انا صاحبة اللون العربي
معدّل الأعمار بكفّي وبحساب الزّناد
طفل
يحمل بجسده أثار حلم الباشا
وأقحوانا في لون دورة طبيعيّة مؤذنة بالرّبيع التّام
أنا صاحبة المشكاة المعلّقة بمشجب صبّية
امتحنتها الأعاصير ليزفّها فارسها على إثر غارة
ويعود من صبحها إلى ساحة الوغى مكلّلا بحبّها
ولكنّه مشدود إلى مصير
انا نيلوفر الوضوح بحجم حقيقة مستعصية
كلّما أدركتها قلوب الكرام ارتفعت
وحلّقت في دلال الملائكة العلّيين
أنا الدّمعة الماردة من معاقل التّيه
أنا الصّورة الأولى لفسحة الرّوح
أنا المضمّخة بلوني حدّالانعكاس
أنا المسهبة في ساميّتي
أنا المستطيعة بي
أقاوم الحلّ منّي
والتّرحال لا يكون إلّا إليّ
أنا المغروسة في أحشاء التّاريخ
منشغلة بفكّ طلاسم العابرين وهم يبتدعون الرّياء ترسانة نزق بذهن الأراجيف
يتناوبون على خذروف يشدّ مناسك خيط الأحجية
يتسكّعون في ما أهدروا من رطانتهم
يتعلّمون على أيدي صبيتهم أبجديّة حسن السّلوك في الطّريق العام
أنا أسيح من ذقون الجدران
أنزّ من تشقّقات الغيطان
وأثور خصبا يسرّ الناّظرين
أنا صاحبة اللّون العربيّ
كلّما أدلجت في ظلمتهم
اتّسعت دائرة الضّوء من حولي
وتقاربت الأذهان واتّسع افق احتمالاتها
لكي يبقوا على حقيقة واحدة :
أنّني صاحبة اللّون العربيّ
حرف بارح و قلم راقي راقت لي كثيرا كلماتك حقا انك عربية حتي النخاع
ردحذف