الاعضاء

الثلاثاء، 9 أكتوبر 2012

كنتُ أنا ...الإلاه الشاعرة نبيهة علاية






كنتُ أنا ...الإلاه 


بنيت عمرا
و قطفت زهرا 
لآحلامي...
حتّى تلملم...
أشلاءك الدامية 
و تضخّ ...في أمومتك 
المفقودة...!
ميلاد ذلك الطفل المبعثر
في خريف القلوب !
كنتُ... ذلك المستحيل 
الذي يأمله سوى
نبض مكسور ...مسكور !
و كنتَ ...أنتَ كفنا !
صغيرا ...صغيرا !
تحتضرُ...على وشك الحياة
تنتظرُ...و لو شعلة موت !!
حتّى تلهب بداخلك
شذارات الحبّ 
لتكون ...إنسانا !
يزوره الحزن ...
و السعادة أحيانا !
أنا من عشقي للمعجزات
لم يكفني...
خراب الحروف
بصمت حركاتها
من ضمّ...فتح
و كسر...
و سكون مكسور!
و أنا أخلق منهم 
بجمال الفجيعة
و عذوبة القلم
موسيقى خالدة
على سلّم الألم !
لبّيتُ... نداااءك المجروح !
بعدما وشمتُ ...في حنجرتك 
صرخة أنثى متمرّدة !!
أخمدتْ رماد...صوتكَ 
و سلبتكَ... صمتكَ !
لم أتركْ لكَ شيئا !!
و كلّما أنهشكَ...
أتشبّث بك أكثر
و أكثر...فأكثر !
حتّى صارت المعجزة !
كنتُ ...أنا المعجزة
حتّى أنّكَ... صرتَ تشكُّ
وتشكُّ...فأنت فعلا 
صرتَ...موجودا !
نفختُ فيك... نطفة
فنفسا...فروحا
فكيان...!!
و أطلقت فيك...
سجن كبريائي !
فحرّرتكَ...!!
حرّرتكَ...من كبت الحياة
فوهبتك ...الأنا
بكلّ تفاصيلي...
و أسراري...و بحاري
و توّجتك سيّد القصيدة !!
و لم يكفني...!!
حتّى صرنا أنا !
و صرتَ... تشكّ
وتشكّ...بأنّك موجود !
وبشكّك...ذبحت الأنا
و محوتَ... موج الكلمات
و جرحتَ ....صمت الحلم !
لم ينهكني الشكّ !
لم يعدمني..غباء لحنكَ !
لم تقتلني...سذاجة حرائقك !
و لم يكفني...ذلك الخراب !
فصرتُ ...الخراب !!
لكنّك ...استسلمت !
و هجرتني...لتكون العدم !!
حينها حرّضتَ ...تمرّدي
و أغويتَ شهوتي...للذوبان
فانصهرنا ...في ذات الكأس !
حتّى توحّدت فينا ...المسافات !!
فتلذّذتُ...سحر العشق
في معبدنا الجديد
و لم يكفني ...العدم !!
و بقيتَ... أنتَ تشكُّ 
و تشكُّ..بأنّنا العدم !
فرحلتَ...مثقلا بخيبتكَ 
و بقيتُ ...أتبعُ خطاك المهزومة
حتّى أرسم لها أثرا !
في كلّ موسم نسيان
أشعل فيه ...شموع الذاكرة
فينبتَ... ربيع الحياة !
لأقطف ...كلّ ما وهبتكَ 
من ورود...و عطور... 
عواطف ...و قُبل !
كلّ احتراق كان بينا !
كلّ دمعة شوق ...
أغرقتنا...!
و كلّ انصهار وحّدنا !!
فلا تنسى أنّ...
لكلّ أسطورة ...إلها واحدا
فكنت أنا ...الإلاه !!
فلن تكون ...أنتَ خرابا 
.
و لا العدم...!
و لن تكونَ !!
و لن يكفني ...!!
فالآنَ أهديكَ ...
بوح هذه القصيدة !
وحدها تقرّر... 
إنْ أنتَ ...كنتَ !
أو ...ستكون !!

نبيهة علاّية 











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق