للامانه منقول عن منتديات عنكاوا
(وفاء عبد الرزاق شامخة كالنخيل ومبدعة بحروفها العربية)
من بين جميع الكتب تبحث احيانا عن كتابا جميل ومفيد تتصفحه وتمتع ذائقتك بحروفه ومن بين جميع المثقفين قد نختار بعض منهم لنتحاور معهم ونستفيد من تجربتهم ومن هؤلاء المبدعين تشرفت بأن اجري هذا الحوار المتواضع مع نخلة عربية اصيلة فارهة وقيثارة عراقية متوشحة باوتار بصرية وروح بغدادية وامتداد لحضارة بابلية سومرية من اور وبوابة عشتار والرمادي ونينوى تصوغ حروفها الحدباء لتشكل اجمل القصائد وابهاها معطرة باريج كوردستان ومحبة السماوة وتأريخ مدينة كربلاء الحبيبة
تعالوا معنا للاطلاع على اجاباتها وفاء عبد الرزاق وردودها الحلوة:
قالت الشاعرة وفاء المميزة بحب العراق
سَمعـتُ حـجلَ النخلةِ يدندنُ : رطبٌ رطبٌ رطبْ
فأدركتُ أَن اللهَ صائغٌ جميل
** ببساطة،، إنسانة عادية مصابة بالقلق.. يقلقني همي الإنساني والوطني، ويشدني حد الألم..
** صديقتي ألأولى والتي لا أجد مثلها مطلقا هي أختي الكبرى رجاء.. تكبرني بسنتين فقط وهي أمي وصديقتي وأختي.. لا علاقة لها بالإبداع كباقي الأسرة لكن إبداعها من نوع إنساني لا يمكن أن أجده في أي قلب على الكون.
** امنيتي أن أرى البسمة على شفاه الأطفال المصابين بمرض السرطان في العراق..وفي العالم كله
اثير الطائي: من هي وفاء عبد الرزاق ،السيرة الذاتية ونبذه عنها؟
ببساطة،، إنسانة عادية مصابة بالقلق.. يقلقني همي الإنساني والوطني، ويشدني حد الألم..
بدأت قول الشعر منذ الصغر وفي سن التاسعة تحديدا، لأني نشأت في أسرة تكتب الشعر بشقيه الفصيح والشعبي.
رافقت كتابتي الشعرية القصة وتزامنت معها بالنشر في المجلات والصحف وكذلك حين طباعتها ككتب للنشر.
الأعمال كثيرة ولا مجال لكتابتها والحديث عنها كلها ، فهناك كتاب عني هو(وفاء عبد الرزاق أفق بين التكثيف التجريب) الذي كرمتني به مؤسسة المثقف العربي في استراليا،،وفيه تحدثت عن تجربتي الكتابية، ولو تطرقت إليها الآن سأكون أعيد نفسي مرة أخرى خاصة وأني سُئلت هذا السؤال مرات عدة وتحدثت عن ذلك بإسهاب في مواقع ثقافية وصحف كثيرة.
لازمني الشعر منذ تلك اللحظات ولا أظنه سيفارقني حتى أموت ، وقد تجلى الشعر في كل حالاتي الكتابية حتى القصصية والروائية تجدني شاعرة.
اثير الطائي: ماذا تقولين اذا قدمت لنا نفسك ؟
أم وإنسانة تحرص على أن تنشر البهجة والصدق في قلوب الآخرين سواء على الصعيد الكتابي أو الشخصي..لا أقدم غير الطيب فهو وعائي الذي نشأت عليه وسقتني من مائه أسرتي ومدينتي البصرة.
اثير الطائي: ماهي آخر مشاريعك الادبية وهل لديك رغبة في اقامة مهرجانا شعريا في بلدنا العراق ؟
المشاريع المستقبلية كثيرة لكنها مؤجلة بسبب دور النشر، فبين يدي الآن خمسة أعمال بين الشعر والقصة والرواية وأغلبها في تاريخ سابق لكن مسالة الطباعة والحيرة التي نعانيها هي السبب.
فمثلا ديواني الذي طبعته سنة 2010 " البيتُ يمشي حافيا" كتبته سنة 1990 ولاحظ تاريخ طباعته متى، والسبب طبعا معروف، لا أحد يتبنى أعمالنا مما يجعلنا نطبعها على نفقتنا.
بالنسبة للمهرجان في العراق ،، طبعا سأقيم وبودي ذلك إذا جاءتني دعوة على إيميلي أو هاتفيا من جهة ثقافية في العراق،، ولكن؟؟؟؟
سأترك هذه ال"لكن" بيد القارئ لعله يكتشف سرها. أو لعلها تصل إلى المعنيين بالأمر.
اثير الطائي: هل تفكرين بالعودة الى العراق والاستقرار السكني والعمل في العراق ؟
إذا رجع العراق الذي تركته وقت طفولتي أرجع مؤكدا ،لأني لا أريد أن تتشوه تلك الصورة التي لم تنسها عيون مراهقة في السادسة عشره حين غادرته.
مازلت أحلم وأرجو ألاَّ يخونني الحلم وتبقى من العمر بقية كي أهنأ بتلك اللحظات.
أحلم ببيت على شاطئ شط العرب وتنور وحديقة صغيرة ليس إلا،، أقرا وأكتب وأنا أتطلع إلى النخيل والفواخت، وصفاء الماء.
اثير الطائي: من هي اقرب صديقات روحك وعقلك ،وهل فكرتي ان تكتبين قصيدة تجسد مضمون هذا الانسانة وعلاقتكم بالحروف والكلمات؟
صديقتي ألأولى والتي لا أجد مثلها مطلقا هي أختي الكبرى رجاء.. تكبرني بسنتين فقط وهي أمي وصديقتي وأختي.. لا علاقة لها بالإبداع كباقي الأسرة لكن إبداعها من نوع إنساني لا يمكن أن أجده في أي قلب على الكون.
وقد أهديتها المجموعة القصصية " نقط" وكتبت عنها قصيدة "رجاء" ولهذه القصيدة حكاية... حين ذهبت إلى زيارة ابنتي في السويد دعتنا لوليمة العشاء صديقتها الطبيبة معها في المستشفى وكانت أم الصديقة إيرانية، ما أن دخلت وفتحت الباب لنا الأم حتى رأيت أختي رجاء،، شبه لا يصدق أبدا،، تتشابه مع أختي في كل تفاصيلها وليس في تقاسيمها فقط.. كنت ابكي بصمت وقتها،، حين رجعت إلى دار ابنتي كتبت قصيدة رجاء.
إني أرى وجه رجاء في وجوه كل العراقيات.
اثير الطائي : هل لنا أن نعرف أقرب قصائدك إلى قلبك؟اكتبي لنا جزءا منها؟
كل قصائدي قريبة من نفسي ولم أكتبها إلى من نفسي، لذلك لا استطيع التحيز لواحدة دون الأخرى، لأني لا أكنب الشعر لمجرد الكتابة، بل انصهر فيه وأكتب..صعب الاختيار، لكن بما أننا تحدثنا عن قصيدة رجاء سأرفق إليك هذا النص وعليك نشره كله أو بعض مقاطعه.
اثير الطائي: مارأيك في هذه المقولة " الفنان والاديب الموهوب هوالذي تؤهله موهبته في مختلف الأجناس الأدبية إلى التفاعل مع رصد الحركة الاجتماعية ؟
شيء طبيعي الموهبة قبل كل شيء، ثم صقل هذه الموهبة والاشتغال على تنميتها ثقافيا واجتماعيا وإنسانيا،،أية تجربة لا تأخذ بعين الاعتبار هما معينا هي تجربة فاشلة... وتعدد الأجناس الأدبية لدى المبدع تتبع أيضا قوة موهبته وقدرته على إعطاء كل جنس حقه على ألا يكون على حساب الأجناس الأخرى.
اثير الطائي: المرأة من الفئات المهمشة داخل المجتمعات العربية؟ هل عانيت كامرأة مبدعة من ضيق المساحة المتاحة لك إبداعيا، وماذا عن معاناتك والتحديات التي واجهتها ؟ ؟
بالنسبة لي،، حياتي كانت ومازالت هادئة ليس فيها أي تهميش كوني امرأة في كلا الأسرتين الأولى وأسرتي الحالية مع زوجي وأولادي.. لم أجد نفسي بحاجة إلى محاربة كي أقول كلمتي،، خلافا لما أسمع من كثيرات.
إبداعيا نشرت بكل حرية في صحف ومجلات عربية وعالمية لم تُرفض مادتي كوني أنثى، بل كان بعض التحفظ على جرأتي من قبل بعض الصحف المتخلفة كما يحلو لي تسميتها، بعضهم لا يعرف قيمة التضمينات فيفسرها حسب فكره وعقليته، وبعضهم أيضا أخذ مأخذه على روايتي "السماء تعود إلى أهلها " كوني أتحدث عن جسد وألفاظ مومستين بكل حرية.
أكتب من أجل الكتابة، ولا أكتب من منطلق أني أنثى وعلي الالتزام ببعض الضوابط كوني امرأة لا يحق لي ما يحق للكاتب الرجل.. الكتابة والفعل الإبداعي لا يتجزأ كله خلق... وعملية الخلق لا تعرف من سيفتح نافذتها إلا الخلاق.
اثير الطائي: كيف كان شعورك وانت تكتبين وتلقين قصيدتك لاول مرة في عرضها وتواجهين الجمهور وجها لوجه ؟
شعوري وأنا اكتب لا علاقة له بشعوري حين ألقي القصيدة لأول مرة أمام الجمهور، لأن الشعور الذي يصاحب عملية الكتابة مختلف تماما، فهو التجرد من الواقع واختراقه إلى عالم أنقى وأصفى ، عالم لا يعرف غير السمو والاحتراق فيه مثل جمر واتقاد، وعملية الرجوع إلى عالم الواقع هي لحظة الاشتغال بعين الناقد على النص.
أما وقوفي أمام الجمهور فقد اعتدت عليه منذ الصغر، خاصة كنت أقف على مسرح المدرسة كممثلة لها دور كبير في المسرحية منذ الابتدائية وهذا الذي أعطاني قوة وقتل التردد في داخلي...وأعطاني جرأة أيضا للعمل كمذيعة في تلفزيون البصرة بعمر مبكر.
اثير الطائي: امنية تتمنين تحقيقها بصراحة؟
أن أرى البسمة على شفاه الأطفال المصابين بمرض السرطان في العراق..وفي العالم كله.
اثير الطائي: كلمة اخيرة تقوليها
ليس هناك كلمة أخيرة على لسان المبدع مطلقا،، بل هناك سطر من الأشجار يرفرف كأجنحة على شفتيه ويتحول إلى كلمات..
بهذه الكلمات أدعو إلى سلام القلوب والنفوس لكل الشعب ا لعراقي ولكل شعوب العالم، على أن نمنح عيوننا نظرة لا تجيد غير نظرة الحرية والتعايش السلمي.. كما أرجو إطلاق الأجنحة إلى أقصى مداها.
اثير الطائي:
شكري لهذا الحوار المشوق والممتع
شكري واعتزازي مقدما الى( وفاء عبد الرزاق) لوقتها وسعة صدرها في الاجابة على اسئلتنا الحوارية وادعو الله ان يوفقها وينير دربها لانها شعلة عربية شعت نورها بشموخ واصالة وتميز اتمنى للشاعرة وفاء بمزيد من التقدم والرقي والازدهار وان نراها قريبا على منصة التتويج كأفضل شاعرة في الوطن العربي لتتسلم درع االثقافة والادب العربي والعراقي الذي ستقدمه منظمة اديبات العراق
اثير الطائي
صحفي واكاديمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق