مرثيّة لموجة خضراء... للشاعر جمال الجلاصي
أقر
لقد قلت للموج ذاك الصباح
أبعد أصابعك عن ركبتيها
قلت للعصافير لا تنقري حبّاتي
سأنصب لك فخاخا كما
قبل عشرين سنة وراء مدرسة نائية
ولم ينصت البحر ...
[ وأنا أعذره لقد ملّ الملح الذي أُجبر عليه منذ قرون ويتوق للعق عسل وجنتيها]
علمت أّنك تدندن بأغنيات البدو حين تكون وحيدا،
وتشرق بالدمع من ألم في القصيدة
فهل نأت فجأة؟
هل تركت رفرفات الفَراش على الوسادة كرسالة وداع أخيرة؟
نسيت طريق الحاكورة ؟
آه تحفظها بذاكرة القلب!
بذاكرة القدم الصغيرة حافية...
لا تستخفّ بنباح الرصاص فوق العشب
لا تنس كيف تقدّم للخريف أزهارا معدنية
وللأمطار قرميدا ليلمع في الصباح...
نحنّ إلى الخبز
وإلى صانعة الخبز أكثر
أستطيع أن أحدّثك عن يديها لساعات
أستطيع أن أرسل لك قارورة ماء الزهر
الذي قطّرته يداها
ولكن يكفي أن تشمّ فستانها ليصطف ألف ربيع في الذاكرة
يكفي أن تسمع هديل الحمام
حتى تشهق، لأنك ستنام منذ الليلة
بلا هدهدة...
لابدّ أن نشرب قهوتين معا
دون بنّ ولا هال ولا سكّر
عند شاطئ مهجور من نوارسه
دون رمل
على صخرتين ناتئتين
سنبكي لقرون طويلة يتمنا الذّهبيّ
حتى تنبت لنا أجنحة.
سنكتب قصائد غزل لنساء لن يحببنا
كما نتوهّم أنّنا نستحق
[أقصد طبعا ذلك الحبّ الذي تمنحه الشجرات الفتيّة لأغصانها،
الحبّ الذي تمنحه أرض عطشى لمطر]
ستكون كل الليالي صقيعا كاملا
وسنكون غريبين ككلمات لم ينطقها أحد
كقطيع من الماعز دون بريّة
فهل ستقطف نجمتين للذكرى؟
هل ستؤثّث ليلك بكوابيس وردية؟
أم ستُسلم روحك للشعر يفتّتها أبياتا من زغب؟؟؟
تسكّعتُ طويلا بين شجرات الزيتون
ولم أجد عشّا واحدا، لم أسمع
زقزقات تودّع الشمس...
من كثرة ما ربّينا الحزن
نبتت فلسطين في أضلاعنا
ها نحن نفتتح مهرجانا للرثاء
ونربّي بحرا جريئا في عيوننا
ربّما يحضننا ليل بنجوم يتيمة مثلنا
أو نطلق أسرابا من شهب خلف الأمنيات.
الشّـاعر جـمــال الجلاصي
أقر
لقد قلت للموج ذاك الصباح
أبعد أصابعك عن ركبتيها
قلت للعصافير لا تنقري حبّاتي
سأنصب لك فخاخا كما
قبل عشرين سنة وراء مدرسة نائية
ولم ينصت البحر ...
[ وأنا أعذره لقد ملّ الملح الذي أُجبر عليه منذ قرون ويتوق للعق عسل وجنتيها]
علمت أّنك تدندن بأغنيات البدو حين تكون وحيدا،
وتشرق بالدمع من ألم في القصيدة
فهل نأت فجأة؟
هل تركت رفرفات الفَراش على الوسادة كرسالة وداع أخيرة؟
نسيت طريق الحاكورة ؟
آه تحفظها بذاكرة القلب!
بذاكرة القدم الصغيرة حافية...
لا تستخفّ بنباح الرصاص فوق العشب
لا تنس كيف تقدّم للخريف أزهارا معدنية
وللأمطار قرميدا ليلمع في الصباح...
نحنّ إلى الخبز
وإلى صانعة الخبز أكثر
أستطيع أن أحدّثك عن يديها لساعات
أستطيع أن أرسل لك قارورة ماء الزهر
الذي قطّرته يداها
ولكن يكفي أن تشمّ فستانها ليصطف ألف ربيع في الذاكرة
يكفي أن تسمع هديل الحمام
حتى تشهق، لأنك ستنام منذ الليلة
بلا هدهدة...
لابدّ أن نشرب قهوتين معا
دون بنّ ولا هال ولا سكّر
عند شاطئ مهجور من نوارسه
دون رمل
على صخرتين ناتئتين
سنبكي لقرون طويلة يتمنا الذّهبيّ
حتى تنبت لنا أجنحة.
سنكتب قصائد غزل لنساء لن يحببنا
كما نتوهّم أنّنا نستحق
[أقصد طبعا ذلك الحبّ الذي تمنحه الشجرات الفتيّة لأغصانها،
الحبّ الذي تمنحه أرض عطشى لمطر]
ستكون كل الليالي صقيعا كاملا
وسنكون غريبين ككلمات لم ينطقها أحد
كقطيع من الماعز دون بريّة
فهل ستقطف نجمتين للذكرى؟
هل ستؤثّث ليلك بكوابيس وردية؟
أم ستُسلم روحك للشعر يفتّتها أبياتا من زغب؟؟؟
تسكّعتُ طويلا بين شجرات الزيتون
ولم أجد عشّا واحدا، لم أسمع
زقزقات تودّع الشمس...
من كثرة ما ربّينا الحزن
نبتت فلسطين في أضلاعنا
ها نحن نفتتح مهرجانا للرثاء
ونربّي بحرا جريئا في عيوننا
ربّما يحضننا ليل بنجوم يتيمة مثلنا
أو نطلق أسرابا من شهب خلف الأمنيات.
الشّـاعر جـمــال الجلاصي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق