تحية إلى المرأة ...التي لا ينظر إليها البعض سوى أنها (محض انثى)
محضُ أنثى
يبدو على قَسَماتِ ضحكتِها الحَبَقْ
وتعلَّمَتْ مِنْ صمتِها الكلماتُ
كيف تردُّ كَيْدَ الناَّطِقينَ
الطيرُ في سَكَرَاتِ وحْدَتِهِ
يضمّدَ مِنْ خريرِ بُكائِها سجنَ القَلَقْ
صدرُ التفاتَتِها ترهَّلَ
مِنْ ضجيجِ الذكرياتِ
يَفوحُ مِنْ آلامِها عطرُ الشبَقْ
هي لا تُمانِعُ أنْ تَنامَ بظلِّها
كي تستريحَ مِنَ الرِّغابِ
الشوقُ حين استلَّ مِنْ فَمِها
تفاصيلَ الغيابِ
ودوَّنَ القبلاتِ في الذكرى احتَرَقْ
هي كالقصيدةِ لا يحدُّ فضاءَها ألمٌ
ويعشقُ حزنَها القرَّاءُ , قلْبُ حنانِها المُعتادُ
أبيضُ كالورقْ
هي أمُّ كلُّ الأمنياتِ , الليلُ شابَ حنانُهُ
مُذْ نامَ في عَرَباتِها
جرَّتْهُ نحو الحلْمِ ,فاستشرى الأَرَقْ
والخيرُ مدَّ إلى يديها روحَهُ
وأدوا مشاعرَها وقالوا :
" محضُ أنثى " لَمْ تُدِرْ لترابِهمْ وجهَ الأنا
نَفَضَتْهُ وارتكَبَتْ خطيئةَ حلْمِها
ومَشَتْ على أشواكِ غربَتِها ,
تلمُّ الريحَ تنسجُ شوقَها
لوليدِها , ... إنْ كانَ أنثى
خوفُها العاري شَهَقْ
هي طفلةٌ , رسّامةٌ , بنّاءَةٌ , عرَّافةٌ ...
إنْ عاقَبوا بالصمتِ شالَ ودادِها ظلماً ,
تُطرِّزُ بالحروفِ حضورَها
ليُقالَ ما كَتَبَتْهُ أصدَقُ مَنْ صَدَقْ .
اللوحة للفنان المبدع أحمد الصوفي
القصيدة من ديوان (أمواج عارية وشيء من هذا القليل الصادر عن أكاديمية الشعر التابعة لهيئة أبو ظبي للثقافة والتراث 2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق