الاعضاء

الخميس، 31 مايو 2012

أبجديّة الحزن/ بشرى بن فاطمة







لماذا مررت من أمامي في الليل المقمر؟..
علّقتني على سحب محلّقة ذكّرتني برقصات المطر الغجرية ثم أوقفتني أمام كهف جليدي يلسع جلدي، ما أصعبك حين تحولين بيني وبين حرف مختنق بدخان الحزن فأتنفسك مع الاشتياق وأكمل طريق الرحيل..
معزوفة الحب أنت .. ضياع الحياة أنا
أحملك تاج ذهول فوق رأسي وأساكن معك الصقيع وعند مخدع القمر أعاشر الانتظار
على ضفاف أصابعي النحيلة ألقي جسدك المعتق بالياسمين أسميك في الأشياء كل شيء فأكتبني عابرا في مهب الحلم تحت سماء ألوانها ترسم خارطة الحب بهمساتنا العفوية وترحل بأسمائنا نحو المدن البعيدة... حيث الأماكن قديمة بهذيان زمان يستلذ بقاءها في عتمة أنجبها التاريخ من رحم الغيم لتهطل عمرا يخترق الحوار الجدلي بين الغريق والمركب... 
نساكن الصقيع عند مخدع ألقمر تحت ألوان سماء تمطر حبا ينبت بين ربيعين ربيع لنحي وربيع لنحتضر قرب عشب يعرف لون ذاكرة تنسى الترتيب الزمني لفهرس الحب   
كم يتعبني الأزرق المنحدر من سقف السماء كمطر ينزف على بحر لا يتوقف عن الغناء في مدينة اللاشيء في ظلي...
ليالٍ من سواد الحبر.. ترسم تقاسيم الحظ على فسحات متناوبة حيث كل شيء يضيق حتى ورقتي التي لم تعد تضاجع الحرف بشغفي، صرختي الحادة في العتمة تعرّفني على صوتي الممزق بلحن ناشز في سيمفونية الآلهة.
ألقي قلبي على حافة الطريق وأمضي بوحدتي كما كنت جمرة منسية تحترق بصدق لا يقبل أن أكون مجرد عابر في حكاية أو كلمة في ثرثرة شوارع تتحدى مزاج المدينة.
 دقات قلبي تعزفك لروحي قبلا وأغنيات ومحبة تخترق موجة تعالج الجرح بأشعة صدري لتغطي عتمة الزمن المندلع بيننا ظلا متمردا على الرحيل تتركني للفصول بين إشارات وعبرات عبارات تخبرني عن حلمي المحبوس بين غيمتين..
عندما يغفو القمر في ليل الساهرين تناجي روحي قمر عيونك وتداعبك في عتمة السكون تتحول نبضات قلبي غناء يشدو لحن حبك، تسرقني عيونك الوحشية مني وأتسلل مع ظلام الليل لأمنحك قبلا يشع منها ضياء جمالك الهارب من حنيني والهارب بأبجديّتي، هل سأنجبك من جديد في عبث اللّغة.
لا تقتلي حرفي وأنت تختبرين قدرة حزني على تحمل الجمال، أمام كل إغراءات التاريخ والأناقة التي عبرت نحوها منك وعدت محمّلا بها إليك لتمنعي عني الكلمات بين وجع حروف تدقني مساميرها لتسمع نواح الأقحوان على صفحات العدم وقوافل ذكرياتي المتجمدة على عتبات الضياع..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق