اللوحة للفنان التشكيلي الفلسطيني خالد نصار


على نخبك يا وطن



هادئ هذا المساء

أرفع كأسي في صحة هذا الوطن

الممدد على سرير لا نهائي

لا نديم لي يشاركني

أدله إلى الكأس

يرتشف الطريق إلى الجنة

فتسكره الأمنيات

******

لا ننسى أن الريح أصابها العياء

وأن البحر ما عاد جريئا

ليرفع موجه مهرجانا للغناء

وأن تعاويذ الكهنة ما عادت تجدي

لتتكور البلاد على قدر الكساء

وأن الكلام ماعاد يستر عري الجرار المتأهبة للبكاء

******

أٍرفع كأسي في صحة هذا الوطن الممدد على سرير لا نهائي

أراهن الحرف والمعنى واللون والطيف

أن تنفتح كوة في الظلمة

تتقاطر منها فصول تدل العدو علينا

نلوذ بحرقتنا إلى الربيع

فتدور الأرض وندور

نحصي قتلانا

نخطئ في العد ونعيد

كلما أعدنا بكت الشواهد معنا

لعلنا نصير أصفر الأقحوان

أو احمر شقائق النعمان

أو بياض الأمان

أو زرقة ما بين البحر والسماء

لعلنا نصير سماء إلى جنب السماء

ما زلت أراهن

فهل سيخذلني الحرف والمعنى ؟

******



أرفع كأسي في صحة هذا الوطن الممدد على سرير لا نهائي 

أشده إلى ألوان الحلم

فيتكسر الكأس بين أصابعي

يصيب الشظى وجه قمر تدلى

بشراشف سر الأسرة الممتدة في السماء

أعري الدمع من كل الرداء

يتلون المدى بشهقاتنا

أتكور

أتكور

أتكور

وأمد هامتي أطول من الكساء

ويعلو وأعلو

أرفع كأسي في صحة هذا الوطن الممدد على سرير لا نهائي

أرفع كأسي

فأصحو

ويصحو

ونصحو