الاعضاء

الخميس، 27 أغسطس 2015

قهوة الأيّام السبعة: سجال مباشر مابين راضية الشهايبي والشاعرة أسماء صقر القاسمي


 





قهوة الأحد:راضية الشهايبي
ليست ذاكرتي على ما يرام
لتجعل من قهوة الأحد حدثا
كيف أقبض على معنى الماضي ؟
كيف أقرأ الوقت
في ساعة شارع لا أمر به يوم الأحد ؟
يومها ...
شربنا قهوتنا
ونحن قرب سوسنة لا نراها
وبعض النوارس تعيد لنا سكّر اللغة
ولا تمر بسمائنا
نفقهُ حينها متعة أن نكون خارج يوم الأحد
كنا نقول واثقين ...
ستنتصر الذاكرة على غباينا يوم الأحد


قهوة الاثنين:أسماء صقر القاسمي
ذاكرتي المثقوبة بحوادث السنين
تربك تفاصيل امسي بيياض غدي
صعلكة الريح تحطمُّ كلّ الساعات
في جعبة تكويني
تفك هلام السراب
في هذا الصباح المتسوسن
ترحل النوارس باكرا
تاركة الاصداف فارغة على اطراف البحر
لم يبقى من يومي
الا قليل من ترسبات قهوة في قاع الفنجان


قهوة الثلاثاء:راضية الشهايبي
الأسبوع مخبول
الطاولة عرجاء
وقهوتي لا تستهويها الأسماء خارج الثلاثاء
غبار النسيان يغطي المشهد
الجالسون مهتمون بأحداث يوم لا يعنيني
وقهوتي مذاقها تراب
ما حولي غارق في فوضاه
وغيابك ينسج صمتا
اتهجاه في قهوتي الباردة
عصفورة حطت
عصفورة طارت
هي ذي أحداث يوم لا أعنيه

قهوة الاربعاء:أسماء صقر القاسمي
الاسبوع عاثر الخطى
يشعل المقهى بحيرة الأسئلة
الطاولة فاقدة الذاكرة
وقهوتي التركية لم يسعفها الحظ بقارئة فنجان
تقرأ خيبات العمر المركونة في أدراج الصمت
عصفور مكسور الجناح
يتوكأ على عصاة حزنه
ويثرثر مع المارة
على قارعة المساء
رحلت الغيمة لا مطر


قهوة الخميس:راضية الشهايبي
فنجانها مغمور بزخرف الشرفات المقفرة
بخارها منمنمات باتجاه الرجاء
والمذاق انتظار
أبحث عن أصابعي
خارج يدك
والأثر جليد
أتهجى غيابا يتخفى بالخميس
ولا جليس...
أعود إلى فنجاني أغازله
كي تزهر الطاولة
يقهقه العابرون ....
يندهش النادل من إمرأة
ترشف يدها تحسبها قهوة


قهوة الجمعة:أسماء صقر القاسمي
الشرفات مكتضة بالشجن
يجتاز الحنين المدى
ليبدد صقيع الكون
واناشيد الفجر في مهب الريح
في الركن المنزوي من ذاتي
آنست نارا
تتلمس نبضي
تشعل جذوة اعماقي
تقرؤني في سفر قهوتي صوتا صارخا
ايها العابرون على خورنق القصيد
ارتشفوا فناجين قهوتكم
يصحبة النابغة
وانثروا زنابق الضوء
على قبر ابن ماء السماء


قهوة السبت:راضية الشهايبي
المنبه تالف
النوافذ مترعة القلق
وقهوتي تذروها علبتها المفقوءة
وأنا.....أجلت الصباح إلى يوم يليق
والليل المتربص بالخسارات
يتشبث بستائر تبدو سوداء
والعين منشغلة بالغياب
أيها السبت العليل
تدبر كي تستعيد الرونق
أنثر أمانيك القديمة
وترقب صرخة الذاكرة
ستتفتح مفاتن النهار
ويزهر الطيف الحبيب
وتنعتق الإشارة المبهمة
المكان الآن مدى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق