أَذا مَوسمُ الجَدْبِ الجَهول بَدا ِليا
أم اغتالت الأيّامُ ِفينا المعَاليا ؟
تَداعت قلوبُ الحَائرينَ قَريحة ً
تُحاولُ بالصّمتِ الكئيبِ تعَافيا
أجيلٌ يُريقُ العُمرَ سَهوا وغَفلة ً
بلا كفٍن يَمضي غَريبا وصَاديا ؟
يَهبّون أفواجًا على قاربِ الرّدى
فأين تُرى يَمضون شُعثا عَواريا ؟
وأين تُرى تَمضِي الرّؤى بوُعُودها
إذا كانت الآفاقُ وهمًا مُداجيا ؟
فكمْ غدَر المَوجُ العَصِيّ بحُلمِهم
وخَطُّوا على الأكباِد ِمنّا المآِسيا
وها أصبحَ الموتُ الزّؤام مِظلة ً
يَلوذُ بها المُستضْعَفُون تَواريا
***
هنا تأكُل النّيرانُ قلبًا مُكدّرا
هنا يُسلم الموجُوعُ رُوحَه رَاضيا
فيُلهبُ أشواقَ السّؤال مرَارة ً:
لمَ انهارَ مكسُورَ الخَواطرِ داميا ؟
لمَ اقتَرف الهجْرَ الغَريبَ تسَعُّرا
وسَافرَ فرْدا غاِضبا ومُجافيا ؟
كذا ضَاقت الدّنيا عليه فلم يَجد
جَناحًا يشدّ الحُلمَ يأوي الأمَانيا
فيا ليتَه اختارَ الحياةَ مُدوّيا
وظلّ أبيّا صَامدا مُتعاليا
ويا ليته أحْيا الكرَامة َهِمّة ً
وطاول قاماتِ النّخيل مُناديا
ولكنها الأقدارُ تحكم بالذي
جرى صائبا فينا ، قضاءً مُواتيا
فها يستوي المَوتى : قتيلٌ مُضيَّعٌ
وحَيٌّ حبيسٌ في المَتاهة راسيا
فهَل ذِي بلادي أم ظِلالُ مَحَطّةٍ
بدَتْ ِلخَيالي المُطمئنِِِِّ ِبلادِيا ؟
فيا أمّة ً تُحصِي الجراحَ ألا هوًى
يَهُبّ على الآلام فينا مُداويا ؟
ويعصفُ بالصّمت العَجيب لعلّنا
نقومُ إلى الأيّامِ شُمّا عَواتيا ؟
سالم المساهلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق