الاعضاء

السبت، 3 ديسمبر 2011

قصيدة "هلْ حقّا تعْتَذِرْ" بقلم د/أميرة عبد العزيز



هلْ حقّا تعْتَذِرْ!!

أوَ تعتذرُ سيِّدي
وفجْري لكَ ينْتَظِر
هَلَّا تفضَّلْتَ وأزْعَجْتَنِي
يا مَنْ بكَ صلوَاتِي تُنَادِي
و تَرَاتِيلِي لعِشْقِكَ تَسْتَسْقِي

كَفِّي مَمْدُودَةٌ
ضُمَّ إليكَ حُزْنِي يَتَحَرَّرْ
ولَا تسْأَلْ عنْ سِحْرِ عُيُونِي
فَكُلُّ التَّعَاوِيذِ علَى حافَّةِ عَيْنَيْكَ تَنْتَحِرْ

يَا كٌلَّ الشَّوْقِ ..... يَا بَسْمَةَ العُمْر
يا بَحْراً اسْتَعْذَبْتُ الغَرَقَ فِيهِ
ولا أريدُ أنْ أُجِيدَ العَوْم

خُذْنِي هُنَاك
خُذْنِي هُنَاك
حيثُ تَكْتُبُ الشِّعر
حيثُ الحُلْمُ
وحيْثُ المَحَابِرُ بِكُلِّ ألْوَانِ الزَّهَرْ

أنتَ الحيَاةْ
و أنتَ المَمَاتْ
أنتَ لونُ الشَّجَرْ
و بَرِيقُ القَمَرْ
أنتَ فَوَانِيسُ المَسَاءْ
وبَحْرٌ مِنَ الوَفَاءْ
أنتَ سَفَرٌ معَ الرُّوحِ ورَحِيلٌ فِي الذَّات
أنتَ بِدَايَةُ ونِهَايَةُ الحِكَايَات

وأنَا عَاشِقَةٌ فِي طريقِ كَرْبِلَاء
أنُاجِي السَّمَاءْ
أُغَنِّي حتَّى أمُوتَ غنَاءْ
وأَدْفِنُ فِي نَاظِرَيْكَ شِِعْرِي
وأُبْعَثُ منْ رَحِمِ الكِبْرِيَاءْ

خُذْ يَدِي
خُذْنِي إليكَ أوْ اتْرُكْنِي
وَلَا تُبْقِنِي مُمَزَّقَةً بَيْنَكِ وَ بَيْنِي
لا تَنْظُرْ فِي عَيْنِي تُؤَرِّقُنِي
دعْنِي فَقَطْ أنْظُر أَنَا
أغْرَق فِي طُوفَانِ عِشْقِكَ وَحْدِي

أنْتَ البحرُ وأنتَ الشَّمْسُ
أنتَ العاصِفَةُ والإِعْصَارُ..
و حُبُّكَ رِحْلَتِي
دَعْنِي أُبْحِرُ فِيهِ بِكُّلِّ هَوَاجِسِي وجُنُونِي

لا تُوَشْوِش القمرَ عَنِّي
لَا تُخْبِر النجومَ عَنِّي
دَعْنِي أُخْبِرْهُمْ أنَا كيفَ
الأميراتُ للفُرْسَانِ تَنْحَنِي
لا تنظرْ إليَّ
فقطْ أعطِنِي عُيُونَكَ
لأَرَى كيفَ تَرَانِي

يا أُنْشُودَةً أنُاشِدُهَا فَتَنْشِدُنِي
يا صَدْراً يَضُمُّنِي ولَا يَلْمَسُنِي
يا رجُلاً فِي كُلِّ الرِّجَالِ يُحَاصِرُنِي
يا مَنْ يُعَلِّقُنِي فِي السَّحَابِ وَيَتْرُكُنِي
يا مَنْ اتَّخَذَ مَجْلِساً فِي السَّرَابِ
دُونَهُ مَجْلِسِي
أوَ جئتَ فِعْلًا تَعْتَذِرْ..؟

يا كُلَّ القَصَصِ
المَاضِي,الحَاضِرِ وَ المُسْتَقْبَل..
هَا أنَا أنْثُرُ بينَ يَدَيْكَ حُرُوفِي
ارْسُمْنِي أملاً
اسكنْ فِي كلِّ خَلِيَّةٍ فِي جَسَدِي
تَدَفَّقْ فِي دِمَائِي
وارْوِ مَا جَفَّ مِنْ عُرُوقِي

رُدَّ إلِيَّ شُطْآَنِي
اخْرُجْ مِنْ سُطُورِي مِنْ خَيَالِي
اخرُجْ منْ حُلْمِي مِنْ أَوْرَاقِي
واطْرُقْ يَوْماً بَابِي
حقيقةً فيكَ ابْعَثْنِي
أوْ اخْرُجْ مِنْ أَوْهَامِي
فَأَنَا وطنُ الحُزْنِ
وأنتَ فيهِ الفَرَحُ المُتَبَقِّي

مِنْ أجْلِكَ أُرَتِّلُ الوَجْدَ
أغْسِلُ وَجْهَ الشَّمْسِ كلَّ صَبَاحْ
منْ أجلِكَ أُبْحِرُ فِي الصَّمْتِ
و أُبَعْثِرُ أمْوَاجَهُ وأَغُوصُ فِي الأَعْمَاق

ما أبصرتَ وما لمحتَ في عَيْنِي..؟
هلْ لمحتَ السَّاكِنَةَ
عَلَى الضِّفَافِ فِي العَرَاءْ..؟

هلْ لمحتَ دموعَ قَلْبِي,
رِيشَتِي, والأَوْرَاق

هلْ لمحتَ اسمكَ تَعْكِسُهُ
نجومُ السَّمَاء..؟

أما أخبرتكَ أَّنَّهَا
كانَتْ تَبْكِي غُرْبَةَ الأهْلِ وَ الوَطَن
والآنَ تَبْكِي الآَفَاق..؟

يا رجلاً يَبْكِيهِ زَمَنِي ويَبْكِينِي
يا عاشِقاً يَزْرَعُنِي وَ يَحْصُدُنِي
يا لُغَةً أَكْتُبُهَا وَ تَكْتُبُنِي
يَا قَمَراً يُضِيءُ جَسَدِي وَيَحْرِقُنِي
يَا نَجْماً غَابَ عَنْ سَمَائِي
وَضَيَّعَنِي..

أجلْ جلستُ أمامَ مِرْآَتِي
وراقصتُ فَسَاتِينِي
أَجَلْ
انتظرتكَ سَاعَاتِي وَ أَيَّامِي وَسِنِينِي
و لنْ أقولَ لكَ سَأُسْعِدُكْ
وَلا حتَّى أنِّي
سَأُنْهِي حَيَاتِي مَعَكْ
لنْ أقولَ أنَّكَ
سَتَرَى ابْتَسَامَتِي كلَّ صَبَاحْ
وَلا أَنَّنِي سَأَكُونُ
زهرةَ رَبِيعِك
فَقَطْ سأقولُ َلك
الآنَ
لا أَرَى حَيَاتِي مِنْ دُونِك

وجِئْتَنِي تَعْتَذِرْ..؟

ألمْ تَرَ أيْنَ
وصلتْ أحْلَامِي
أينَ أخَذَتْنِي َآمَالِي
وأينَ سالتْ دَمْعَتِي..؟

هَاهِيَ علَى خُدُودِكَ
تَنْصَهِرْ
تَذُوبُ
وتَنْتَحِرُ عَلَى
شَفَتَيْكَ...


أيُّهَا القَادِمُ منْ كوكبِ الأحْلَام
منْ أيِّ غَفَوَاتِ الزَّمَنِ أَخْتَلِسُكَ ومنْ أَيِّ الثَّغَرَاتِ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق