سُمَيَّةُ
وسأَلتُها .. هلْ يعشقُ الإنسانُ
فى سنِّ النُّبُوَّةِ مرةً أو مرَّتينْ ؟!
إنِّى عشِقْتُكِ يا سميَّةُ قصَّةً
شتْويَّةً
صيْفِيَّةً
كَخُرافَةٍ
بلْ قِصَّتيْنْ
ضمِّى حبيبكَ يا سميَّةُ وسِّديهِ بساعديكِ
وقرِّبيهِ وقبِّليهِ
وعانقيهِ وَوَشِّميهِ على يَدَيْكِ
ذوبى جميعاً
واصهرينى فى الوريدِ لكىْ أُفيقْ
وتَمازجِى
حتَّى تَعُبَّ الأرضُ من هذا الرَّحيقْ
إنِّى بحِضْنِكِ كلَّ
يومٍ ألفُ عاشِقْ
إنِّى عشِقْتُكِ يا سميَّةُ شاعراً
يُغْشى عليهِ إذا رآكِ ليسْتَفيقْ
فسُمَيَّتى هى أوَّلُ امرأةٍ
تَمسُّ بكارةَ القلبِ المعتَّقِ من زمنْ
لما لمستُ نسيمها قَفَزَتْ خلايا القلبِ
تفْتَرِسُ الشَّجنْ
هىَ قبَّلتْنِى
بالشِّفاهِ البِكْرِ
أعْذَبَ قُبْلَةٍ
فتَنفَّستْ سِحْرَ الطُّفولةِ فى فمى
وتَذَوَّقتْ شَفَتِى البكارةَ
من رحيقِ شفاهِها
نيِليَّةٌ عَرَبِيَّةٌ
وكأَنَّها غرستْ رحيقَ العاشِقاتِ
كَياسَمينٍ فى دمى
كّرَزٌ
يُدَغْدِغُ قلبهَأ الطفل الذى لمْ
يَبْلُغ الخمسينَ بعدْ
هيَّا اغرسينى وردة بيضاءَ زنْبَقةً
تُعطِّرُ وجْنَتَيْكِ
هيّا أَعيدينِى إليكِ
صرنا صغاراً حالمين وعاشقينْ
نَشْتَمُّ رائحةَ النسيمِ إذا التَقَيْنَا
غائبينَ
مُغيَّبينَ
مُتيَّمينَ وحالمينْ
وحبيبتى رسمتْ على الصَّفحاتِ
فُستانَ الخُطوبةِ والزِّفافِ
وبدْلةَ العُرْسِ الجميلةَ
والمقاعِدَ والضُّيوفَ الرَّائعينْ
وأنا بَنَيْتُ القَصْرَ
واخْتَرْتُ الرُّخامَ
وزَخْرَفاتِ جناحِنا والزَّهرَ
واصطفَّتْ وصيفاتُ الأميرةِ والخدمْ
وتَخَيَّرتْ اسمَ البناتِ
جميعَهُنَّ تَخَيَّرَتْ لقبَ البنينْ
فأَميرتِى ستُّ القصورِ
ويَاسَمينُ اليَاسمينْ
صرنا نسافِرُ فى السَّماءِ
كطائرينِ يُداعبَانِ الوحْىَ
يَلْتَقِطانِ أسرارَ الزَّمنْ
جبريلُ يغْمِزُنَا
بضِحْكَةِ قلبهِ الشَّفَّاف
يَغْلِبُنا الوَسَنْ
فَنَنَامُ تحتَ جناحِهِ
الله
اللهَ ما أحْلى الطفولةَ يا سُميَّةُ والشَّجَنْ
يا أروع امرأةٍ
تَبُصُّ إلى السَّماءِ على فنَنْ
خُطِّى خطوطَ العشْقِ فىَّ تفرَّدى
غنِّى بألْحَانٍ لمحمودٍ حبيبكِ غرِّدى
هذى حكاياتُ مملكةِ الجمالِ
فضمِّنيهَا قصَّتى
يا أعظمَ امرأةٍ تمرُّ بلحظتِى
