مَـــــجْـــــــمَـــــــعْ الــشُــــــعَـــــرَاء

شعر روضة الحاج

شاعرة وإعلامية من السودان

ما زال بي للربى شوق أكابده            شوق يلح على قلب يجاهده

أحن غيبا لأرض ما مشيت بها          وادعى نسبا قد مات ماجده

والعين تبكي على الأمس الذي درسا

والقلب ما انفك يتلو قولــه (وعسى)

لعله يا لقلب في الهوى انحبسا

يعود بعد وقوف طال بالطلل

مالي إذا قيل كانت هاهنا قمرا    بكيت حتى استحى دمع أعانده

وان تغنى طروبا صادح دنف    (بجادك الغيث) شدتني أوابده

يا لهفة الروح من شوق تكتمه

تخفيه عن نفسها.. والله عالمه

شوك تمكن منها ما تقاومه

تشكوه لكنه أشهى من العسل

أنا كأني على تلك الربى لغة     تناثرت كقصيد عز شارده

كأن روحي كانت في (طليطلة)   يوما يؤانسها م المجد تالده

يا من تسبب في قتلي بما نطقـا

لم تقض بالحق لي يا ظالما صدقا

قلبي تبعثر من أشجانه مــزقا

إشراق روحك في روح المشوق جلي

عبرت كل قصور الحلم سائلة    أهكذا يقتل التاريخ شاهده

كم يا ترى كيف أين الآن ليت متى طفقت أهذي وقهر بكم أكابده

للروح ورد وداد لن أقول زوى

لكنه كاد والوجد العظيم هوى

هل تشفعون لقلب في الضلال غوى

وراءكم سار في وعر من السبل

عجيبة دولة الأيام كيف قض           أن تعجم الوقت إذ ماتت قصائده

وكيف ضل سراة يستضاء بهم          يا للزمان الذي شابت ولائده

يا ليت قلبي لو يوما غفا وسلا

كنت اجتنبت دوام اللوم والزللا

ما إن هممت بلا إلا نطقت بلى

صدقت والله إذ سميتكم أملي

من ذات هذا الطريق المر قد خرجت أم الصغير أمضتها مواجده

تقول نح كالنساء اليوم يا رجلا لم يحفظ الملك نح ها أنت فاقده

يا حسرة الروح ما يروى لها عطش

وما يؤانسها ريم ولا رشأ

في مهمه الوجد قد أزرى بها الغطش

تشتاق للروح لا للقد والمقل

من ذات هذا الطريق الآن قد عرجت كتائب الحرف قد عادت مرابده

هيا استفق أيها المجد الذي درست أشواقه زمنا.. نامت فرائده

لو كان قلبي عليلا لالتمست شفاه

لو مس كنت سأرقي قبلتي مولاه

وكنت صابرت دهرا كاملا لولاه

لولا الذي كتبت روحي به أجلي

يا نضر الله غيمات سقين هنا    ورد الفراق الذي جفت معاهده

كأنني بابن عباد يصوغ هنا             أحلى القصيد فتشجينا خرائده

لربما قلت للقالين بالكذب

سلوت ما عادت الأشواق تعبث بي

والقلب والروح في جد وفي لعب

يرددان متى يأتي فوا عزلي

أسابق الضوء في عدوي لأبلغها  إن القصيد يعود الآن رافده

وان حلما قضى يوما (بقرطبة)   يعود منتصرا إني أشاهده

يا سحب حملت خيرا لو حملت لهم

شوق التي في حناياها ستحملهم

ولتبلغيهم بأني ما أبدلهم

بالناس طرا فمن في الناس يعدلهم