الاعضاء

الخميس، 5 أبريل 2012

لامْرَأَة ٍ مِن َ الْعِنَّاب ْ رائد ابو مغيصب




لامْرَأَة ٍ مِن َ الْعِنَّاب ْ

يَبِيتُ الْعِشْقُ فِي قَلْبِي وَيَرْعَاهُ
رَفِيفُ الشَّوْق ِفِي الْمُقَل ِ
وَيُتْعِبُنِي رَنِينُ الْهَمْس ِ فِي شَفَةٍ
يَكَادُ بِنُطْقِهَا دَلَعٌ يُشَاغِلُني
لِتَفَْتحَ لِي بِطَاقَاتٌ
مِنَ الإعْجَابِ وَالأَمَل ِ
فَيَا امْرَأةٌ مِنَ الْعِنَّابِ فِي دَوْح ٍ
بِهِ الأَزْهَارُ يَانِعَة ً
وَشمَّ الْعِطْر ِ مِنْ بُعْدٍ يُدَوِّخُنِي
فَلا تُغْرِي بِهَا عَيْنِي
فَلا عَيْنِي تَرَى فِي الدُّوح ِ إلاَّكِ
أُسَافِرُ فِي شَذَا صَوْتِكْ
كَبَحَّار ٍ
وَفِي بَحْرِكْ
يَتُوهُ الْمَوْجُ وَالْعَيْنَان ِ تَتْرُكَنِي
عَلَى شَطِّ الْهُمُوم ِ تَائهَ الْقَدَمِ
مِنَ الأَفْكَار ِ يُتْعِبُنِي
أنَا الْمَنْسِيُّ فِي بَحْرٍ تَلاطَمَ مَوْجَهُ شَوْقَا
مِنَ الْعِشْق ِ الَّذي هَامَا
تَفَتَّتَ قَلْبَهُ غَرَقَاً
عَنِ الدُّنْيَا لَقْدْ صَامَا
يَبِيتُ الشَّوْقُ فِي عَيْنَيهِ يُتْعِبَهُ
وَلا يَتْعَبْ
وَيَمْضِي سَارَحَ الْفِكْر ِ بِذِكْرَاهَا
يُفَكِِّرُ وَالْهَوى نَظِراً لِعَيْنَاهَا
وِإنْ نَظَرَتْ لَهُ مَرَّةْ
بِعَين ِ الشَّوْق ِ فِي نَظْرَةْ
تَذُوبُ الرُّوحُ فِي وَلَهٍ
بِنَظْرَةِ عَيْنِهَا السَّمْرَةْ
وَقلبي فِالْهَِوى يًخْصِبْ
أنَا الْمَسْجُونُ فِي شَوْقي
ومتَّهمٌ بِأنِّي شَاعِرٌ تَرَكَ
وَرَائَهُ دَرْبَ رَجْعَتَهُ
وَبِالنِّسْيَان ِ لا يَرْغَبْ
فَأنْتِ إِنْ تَرَكْتِيهِ يُعَانِي مَا يُعَانِيهِ
مِنَ الذَّوَبَان ِ وَالتَّوَهَان ِ فِالْعَيْنَان ِ وَالْغَرَق ِ
والذَّوَبان ِ كَالْحِبْر ِ الَّذي يَغْفو عَلَى الْوَرَق ِ
تُرَاكِ ستعرف ِ قَلْبَاً أذَابَ الشَّوْقُ دَمْعَتَهُ
وَمَا ِمنْ مُسْعِفٍ قَلْبِي لِيُسْعِفَني
أيَا وَطَنَا ًيُعَذِّبُنِي وَأعْشَقُ فِيهِ تَعْذِيبُهْ
وَيَا عُصْفُورَةً حُلْوَةْ
يَرُجُّ الْكَوْنَ تَغْرِيدَهْ
كَأنَّ صَبَاحَ عَينِيهَا يُجَالِسَنِي
وَيشْرَبُ مِنْ يَدِي الْقَهْوَةْ
تُشَاطِرُني حُبُوبَ الهَال ِ صُورَتَهَا وَطَلْعَتَهَا بِفِنْجَان ِ
تُسَامِرُهَا وَتَتْرًُكَنِي عَلَى وَتَر ٍ مِنَ التِّرْحَال ِ يَذْبَحُنِي
وَاتْرُكَنِي عَلَى يَدِهَا
أُحَاوِلُ لَمْسَ شَفَتَيهَا
أقبِّلُهَا وَتَنْسَى أَنْ تُقَبِّلَنِي
فَأتْرُكُهَا وَتَتْرُكَنِي
عَسَى فِي لَيْلةٍ أُخْرى تُبَادِلُني
وَتَذْكُرُ أنَّهَا نَقْشٌ عَلَى قَلْبِي
وَفِي قَلْبِي لَهَا وَطَنٌ
يُقَدِّمُهَا عَلَى الأْصْدَاف ِ فِي الْبَحْر ِ
وَيَمْنَحُهَا كَمَا الْعُشَّاقُ فِي بَلَدِي
مِنَ الأغْصَان ِ زَيْتُونَا وَحَنُّوناً
وَرَائِحة َ مِنَ التِّذْكَار ِ تَسْكُنني
فَيَا عُمْري هَلُمِّ إليَّ فِي عَجَلٍ
أنَا الْمُشْتَاقُ وَالأشْوَاقُ تَذبَحُنِي




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق