الاعضاء

السبت، 7 يناير 2012

عودة غريب للشاعر ثائر العلوي





عودة غريب

( عشرون عاماً يفتش عنها في المنفى
دون جدوى حتى عاد إلى الوطن
فوجدها بين عينيهِ .. عاد لكي يحبها )
بالقدم اليمنى
يدخل مملكة الأحبابْ
هذا العاشق سر الحرفِ
هذا الضائع دوماً..
في صفحات كتابْ
... أنستهُ الأيامُ شقاوته الغرّةَ
حتى سافر في آماد الشوقِ
و نجوم الأمل الوهاجة في عينيهِ
تنوح طويلاً
ما زال يفتشُ عن أسئلة أخرى
و يظل بدون جوابْ
عن ماذا يبحث إذ يتقصّى..؟
بين وجوه الأشياء المختومة بالأسرارِ
قد ترك الأمس قتيلاً
في الدرب الأولِ
كان الحلم بوسع الدهشةِ..
بين يديهِ
ظلَّ يطاردهُ
يهرب محموماً كالطيرِ
من الشمس إلى الظلّ
يحاولُ أن يفتح نافذة
في وجه أعاصير الذلّ
لم يدر بأن الحقد الأعمى
جوع .. غضب لا قلب لهُ
و دمار مزّق كلّ الأزهار الغضّة واراها
في حفر المدن المجنونة
لن تلد النار سوى ذات النارِ
لمن يقدحها دوماً
في الدرب الثاني..
أوقفه قدر محفوف بالموت بعيدا
عن أي ديارْ
راودهُ عن قلب الطفل المولعِ
بالأشجار و حب تسلقها
فبكى و تذكر أيام أبيهِ و حكمتهُ
"لا تسبح يا ولدي عكس التيارْ"
هل كان سيعرف ما يفعله الآنْ..؟
في الدرب الثالث..
أطلق ساقيهِ.. ليعود أخيراً
ها هو يدخل مغبرّاً
ممتلئاً بالصمتِ هزيل الوجنةِ معصورا أجردْ
يتأمل أرجاء مدينته الأولى
ما زال الشجر الباسق منحنياً
بحنان فوق رصيف شوارعها
و النهر الضاحك يمنح للظامئ فيض عذوبتهِ
ما زلن صبايا الحيِّ يرحن بذات الخجل الورديِّ
مأخوذاً باللوعة و الفرحةِ
راح العاشق يهبط عند الجرفِ
يغرفُ من ماء النهرِ بكفيهِ و ينثرهُ
نحو الأعلى ..
نحو الأعلى ..
تتناثر تلك القطرات الفضية
فوق لهيب العينين الغائرتينْ
ها هو يصعد نحو البيت الساحرِ
يولي للريح الموبوءة بالوهم جهالتهُ
و لأيام الغربة يفتح باب النسيان
يصحو ..
لعيون السيدة الحلوةِ
كالنّبع الدافق بالشهدِ
بالكلم الحادبِ يغمرها
و بآلاف القبل المتوسلة الحمقاءْ
يغرق في بحر الأحضانْ
ثائر العلوي 28-10-1984 عدلت في 21-12-2011

هناك تعليق واحد:

  1. غير معرف1/16/2012

    قصيدة راقية و قوية الدلالات
    لن أتحدث عن الصياغة لأن الشاعر ثائر العلوي شاعر خاص بأسلوب و شاعرية خاصين
    شكرا لهكذا جمال شاعرنا ثائر و تحية للصديق المنجي بن خليفة و مدونته الجميلة
    تحياتي
    علاء كعيد حسب

    ردحذف