المَوْتَى يَصْدُقــُـون
ويظلُّ الحزْنُ السَّاقِطُ
فوقَ الرَّأسِ يَمُدُّ شُعَاعَهْ
يسَّاقَطُ فَوْقَى
فِى جَسَدِى
يدخُلُ قهراً عنِّى رِئَتِى
يغْرِسُ فيهَا
أسئِلَةَ الوَطَنِ الحُبْلَى بسفَاحِ الحُزْن
فتصيرُ غُصُوناً
وشِعاباً
أوديةً ثكْلَى تنتَظِرُ الحبْلى
أنْ تلدَ الفرحَ المظْنونَ
لتُرْضِعَهُ من أثديةِ الحرفِ الجَاسِمِ
فوقَ الرِّئَةِ الوُسْطَى
ليلى …
معْشُوقَةَ هذا القلْبِ المُتَصَدِّعِ
معْذِرَةً
إذْ يتمَدَّدُ حُزْنِى فى رِئَتِى
حتَّى يصلَ القلبَ فيطْرُدَ
وجهَكَ يا ليْلَى
يتمدَّد حزنى فى جسَدِى
حتَّى أصبحَ آلةَ نَسْخٍ
مطبوعٌ كلُّ نِظَامِ اللغَةِ المَمْقُوتَةِ فيهَا
كىْ تصلُبَ كلَّ لغَاتِ الرَّب
كىْ تقتلَ
أحبارَ النفْسِ المسلوبةَ منِّى
كىْ تقْتَلَ فيهَا الرَّبْ
أجنادُ الشرِّ تطاردُ هذا الربَّ القابِعَ
فى جسدِى يا ليْلَى
والسِّفْرُ تمزَّقَ والإصحاحُ تَلاشَى
والسورةُ ضَاعَتْ
والآياتُ حبيسُةُ أشرِطةٍ ...
لا يمْكِنُ أن تخرجَ
إلا إن ضغطَ الإصبعُ فوقَ الذِّرْ
يا هذَا الإصْبَعُ لؤلؤُ هذا البحْرِ
حبيسُ القَاع
هذا البحرُ الساكِنُ فيه الرَّب
يخْلُقُ أسماكاً صُغْرَى
كىْ يأكُلَهَا القِرْش
قـــلْ لِى
كم نوعاً ينقسمُ السمكُ
المخلوقُ على نهْرِ الكوثر
فى دُنْيَا اللا دُنْيَا
قل لى
لا تجْبُنْ ما دمتَ مضيتَ
عَنِ الدنيا الدنيا
هل عندكَ من ترفعُ طرفَ الخيمةِ
حينَ ينامُ الزوج
لحــــــظة:
قد كنتُ نسيتُ دوَاتِى والقلمَ الحبْر
وأنا أكتبُ شعْرى أو أرسمُ لوحَاتِى
معتَلِياً شجرةْ
تدنْو من خيمةِ أنثى
اصمتْ
لا تتكلمْ حتى أحضِرَ أوراقِى
أكتب ما تُمْلى
ورجعتُ أفتِّشُ
عن قلمِى الحبْرِ المتكَسِّرِ فِى
كُتُبِ الحزْنِ اللا مَيِّتْ
أتفقَّدُ آثارَ القلمِ النازِفِ حبراً أسْوَدْ
فأرَى معشوقَ الأنْثَى
يُهْدِرُ شعراً فيها
يا هَذَا الرَّاحِلُ
حيثُ الموتُ نهايَةُ هَذَا الإِفك
حيثُ الموتُ بدايةُ قِصَّةْ
حيثُ الموتُ قصِيدَةْ
حيثُ الموتُ البَدْء
أعرفُ أنَّ الزَّمَنَ سفاحٌ وخِيَانَةْ
وأنَا ما عنْدى خيطٌ
كىْ يُعْلِمَنِى بالحدِّ الفَاصِلِ
ما بين الزَّيْفِ وبينَ الفَرْجِ لأَحْكُمْ
قل لِى
هل عندكَ خيْط ؟!
قد كنتُ نسيتُ حذَائِى
فى ذاكَ المَسْجِدِ
أو فى ذاكَ الدَّيْر
حيثُ لمحتُ امرأةً
تدخلُ فى الهيْكلِ عارِيةً
وتَؤُمُّ النَّاس
وحِذائِى أنْظَفُ أطْهَرُ ….
ما عِنْدِى
لو قَدَمِى وطئِتْ هذَا الهَيْكَلَ
منْ غيرِ حذِائِى
فصلاتِى لاتُقْبَلْ
هل عندكَ خُفٌّ تمْنَحُهُ لِى
كىْ يمكِنَ أنَ أتَعَبَّدَ
فِى المِحْرَاب
قدْ كنتُ نسيتُ دِمَاغِى فى قَلَمِى
ونسيتُ ملامِحَ وجْهِى وتقَاطِيعِى
أنظرُ فى المرآةِ الآن
الأنفُ غريبٌ
فَتحاتٌ يهمِى منهَا ماءٌ لزِجٌ أبيَض
العينُ غريبَة
ينزلُ منها ماءٌ أسْوَدُ... مَاءُ أبْيَضْ
ماءاتُ العيْنِ تسِيل
تسقطُ منها النَّظَرَاتُ الحَيْرَى يا خُضَرِى
يسقُط منها الزمنُ المفقودُ اللَّا مُغْرِى
كى ينبتَ فى بطنِ اللا أرْضِ زماناً آَخَرْ
لا قيدَ ولا سجَّانَ ولا أغْلال
تسقطُ منهَا النَّظراتُ لطِفْلِى
حيثُ يجوعُ ويبْكِى
لا أقْوَى أنْ أخلقَ لقْمَة
حيثُ تنامُ امرأَتِى…
أصْحُو فِى نصفِ الليلِ لأطبعَ قُبْلَةْ
فوقَ الخدِّ النَّاعِمِ … أبْصِرُ هذَا الخدَّ
تجعَّدَ صارَ خُطُوطاً من تأثيرِ حصيرِ البيْت
يسقطُ منهَا الزَّيفْ
والأذنُ
ليستْ أُذُنِى
شىءٌ عظْمىٌ
تتسَاقَطُ منهُ الكلماتُ الضَّخْمَةْ
لا تنْطِقْ
لا تنْقُـدْ
لا تنظرْ.. لا تأكلْ
لا تتنفَّسْ
لا تترحَّم إنْ لم يصدُرْ لكَ تصريحٌ بقراءةِ
أمِّ القرآنِ على موْتَاك
الشَّعْرُ تغيَّرَ
والفمُّ تغيرَ
والوجهُ تغيَّرَ
لا أعرفُ أن أثبتَ أنِّى منْ كنتْ
ما أصعبَ أنْ تثْيتَ أنَّك أنتْ .... وأخيراً
فى زمنِ الخيمةِ والأُنْثَى ( )
لنْ يشهدَ من أهلِ الأنْثَى
شَاهِدُ حقِّ كىْ ترْجُوه
وستسجَنُ .. بل وتعذَّبْ
فامرأةُ عزيزِ بلادِكَ تدفَعُهُ
فلتأنسْ بالسَّاقِى
ساقِى المَلِكِ الأعْظَمِ والفِرْعَون
لا تطلبْ منْهُ
أنْ يتوسَّلَ للفِرْعَوْنِ الرَّب
أنْ يعفُوَ عنْك
فزُليْخَا تحْتَكِمُ الأَمْر
واحزمْ أمْتِعَتَكْ
قد تحلمُ يوماً أن تحملَ فوقَ
دِماغِكَ خُبْزاً تَأْكُلُ مِنْهُ زُلَيْخَا