قبسٌ من رحم العناء
هيأتـُني..
ومددتُّ نُمرُقَةً من الحَسَكِ..
المُطَيَّبِ بابتهالاتٍ عِذابْ
وجلستُ أنتظرُ اشتعالكَ في دمي
وبسطتُّ زِربيًّا من الحَصْباءِ
ثمَّ مشيتُ أصغي
لالتفافاتِ النزيفِ على القدَمْ
وبنشوةٍ ألتذُّ بالقاني الذي
ملأ المسافة بين وجهي والمدى
ووضعتُ إكليلا من الأشواكِ في رأسي
ولبستُ طوقَ الشَّعر*ِ في عَضُدي
وبخنجرٍ قطَّعتُ شِرياني
وفضضتُّ أوردتي من النهر المدنسِ
بانتصاف القول أو زيف الكَلِمْ
وخشعتُ في شوقٍ أسَبِّحُ
باكتمالِك يا... ألَمْ
أحَدٌ..
بشمسكَ تستضيءُ
غياهبَ الأرواح في درب العَدَمْ
فردٌ..
يبعثرُني انهمارُكَ كالأبابيل التي
ترمي بأحجارٍ من السجيل ذاتي
صمدٌ..
فلا أبغي سواكَ
إذا خلوتُ ويقظتي
في هداةِ المحرابِ
أنتظرُ انعتاق الحرفِ
من قنينة الصمتِ الحرونْ
يا مرسلَ الغيماتِ حُبلى
تستدِرُّ حليبَها شفتا القلَمْ
حدَّ التضلُّع يشتهي السُّقيا
فلا تبخلْ عليهِ
وكُنْ كريمًا في المِنَنْ
يا مالئًا بالزيتِ قِنديلَ الرؤى
هلاّ اشتعلتَ الآن نورًا في الجوانحْ؟
فلقد تلوتُ الوِِِِِِِِِِِرْدَ في وَلَهِ المُعَنَّى
ثم أغمضتُّ الجفونَ على ظلالٍ
من قوافٍ وارفاتٍ بالنِّعَمْ
والكفُّ ترتعشُ ابتهالا
في خشوعِ فراشةٍ للضوء تاقتْ
مَخِضَ اليراعْ..
فامسحْ جبينهُ يا رحيمُ
وكُنْ له نِعْمَ المُعين إلى خلاصٍ يرتجيه
واعصِرْ وريدَ الحرفِ
واسفحْ في دماهْ
واضربْ بسيفكَ قاصدًا كَبِدَ اللغة ْ
هو ذا الوَجَعْ
ما أشتهيهِ لأكتملْ
ولكيْ توشَّى القافياتُ
بما استحقتْ من ضياءْ
صَلَّيْتُ كيْما أستزيدُ بقاءَكَ القُدْسيُّ
في صُلْبِ القصيدة ْ
فالنورُ نورُكَ..
لا شريكَ لذا القَبَسْ
فإذا بُليتُ بداءِ خَلْقِ الحقِّ
من رحِمِ الكَذِبْ
لمْ أبغِ غيركَ زائري
كيْ تُلْهِبَ الحُمَّى
وترتعشَ الشفاهُ متمتماتٍ هاذياتْ
آنستُ ناركَ في كِياني
اللهُ..
ما أبهي انشطاري فوق كفِكَ
حينَ تنثرني شظايًا
مانحاتِ الضوءِ من جوفِ الظُلَمْ
اللهُ..
ما أبهى حضوركَ
حين تخرجُ باقتدارٍ..
فكرة ًخضراءَ من قلَمٍ مَواتْ
فاصعدْ إلى جبلِ اليقينِ وشُدَّني
واعرجْ بقلبي حيث آفاق التجلي
آمنتُ بالألم الذي وَهَبَ الحياة ْ
وشَهـِدتُّ ألا خلقَ إلا في صلاة ْ
فدعوتُ ألا تنقضي
حلقات ذكرك من مداراتِ الحروفْ
لولاكَ يا وَجَََعي لما خُلِقتْ قصيدة ْ
فالخـَلـْق فكرتكَ التي أوْدَعْتـَها رحمَ العناءْ
وأنا مريدتكَ الوحيدة ْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق