الاعضاء

الخميس، 28 يوليو 2011

قمر صبري الجاسم : اعذريني



أضيئي سراجَ الحياةِ
     بعمركِ كي تُطفئيني
و صلّي
     على قبرِ مجنونِ ليلى
 و لا تذكريني
و قولي كلاماً يحاورُ دمعي
     إذا ما انطفأتُ
لكي تُشعليني
و حين أتوهُ ببحرِ الأماني
     و أزهقُ من تُرَّهاتِ الزمانِ
       أغني العذابَ
 فلا تسمَعيني
أحلِّف عمركِ إن متُّ قهراً
     و كنتِ النجاةَ
 فلا تنقذيني
و حين أجيءُ  إليكِ سجيناً
     وراءَ المسافةِ , أن تطرديني
إذا ما رأيتِ الكلامَ المقفَّى
 بحزني عليَّ
 فلا تقرئيني
إذا هيؤكِ لقتلِ الأماني
و سجنِ المحبةِ في قصرِ بابلَ لا تعتقيني
أنا ألف شكوى ..
 و بلوى ..
  أخافُ عليكِ
 فلا تحتويني
جُبلتُ بدمعي
كقطعةِ حلوى
       بها السمُّ أرجوكِ لا تأكليني
عقيمٌ دوائي ,
 جبانٌ رجائي ,
وعلقمُ مائي
زلالٌ
 فلا تشربيني
أمانةَ قلبكِ صوني الأمانةَ
 إن غبتُ دهراً
 فلا تسأليني
إذا كنتِ شمسَ الورودِ ,
     شهادةَ حبِّ الحياةِ انكريني
إذا تهتُ مني ,
 تغرَّبتُ عني ..
و كنتِ الهويةَ لا تعرفيني ..
إذا راودوكِ
 على قتلِ نفسي
 و قد كنتِ نفسي
 فعنكِ اخلعيني
و لا تتحدّي الزمان لأجلي
 فلستُ جديراً
 بأن تخسريني
لأني انكويتُ بناري ,
 و زلزلتُ داري
و هيأتُ قبري
 فلا ترحميني
كليمةَ قلبي
     أنا منبعُ الحزنِ لا تُسعديني
و داءٌ عضالٌ
     يصيبُ حياتكِ منها ابتريني
إذا حاكموكِ
 بذنبي /اشنقيني
و إن حاصروكِ بفقري /احرقيني
     لأني كسرتُ التقاليدَ عمداً
 فصار لزاماً
 بأن تصلبيني
لماذا تحدَّيتِ كل الفوارسِ كي تمتطيني
و قدَّمتِ عمركِ هذا
 فداءً
لكي تمنحيني
ذُبحتُ كثيراً
و لكنَّ موتكِ هذا
 لأجلي
يفوقُ احتمالي
  لماذا تصرّين أن تذبحيني
رحلتِ فداءً
 لأحيا ذليلاً
 بمنفى الحياةِ
         و كم قلتُ ليتكِ لم تفتديني
توضأتُ كانت
 دماؤكِ مائي
و صلَّيتُ بين أكفِّ الرجاءِ
 بكيتُ بكيتُ
       لماذا بربكِ لم تحضنيني
تخلَّيتِ عني ,
 تبرَّأتِ مني
       و قبل مماتكِ لم تتركيني
بربكِ لم أدنُ منكِ احتراماً لحبي
 و ها أنتِ قربي
 فلا تحرميني
دعيني أقلْ بعض ما لم أقلْ
     و أفرغُ ما كان يُخفي حنيني
دعيني أقبِّلْ بريقَ الشفاهِ
لعل الحياةَ
 إليكِ تعودُ
       دعيني  ..دعيني
أنا مت قبلكِ و الآنَ بعدكِ
     ليس لأنكِ مت لأجلي /
فلا تشكريني
رفيقةَ موتي اعذريني  ..اعذريني
     لقد راودتني الحياةُ عليَّ
 فلم أعتنقها
 و لم تشتريني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق