الاعضاء

الاثنين، 18 نوفمبر 2013

سارية الألم العراقيّ عبد الهادي المظفر







سارية الألم العراقيّ

صبرٌ تملّك وجهك النبوي صبر 

وأنتَ تعصر نهد صبرك بإبتسامةْ

صبرٌ لئن عزّ الصديق

 وماتت الدنيا( مروّتها )انتقاما

غدرٌ يصب عليك أنت

 وأنت تهدي غادريك ..
 على مدى الوطن المضرج إنقساما

هل عشت آلافا لكي

 يأتون أقزاما ربيعهمو خريف ؟
 هل ماجنيت أخوّة
 أن تستريح بذبحهم إياك يوسفَ
 فأسترح
 فلقد أعدّوا نارهم أياك لابرد
 ولارب
 ولا ملكوت يصرخ فأسترح .
 النار تأكل نصف جسمك
 في الصفيح
 وصدى جراحك اذ تصيح
 رفقاً فقد ذاب الجريح

من ذا يرش السمع كي يطفي لهيب الموت من جسد نحيف ؟

من ذا يراك تعض في سروالك

 القدسي جوعاً للرغيف ؟

نبحوا عليك ، وقدسوا من كان يذبح في بنيك

 نبحوا عليك
 قالوا عليك ، لسانك اللايعرف العربية الفصحى ،
 يقص من العروق ، وقصّروه ،
 حتى إذا وَصلَتْ هذيل بلهجة من فارسي غاصب أو مستبيح من بلاد الترك -
 وَصل النباح -
 بفضلكم وصل النباح .

قطعوا جدائلها وقالوا

 شعرها الفضي عار 
ها دجلة الله المُكنّىً بالسواد
 على البذار
 ها دجلة المَلك المقيم على الجبين ها مسرى قديسٍ
 بكى في أرضها 
فتفرعت دمعاته
 أيتام عيساه الحزين
 وهو المُسجى فوق صلبانٍ
 تمرُّ بشعرها الفضي 
يوماً حين ثار .
 دخلوا المدينة
 حيث كان الموت في الباب المؤجل ينتظر .
 ونوارس سكرى على نهد دلوع تحتضر . أزرار معشوق تفتقها الحبيبة ..
 ثم في خدر تغيّر قبضةً أنثى على الـ .. لاتعتذر !

هم يرتدون قلوبهم سوداء

 من ريح القبور 
هم يرسلون بنفحة عربية
 قمصانهم وادي السلام
 وفيه تفترش القدور .
 وتباع للأحياء بالمجان ..
 بعد توقيع الشهادة !
 وتدس سمّ منابر رسمية
 سَلَخت ركام اللون ،
 ياللموت وهو يجر أملاك النهوض . ويجر كل جميلة هي تهمة !
 قطعوا لساني
 ربطوه مدمياً على فَقَراتها العنقية

أرواحنا رهنٌ بإسفلت رهيب

 رهنٌ بكابوس يمرُّ عليك يومياً
 وتشهق .. بالنحيب رهنٌ بخوفك من جيوش الله
 أن تأتي فتركن رأسك المهدور
 في كل العواصم .
 رهن بآلهة الدمارِ .
 رهنٌ بأحباب الصباح
 وهم يجرون الشوارع
 علهم يأتون شيئاً من رغيف ،.

هم يخرجون ، 

بقبلة من طفلة بسجدة ،
 من (أم بيت) هجّرت بعد الهزيمة . الآن عاد الفتح 
حين يُرد من خرج الصباح
 الى المساء قتيلا .

الثلاثاء، 5 نوفمبر 2013

قصيدة الصباح الشتائيّ الشاعر محمد الهادي الجزيري






أحبّكِ
ليس لديّ اعتراض على أن أحبّك
في كلّ وقت وفي كلّ ركن من الأرضِ
لكنْ أهيب بحبّك أن ينزل الآن من هذه الحافلةْ
مزاجي زقاق بلا منفذٍ
وصداعي خليّة نحلٍ
كما أنّني اليوم في خدمة العائلةْ

أحبّكِ
في غيم محفظتي نسخ من كتابي الجديد
كتابي الذي ليس في وسعه أن يحبّك مثلي
فشتّان بين القصائد
والشاعر المتوغّل هذا الصباح الشتائيّ
عبر حقول الشمالِ
مصابا بعشقكِ
منحنيا للرغيف الجبانِ وللدولة القاتلة

أحبّكِ
حذوي غبيّ يحدّثني عن إلاهي
إلاهي الذي بعد خمسين تيها
تبيّن لي أنّه كامن فيكِ
يا خدعة النار، يا حيلة الماء، يا وثبة الطينِ
ماذا أسمّيكِ يا روحيَ الجافلةْ

أحبّكِ
أعلم أنّك تستيقظين على مهلٍ
تمنحين مزيدا من الوقت لليلِ
حتّى يراجع طقس الغزالة في نومها الوثنيّ
وكي يستعدّ الصباح كما ينبغي لعناقكِ 
يعبدُ ربّكِ في مسجد الحيّ
ينهر لصّا تورّط في النوم عند تقاطع يومينِ
يكنس كلبا رهيبا ، تكدّس في درب يومكِ
يفحص كلّ الشوارع والمارة المبكرينَ
ويحرص أن تتفتّح كلّ الدكاكين والمخبزةْ
ثمّ يصعدُ أدراج بيتك محتشدا بالهواء النقيّ
حييّا ومرتبكا من هواهُ ومن ضجّة السابلةْ

أحبّكِ
من يقنع السائق الجهم
أنّي أحبّ القصيدة في شكلها الآدميّ
وأمقت أخبار مذياعه والمذيع
وما اختاره من مسوخ الأغاني
ومن حكَم الأمّة السافلة

أحبّكِ
لم يفقه السائق الجهم
أنّ الصباح الشتائيّ شرفة فيروز دون سواها
وأنّيَ أحتاج توّا إلى صوتها
كي يروّض شوقي إليكِ
ويفصلني عن خراب بلادي قليلا
وعن لغو هذا النبيّ المجاور لي
في السياسة والدين والثورة الفاضلةْ

أحبّكِ
أوقفنا حاجز للحرسْ
تنفّستُ سيجارتينِ
وبحتُ بحبّكِ للشجر المتشرّد بين الهضابِ
وللعشب والريحِ
والحجر اللامبالي بضيقي وضيق الطريقِ
وكدتُ أبوح بحبّك للسائق الجهم
كدتُ أبوح به للحرسْ
................................
صعدنا إلى الحافلةْ
وظلّ النبيّ الملاصق لي جاهلا
أنّ إدمان ذاتي عبادة ذاتك فرضٌ
وأنّ سؤالك عنّي ولو مرّة في السنةْ / نافلةْ

أحبّكِ
عيناي ظامئتان إلى وجهك العذبِ
تستعطفان غيابك والذاكرةْ
كعينيّْ بريءٍ يُقادُ إلى مقصلةْ

أحبّكِ
ماذا سيحدث إن قلتِ يوما لأهلكِ
أنّي اختراع جديدٌ
يسلّي الصغارْ
ويُتقن شدو القصائد للراغبين الكبارْ
خدومٌ فريدٌ وميزاتهُ مذهلةْ
يؤمّ المصلّين من أهلك الواثقينَ
ويسقي الذين بهم قلقٌ أو دوارْ
وليس له غاية أو طموح
سوى أن يعبّ ملامح وجهك ليلَ نهارْ
مطيعٌ ودودٌ
ويمكن تثبيته حذو مكتبة البيت دهرا
وإن لزم الأمر
يمكن تعليقه في جدارْ
........................
ألا شيءَ ينقصُ بيتك؟
مستودع للهوى مثلا؟
مشجبٌ ربّما؟
مسندٌ ... ساق طاولة مائلةْ؟.
حنيني مدرّس شعر عظيمٌ
ولكنّها الأبجديّة كسلى كعادتها
متحذلقة جاهلةْ

أحبّكِ
مرّ الصباح الشتائيّ بي ورآني
ألاحق وجهك عبر حقول الشمالِ
وأمسح غيما يلبّد نافذة الحافلةْ

السبت، 2 نوفمبر 2013

زهرة مراد




كان المساء يعتصره الألم
وكان القمر قد اغتاله سواد اللّيل
 أرسلت صوتي أناديك
فانكسر على عتبات مدن العجز
 مددت يدي أروم الوصال
فحالت دونك المسافات
 أغمضتُ مني العيون
 فجاءني طيفك بين الجفون
حارقا كلّ مسافة
 أحبّك حتّى الغياب
وحتى يأتي الرّبيع الذي ننتظر
 وبعد الرّبيع أحبّك
 وفي كلّ فصل شتاء
 وأثناء الخريف أحبّك
 وفي كلّ صيف أنت الهواء
 أنت نسيمي ومائي وعطري
 أنت شمسي وضوئي
 بك... لا أكون كباقي النّساء
 يا من هويت بلا سابق إضمار
 يا رجلا لا يشبه باقي الرجال
 أحتاجك جدّا
 وأحبّك جدّا
وأعرف أنّ حبّك محال
 زهرة مراد 16 أفريل 2013