فوزية أمين تنــاسـلُ ظــلال
سكـن الليـل
في دروب وحشةٍ
تتسلّق المرايا
تقتات حلماً مرصودا
ماعاد يفترش رذاذه
شذّ الاحتراق عن طقوسه
وفي قعرالمرمدة
خبت جمرات
تناسلت منها ظلال.. وظلال
يمـامة
لا عشّ لها
لا وطن إلا من جراح
بكماءُ؛ فقدت سجعها
صارت ترنّق جناحيها
هباءً .. صوب المدى
لفظها موج المقل
خارج ملكوت الآس .
سوسنـة
خذلَتْها المواسم
خاصمها ريعانُ الرّبيع
ذوت ظامئة ..
لا ضوع؛ لا رحيق
لوت جيدها .. ضارعة
نعتْها العنادل
محضَ ذكرى
بخشاشِ النّور .
قصيـدة
لا نبضَ لها
إلا من غصّةٍ وهديل
لا لغة إلا من حشو رماد
وأنينِ أوتار
مكتومةِ الصّدى
تتوسّد ورق تينٍ ويقطين
تُمعن في نبش الأغوار
عن جذور نسغٍ وماء .
لا مطـر ..
ينقر نوافذَ الخيبة
يطفئ روامد الجمر
لا آهات.. لا نجوى
تراودُ الحشرجات
زحفُ ذبول
بسيالات الإشراق
يخمد وقدة البوح
يغلق شرفات الاخضرار
يُنكّس أشرعة الأحلام
على شاطئٍ
يصدأ فيه حنينُ الانتظار
تُلملم أمواجُه المتهالكة
أشلاءُ عمر مُصادر .
وأهتــفُ...
أَيـا ليـلُ خذْني
بحُضنِ عيونِك َالرّانية
هَب لي شغبَ الشّفَق
بلسماً لشجوٍ يلازمُني
خضّاباً لورودِ عُمري
أعِرني سرمـدِية فوضاك
إكسيراً ضدَّ موتٍ ..
يتجهّمني
تغزلُه ذوائب ُصمتٍ
يصهرُالرّوح بِلارأْفَة
دعْ عمق َلججِك
يرتشف ظِلاليَ المتوالدة
واهتراءَ شهقاتٍ كظيمة
تُهْرقُني على رصيف الاحتضار
امنحني خبايا الغسق
وانبثاق البياض
سيل رؤى ..
لعلّي أشعل قناديل أشعاري
صحواً في حريــرالحلم
يهتف للفجـــرِ.. ونيــســان
فـوزية أميـن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق