لأنِّي لا أملكُ غيرَ الخبز
اقتسمتُ أيَّامي بين وجعَينِ.
بين الخوفِ المستبدِ
ورهْبةِ الماءِ من المحبرة.
عجنتُه بالعرقِ الملوَّنِ
وتسللتُ إلى ريقِ القحطِ
وجدتُه جمرةً ملوَّثةً بالرماد.
الهدفُ الأخيرُ في مرماي
من جسدي المكثَّـف بالعطر،
الشفرةِ ُالملثَّمةُ
بسحنةِ الوجوهِ
جسدي
يعيدُ الشكلَ
المراهقَ لحصانٍ مصلوب.
بطاقاتُ الأسرار لأعراسِ الصرخةِ
وجهي في الدولاب
الثوبُ الذي استهلكته النهاياتُ
كلَّما أرادتْ أزرارُه التحامَ النسيج
لا شيءَ مقدسٌ إلا نحنُ..
البساتينُ الغافية ُبين أعشابِ الحقيقةِ
والأقربُ إلي
من الأسرِّة ِالرطبة ِ
بأحلامٍ لا تدري أين لحافها
في محطاتِ الأرق.
حين اقتسمتُ خبزي
كنتُ أشبُر الأرضَ
ذاتَ ليلةٍ
سترتُ العريانَ منِّي
بلعنةِ التأهُّبِ
وصحتُ: استرني أيها الَّلقيط
لم تصنفْني التسمياتُ
القوافلُ اللعنةُ
لكنِّي صنفتُكَ
ضجَّتي ورذاذَ الشهيق
حينَ أسميتكَ المتعددَ
بين العويلِ الناقصِ
لم تكن جنتي عمياءَ
الشمسُ صهيلٌ بنفسجي
البحرُ تأوهٌ أزرقُ
وأنتَ شموسُ الشعوب الغريبة
صهيلُها،
دفئها من دثار القبح
أراك مغزولاً على اعتدال الصلب
وصحوةً تجدل ضفائر السفر.
في سفرين إليكَ
لم يحرسْني دينُكَ
من غاباتِ الاستفهام
لم ...
لكني أسميتُكَ المتعددَ
الذي تغافلُ مفاتيحُه استكشافاتِ
الأبوابِ المليئةِ بالسكون..
ذاتَ سكونٍ
احترقتُ بمائِكَ
أغرقتُ ظلي مقيداً
في لجِّ ظلِكَ
بينما شقوقُ المساجد ِوالكنائس
وقوافلُ المعابدِ تسللتْ خفيةً
بحثاً عن السؤالِ المرفأ
في المرفأ السلاسلِ
ننام ونصحو
على شراع الريح
وعلى عناقيدِ النار..
لأني لا أملكُ غيَر الخبز
وابتسامة عينيك
صرختُ بالأرضِ دوري
واروِ عن الإعاقاتِ في المصلِ
المشوَّهِ
صورُنا لم تعدْ صامتةً
صورُنا اللغز
ستُدركها الأشجارُ
سُيدركُ الغائبُ المؤجلُ
اللغة ُالسياط
و معاجمُ الإشاراتِ
لخرَسِ السكونِ الغافل
لألسنةِ القصب ِالذي
هدد كلماتِنا بالانتحار
سُيدركونَ جميعا
أننا الشريانُ
الذي يقودُ المنسياتِ
إلى خارطةِ اللهِ فينا.
أسمعتم عن إله يَحجُّ إليه؟
هو أنتم
النباتُ المتسلقُ لصلاتي
من البشرةِ الداكنةِ
من شُقرة ِالاختيار
وسُمرةِ المَنْحْ.
هو أنتم
جذرُ الغيم
صوتُ الزعفران
الذي يخترقُ أغنيةَ الدخان.
أيُّها العميقُ في الشِحِّ
ونهدِ البرتقال..
لم يُغرني شيءٌ
سواكَ منقوشاً على صدر البيوت
لم يغوني شيءٌ
غيرُ ضوء غناكَ في فقرك
لم أسافرْ يوما
إلا لحضورك.
إليكَ وحدكَ أخضعُ
أيُّها الجبلُ الصلدُ
في كاسِ العيون..
منها وحدها احتسي
النبيذَ المعتَّقَ في دنانِ الجباه.
بداية .. لاأملك الا الابحار على شراع الريح !!
ردحذفوهل نقتسم وجع الأيام ؟ أم نقتسم أيام الوجع ؟
تماماً كما نقتسم كأس الحزن النبيل .. رشفة رشفة !!
وجميل ان نجد المنظومة - سواء بوعى أو لاوعي - كضفيرة لاتنفصم بين : الأسرَّة الرطبة والأحلام واللحاف والأرق !!
فالنوم واليقظة على شراع الريح ، وعناقيد النار !! ياألله ...........
اذن ( لم تكن جنتى عمياء !! ) ولا ابداع من فراغ ، فاللفظة توضع فى مكانها كبنيان شامخ ؛ ولايزعجنى سوى ( الشفرة الملثمة بسحنة الوجوه )!!
هل هناك أوجاع أقسى من تلك ؟
والمواجهة صعبة وأنا ( لاأمتلك غير الخبز- المعجون بالعرق الملون - وابتسامة غامضة ) !! .. ورحلة بين ( البشرة الداكنة
.................................................وشقرة الاختبار
.................................................وسمرة المنـــح )
وفى الحقيقة .. قصدت ان أضع المقارنات بهذا الشكل لبيان الجمال فى البناء والتراكيب واللفظ والدلالة فى داخل النص المحيِّر !!
ومعذرة لكثرة استخدام علامات التعجب ، فالنص جميل ورائع ؛ ولا تكفه الانطباعات السريعة .
اسمحوا لى ان اقول ان هذا النص تفوقت فيه مبدعتنا على نفسها ، وان انتابنى بعض الغموض فى الانتقالات السريعة كالريح ، حتى استوقفتنى فى براعة السؤال :
......................... أسمعتم عن إله يحجَُ اليه ؟ ..............................
ونبدأ البحث عن الجواب المضنى .. والذى عانيت فى استكشافه داخل هذا القصيد الذى هزنى .. وسأجيب على التساؤل من ( نفس نسيج النص ) :
(لكنى أسميتك المتعدد /الذى تغافل مفاتيحه استكشافات الأبواب/المليئة بالسكون !! ذات سكون /احترقت بمائك/أغرقت ظلى مقيدا /فى لج ظلك/بينما شقوق المساجد والكنائس /وقوافل المعابد تسللت خفية /بحثاً عن السؤال المرفأ ؟؟ !!
( نفحات أقرب الى البوح الصوفى لفظاً ودلالة وتركيباً داخل النص ) .. بل وأستطيع أن اقول بأن ( شعرية النص ) عالية وواضحة .. وكأننا نقرأ نفحات العلامة ( محيى الدين بن عربى ) فى تجلياته بالفتوحات المكيَّة !!
ومعذرة للاطالة ، فالنص يحمل الكثير من التداعيات والتأويلات ، وهذا جمال الابداع ، ولا أملك الا أن اقول أن ( كل نص يحمل على كتفيه تأويله ) .. فلقد أبحرت عبر( النص ) كما قلت على شراع الريح ، ولا أدرى هل أصبت ام أخفقت ؟ ومرة اخرى أردت الاستدلال بفقرات كثيرة من القصيد حتى تكون واضحة امام لمتلقى القارىء ، وحتى لاتكون شهادتى بها انحراف أو مجاملة ، فالنص بين يدي الجميع .. وقد ادليت بشهادتى باحساسى الصادق .
....مرة اخرى معذرة للاطالة وسطوى على مساحة الأصدقاء .( حسنين )