فى كِّل لحنٍ من رحيقِكِ لمسةٌ
تهفو مكامِنُ لهفتِى
ولتهْمسِى القُبُلاتِ فى أُذُنى
فإنِّى قد عشِقْتُ الهمسَ
من شفتيكِ أيَّتُها الأميرة
وتَمَرَّدى
مُدِّى يديكِ إلى يدِى
مِيلى برأسكِ فوقَ كِتْفى
خَدِّرى روحِى
فَبَرْفانُ الأميرةِ آثِرُ
وحصادُ قُبْلَتِهَا الرَّهيبةِ سكَّرُ
بينى وبينَكِ يا سمَيَّةُ
ألفُ ميلٍ
ألف وادٍ
ألفُ بحْرٍ
ألفُ وردةِ عاشقٍ
فتقدَّمى
إنَّ المسافةَ عنْبَرُ
إنِّى رسولٌ من زمانِ العشقِ
منفىٌّ تطاردنى القبائلُ غاضباتْ
فى العشقِ قدْ ختَمَتْ رسالاتى جميعَ السّابقاتْ
إنِّى اتَيْتُكِ عاشقاً آيات حبِّكِ مُحكَماتْ
كىْ تكتُبَ الدُّنيا قصائدَ شاهداتْ
هيّأ انزعى عنكِ التجاعيدَ الحزينةَ كلَّها
عودى لنسْكُنَ فى السَّماءِ أزقَّة العشقِ
القديمةَ نَبْتَنِى فيها روائعَ ممكناتْ
هيّأ لنعْلِنَ أنَّنا بالحبِّ نبتَكِرُ الحياةْ
هيَّا نوثِّقُ ذاتنا فى الحبِّ
أغْنيةً
وأُحْجِيَةً
مُعاهدةً
فذاتٌ لا تعيشُ بغيرِ ذاتْ
هذا سكونُ الليلِ
أقْبلَ يا سميَّةُ موقظاً
وجعَ المكانْ
وبرودة الأعصابِ
والثَلْجَ المسافرَ فى الجسدْ
دِفْئاً مُشَهًّى
والتَّوغُّلَ فى المكانِ وفى الزَّمانْ
يا أيُّها الكهفُ الْلَذى
لا شمسَ تقْرِضُهُ يميناً أو شَمالْ
خمسونَ عاماً يا سميَّةُ
تهْمسِينَ إلى المُحالْ
وجعٌ على وجعٍ
وقلبٌ شقَّهُ شوقٌ إليكِ
لا تحْزنِى أبداً فلا خوفٌ عليكِ
يا فرصةَ العمرِ الأخيرةَ أقبِلى
إنِّى اتيْتُكِ عاشقاً متطهِّرا
وأنا كظيمٌ فى بلادِ الحزنِ لا دمعى
يجفُّ ولا سحابُكِ أمْطرا
هذا بياضُ الفقدِ أعتمَ ناظرى
هات ِ قميصكَ يا سميَّةُ كىْ أرى
ورايتُ فيكِ بداية العمرالذى لم يبتدأْ
كل الأحاسيسِ التى ملكتْ
مشاعِرنَا القديمةَ
كلُّها كانتْ خطأْ
لمْ يُرْوِنا نبع الطفولةِ
والمراهقةِ الفتيَّةِ
والشبابِ الغرِّ بل زادَ الظمأْ
سنُّ النُّبُوَّةِ يا سميَّةُ
فى الهوى
بِلقَيْسُ
والصَّرحُ المُمَرَّدُ والنَّبأْ
فتقرَّبى حتَّى تَعُبَّ
الأرضُ من هذا الرَّحيقْ
إنِّى بحضْنِكِ كلَّ يومٍ ألفُ عاشقْ
إنِّى أحبُّكِ شاعراً يُغْشى عليهِ
إذا رآكِ ليستفيقْ
شعر : محمود حسن
القاهرة 25 نوفمبر2011 م