1-
هنا سرِقُوا منّي كُلَّ أحلامي
...
و كُلَّ أفكاري
هنا أتلفُوا كُلَّ الصُّورْ
هنا جوّعوني
هنا فعَلُوا بِي ما لا يُغتفرْ
هنا عذّبوني
لأنّني طفلٌ عنيدٌ
أقضِّي الليلَ ما بين كرٍّ و فرّْ
و حين انتفضتُ
شدّوا وِثاقي
...
وغرزُوا في الجِلْد مِئَاتِ الإبر
2-
صوّبَ نحو قنّاصِهِ نظرة
ثم أردفَ له بحجرْ
فردّ عليه بطلقةٍ ثكْلَى
كان لها في رأسه مستقرْ
فهَوَى الطفلُ يئنُّ جريحا
وحوله الدَّمُ بدا ينهمرْ
وخرجَتْ منه ضحكةٌ حرَّى
بها ما بها من عِبَر
ْ
وقال قبْلَ آخرِ زفرة
(إذا الشعب يوما أراد الحياة
...
فلا بد أن يستجيب القدر)
3-
تحت أقدامهم خرُّوا
وكانوا كبقايا زُمرْ
وتناثروا كأوراق الخريف
إذا ارتجفتْ تحت هولِ المطرْ
فيغمُرُني إحساسٌ جارفٌ
بأن أنحَتَ تماثيلهم من صَخَرْ
لأنهم حرّروا شعبيَ الكادِحَ
و أزاحوا بدمائهم طغاةَ البَشَرْ
4-
هنا ودّعوهم
هنا رتّلوا عليهم قِصَارَ السُّورْ
هنا حرَّروني
هنا زوّدوني بأفكار أُخَرْ
فجُبْتُ الشَّوارعَ أجري
أُقبِّلُ كلَّ حبّاتِ المطرْ
وأسِرُّ لها في زُهُو
ٍّ
بأنَّ الحقَّ لا بدَّ أنْ ينتصرْ
...
5-
مكلومٌ أنت يا وطني
كلما ترامت أطرافك أكثر
فأنا عربيٌ من طنجة
إلى طُبرُقَ إلى خيْبرْ
أفقت صباحا في عكّا
وعروقي ترامت في الزّعتر
أنا صوتي إذا دوّى في تونس
أفاق له النّشامى في الأقصر
فغلا النيل قليلا
...
ثم ما لبِثَ أنْ تفجّرْ
...
6-
بإمكانِيَ اليومَ أنْ أفخر
ْ
فما عادت تُحْزِنُنِي فاسدات النعوتُ
وما عادت تؤرّقني فاسقات العبرْ
فالحلمُ اليوم قدْ لاح
وبات عليه أن يستمِرْ
وصار لِيَ اليومَ شأنٌ عظيم
ٌ
وباتت هامتي تَعْلُو
مذ أخرجوني من سحيقات الحُفَرْ
7-
لا حاجَةَ لي بكراس
ٍ
ولا بحُليٍ يُسبي القلوبَ
ولا بأموال تُُعْمِي البصرْ
أنا حاجتي بكلامٍ
ينسابُ حرّا طليقاً
يَنثُر السّحرَ أنّا يمُرْ
أنا حاجتي بشعاع جديد
يُضيءُ أرضَ أجدادِي
ويرفَعُها إلى باسِقَاتِ التّلال
نحو السّماءِ
...
ونحو القمرْ
...
8-
زَغْرِدِي أمَّ الشّهيدِ
فالنورُ حلّ وانتشرْ
واخلعي عنكِ السَّوادَ
وافرَحي بالدُّرر
وشيِّدي لهم بالحب صرحا
شامخا طول العُمُرْ
فحزنك كان عميقا
كلُّ القُلوب له تنفطر
زغردي أمَّ الشّهيد
وردِّدِي: الله أكبرْ
Du coup gagnée par une douce paix
ردحذفLa voici poussant des longs youyous
Pleine d’orgueil et très honorée
La tête haute fière du chouchou.