بواسطة: فتحية الهاشمي
بتاريخ : الإثنين 04-06-2012 05:27 مساء
"انفخ مجموعة من البالونات الحمراء واملأ دولاب ملابسها بها"
الان بالذات أفتح خزانتي و أغرق في بحر بالوني أحمر أو ردي و أزرق و أخضر ، أتعلّق بإحدى البالونات بل أصير داخل احداها متّخذة شكلي الجنيني الذي لم يغادرني رغم السّنوات و أحلّق في الفضاء ، دوائر دوائر تملأ غرفتي بل أنا كلّ الدوائر و غرفتي قوس قزح ، مازالت تستهويني الفكرة والمشهد ووجهك يكتسح المكان أيها المبدع الشاعر ، فهذا قولك الذي اقتنصته من بين الكثير من الكتابات ، فهل عرفت نفسك ، طبعا و من غيرك الشاعر الجنوبي المفعم محبّة و بهاء ، المنجي بن خليفة ، الله يخلف عليك و يعلّيك على من يعاديك ، طبعا أسمع ضحكاتك من هكذا كلام و ألا حظ بعض الخجل يعتريك و لكن سأواصل ما بدأته ، نعم سأواصل بكلّ اصرار الشاعرة فيّ و لكن بخبث الروائية أيضا فالأمر يختلف جذريا بين الفتحيّتين ، الشاعرة فيّ تستدرجك للبوح و الروائية فيّ تستدرجني أنا للبوح و كلانا نتفق على الشاعر والانسان والمبدع الذي طالما أخفى وراء الكاميرا سحليّة أفزعت اناث القافلة وكادت تدفعني أن ألقي بنفسي من الباب الجانبي للحافلة ، ها نحن نعود أكثر بهاء لتلك اللحظات ، لحظات تنضح محبّة و أخوة و صفاء و تجعل الوطن يضيق بنا حتى نصير و يتّسع بنا أيضا حتى يصبح نحن فنحن نصنع أوطاننا و ننميها و نصيرها في لحظة صفاء ما ...
مازلنا في الشهر الرابع من سنة 2012 ، مازال برنامج قافلة المحبّة 2 يتغيّر و يتبدّل و يتجدد و الذنب طبعا ليس ذنبنا بل ذنب الذين يعدون بالدّعم ثمّ يخلفون وعدهم و أوّلهم وزارة الشباب و الرياضة بل بعض الساهرين على الامر فيها حتى لا نظلم الوزارة كلّها حينها بالذات دخلت أنت يا أيها الشاعر الذاكرة لتلك الأيام الجميلة بدوز ، و بدأنا نخطط لتبديل وجهة القافلة و تغيير جغرافيتها و لكننا لم نبتعد كثيرا عن الجنوب الطيب ، الشامخ ، نعم مازلت أذكر مهاتفاتنا المتواصلة يوميا و انتظارنا للقافلة وتخوفنا مما سيحدث فيها و فينا ، لم أكن أعرف الرجل العملي فيك و لا حتى الشاعر هو لقاء يتيم بتوزر لم نتبادل فيه الا بضع كلمات وبعدها افترقنا لنلتقي في قافلة تجمع أكثر من أربعين مبدعا ، يعني سنجمع أمّة لم يقدر عليها الساسة ولا علماء الاجتماع و نحن من سيوحدها " لا اله الا الله" بالتونسي طبعا و ظللت تدقق و تسأل و تدقق و تسأل عن كلّ صغيرة وكبيرة و أنا بكل المحبّة أجيبك و أهون الامر عليك حتى كان الحدث ذاك المساء الصيفي و أنت تنتظرنا على الطريق المؤدية للقلب و الروح دوز و قلت في نفسي " لا اله الا الله" لم تكن ذاك المنجي الذي عرفته بتوزر لا شكلا و لا مضمونا ، تساءلت كيف أرى الناس أحيانا ؟ و تركت الأسئلة للوقت و كنت فعلا ذاكرة القافلة و ظللت كذلك ، دونت لحظات الفرح و لحظات القلق و لحظات الحزن و حتى خيالاتنا الجامحة سجلت ما فيها و فتحت لنا بابا على الحلم و الحقيقة وكانت الحقيقة أحلى من الحلم و كان اللقاء أروع من الحلم و جمعتنا الصحراء في ليلة صيفية أظنها مازالت تسترجعها حتى الان و تجترّها و لن تنساها مهما تعاقبت عليها السنون ...
فكيف أتحدث عن المفتوح على كل الاحتمالات ، كنت الأخ الكريم و الصديق الرائع و الشاعر الحالم بالأنثى الحقيقية و الشعر الحقيقي و بقافلة تجمع القلوب جميعها في قلب واحد و منذ وصولنا مساء 8 ماي إلى حدّ مغادرتنا ليلة 11 ماي كنت البسمة والفرحة والكلمة الطيبة .
لبسني هذا السراب وينتعل المتــاه..
هذا النجم الهائم يخترق ذاكرتي ويخطو صوب أماسي خلتها أرجوحة ميناء عشق قديــم..
نعم قد صنعت من السراب حقيقة وأجريت الحرف العذب شلالا من كلماتك
و جعلت الصحراء جنّة بالكاميرا
مازال ما تنثره الان حتى بعد مرور شهر على القافلة ففي مثل هذا اليوم بالذات من أيار كنا نعدّ أنفاسنا بمطار تونس قرطاج و ننتظر قافلة المحبة والقادمين الينا بعنفوان محبّتهم و بخوفهم و شوقهم و تساؤلاتهم و كنت تحاصرني بالهاتف و تسأل عمّن وصل و عمّن لم يصل بعد و كان تحوّل الوطن كل الوطن إلى صندوق صغير ينقل ذبذبات أرواحنا و صندوق أكبر ألا وهو الحافلة يطوّح بنا داخل ذواتنا فنصير أنقى و أبهى ...
إذا ماذا أٌقول و قد قلت حبنا و أخوتنا و صداقتنا جميعنا بالكاميرا و الكلمة و الفعل الحسن ؟؟؟؟
ستبقى ذاكرة القافلة تحمل ذاكرتك و سنلتقي في ذاكرة أخرى لقافلة أخرى و لنلملم شتات قوافلنا حتى يرث الله الأرض و ما عليها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق