمامك في رؤاي
فليس لي
غير السماء
لأستعيد سُباتي

جئني بما قد يستحيل على النوى
لأعود من سفري
ببعض ثبات

لا شكّ عندي في خطى إلياذتي
فالشكّ وشم الرمل
في خطواتي

منه انبثقت
به رسمت خرائطي
لأعود من قلقي إلى أبياتي

فيه ابتدعت لكلّ ما أدمنته
صنما
لأمحو وجهه
بصلاتي

وأعود من لغة الهشيم
إلى الرؤى
لا هاربا
بل هازئا بمماتي

بمهالك الطرق القديمة
بالقوافل
تستجير بألسن الهجرات

أنا لست منتصرا
لأكتسح المدى
فأنا رسول هزائمي للغاتي

آمنتُ بي
وجعلتني أيقونة الـحلم السجين
بقبضة الخيبات

أغفيت دهرا طامحا لبدايتي
لكنّني استيقظت
قرب رفاتي

فأعدت تشكيلي
لينتصر الغناء على المشانق
في قديم سماتي

ما في الحياة رسمت كل ملامحي
لكنّ وجه الموت
أيقظ ذاتي

آت لكي تنسى القصيدة صمتها
ولتوصي الثورات
بالثورات

آت
ولي فيما أعدّ من المنى
ما يحبس المأساة
في المأساة

أرضي
سماء العابرين لحلمهم
وأنا أنا
سفن بلا مِرساة