الاعضاء

الخميس، 21 يوليو 2011

القصيدة لشاعر المصري مصطفى الجزار: كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترة

كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترة
فعـيونُ عبلةَ أصبحَتْ مُستعمَـرَه

لا ترجُ بسمةَ ثغرِها يوماً، فقــدْ
سقطَت مـن العِقدِ الثمينِ الجوهرة
 
قبِّلْ سيوفَ الغاصبينَ.. ليصفَحوا
واخفِضْ جَنَاحَ الخِزْيِ وارجُ المعذرة
 
ولْتبتلــع أبيــاتَ فخــرِكَ صامتــاً
فالشعرُ في عـصرِ القنـابلِ.. ثـرثرة
 
والسيفُ في وجهِ البنـادقِ عاجـزٌ
فقدَ الهُويّـةَ والقُوى والسـيطرة
 
فاجمـعْ مَفاخِــرَكَ القديمــةَ كلَّهــا
واجعـلْ لهـا مِن قــاعِ صدرِكَ مقبـرة
 
وابعثْ لعبلــةَ فـي العـراقِ تأسُّفاً
وابعـثْ لها في القدسِ قبلَ الغرغرة
 
اكتبْ لها ما كنتَ تكتبُــــه لهــا
تحتَ الظلالِ، وفي الليالي المقمرة
 
يـا دارَ عبلةَ بـالعـراقِ تكلّمــي
هـل أصبحَـتْ جنّاتُ بابلَ مقفـــرة؟
 
هـل نَهْـــرُ عبلةَ تُستبـاحُ مِياهُـهُ
وكلابُ أمريكـا تُدنِّـس كــوثــرَه؟
 
يـا فـارسَ البيداءِ.. صِرتَ فريسةً
عـبـداً ذليلاً أسوداً مـا أحقـرَه
 
متطـرِّفاً .. متخلِّفاً.. ومخالِفـاً
نَسَبوا لكَ الإرهابَ.. صِرتَ مُعسكَـرَه
 
عَبْسٌ تخلّت عنكَ... هذا دأبُهـم
حُمُرٌ – لَعمرُكَ - كلُّها مستنفِرَه
 
في الجاهليةِ..كنتَ وحـدكَ قـادراً
أن تهزِمَ الجيشَ العظيمَ وتأسِــرَه
 
لـن تستطيـعَ الآنَ وحــدكَ قهــرَهُ
فالزحفُ موجٌ.. والقنابلُ ممطــرة
 
وحصانُكَ العَرَبـيُّ ضـاعَ صـهيلُـهُ
بينَ الدويِّ.. وبيـنَ صرخةِ مُجبرَه
 
هلاّ سألتِ الخيلَ يا ابنةَ مـالكٍ
كيفَ الصمودُ ؟ وأينَ أينَ المقدرة!
 
هـذا الحصانُ يرى المَدافعَ حولَهُ
مـتأهِّـباتٍ.. والقذائفَ مُشهَــرَه
 
لو كانَ يدري ما المحاورةُ اشتكى
ولَـصـاحَ في وجـهِ القطـيعِ وحذَّرَه
 
يا ويحَ عبسٍ .. أسلَمُوا أعداءَهم
مفتاحَ خيمتِهم، ومَـدُّوا القنطرة
 
فأتــى العــدوُّ مُسلَّحـــاً، بشقاقِهم
ونـفاقِـهـم، وأقام فيهـم مـنـبـرَه
 
ذاقـوا وَبَالَ ركوعِهـم وخُنوعِهـم
فالعيشُ مُـرٌّ .. والهزائمُ مُنكَرَه
 
هـــذِي يـدُ الأوطــانِ تجزي أهلَها
مَـن يقترفْ في حقّها شـرّاً.. يَــرَه

ضاعت عُبَيلةُ.. والنياقُ.. ودارُها
لم يبـقَ شـيءٌ بَعدَها كي نخـسـرَه
 
فدَعــوا ضميرَ العُــربِ يرقدُ ساكناً
في قبرِهِ.. وادْعوا لهُ.. بالمغـفرة

عَجَزَ الكلامُ عن الكلامِ .. وريشتي
لم تُبقِ دمعاً أو دماً في المحبرة
 
وعيونُ عبلـةَ لا تــزالُ دموعُهــا
تترقَّـبُ الجِسْـرَ البعيدَ.. لِتَعبُرَه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق