الآن أتحرر باختياري،
ألوذ بنفسي من نفسي،
قررت وسأمضي في قراري،
الآن أتجرد من أثقالي،
سأخلع عنّي جسدي،
وأهوائي،
وكلّ أوجاعي…
وأخرم بالونة أحلامي،
سأفرغ مدامعي من احتياطي الدّمع،
وأحفظه في براميل الحزن،
هناك في ركن السّواد وأحكم غلق
الأبواب،
سأفرغ جمجمتي المكتظّة في أكياس معقّمة،
وأرمي بها في ثلاّجة الرّكود،
وأتخلص من نير المعقول واللاّمعقول،
سأهدم أركان ما يجوز ولا يجوز،
وأحكم ربط عقدة لساني،
وأعلقه هناك كالعصفور في قمّة الشّجرة الخرساء،
وأغمض عينيه كي لا يراني،
أريده أن ينسى ملامحي،
وطريق العودة للكلام،
لم يعد يجديه أن يمارس عادته السّيّئة،
آن له أن يتأدّب،
وفي مهد الصّمت … يغرق،
أحسُّني أرتفع وعن أرض العجز
أنفصل …
ما هذا الذي أسمعه؟
ما هذا الذي يخفق بين ضلوعي؟
سئمت هذه الضّربات الرّتيبة،
وهذا الخفقان السّقيم،
سأغلق صمّاماته،
وأوقف حركاته،
وأقطع له تذكرة الرّحيل،
أريد أن أتحرر من ولائه،
من قيوده…
ومن المتساكنين في بيوته،
سأخلي المكان
وأعلن الإنعتاق ممّا مضى وحاضري
وما هو آت…
ماذا بقي كي أكمل حرّيتي؟؟
يداي…؟؟
سأعطّل الأنامل فيهما،
سأبعثها أسلاكا أتشبث بها لترفعني،
وتبعدني عن هذه الحلقة المفرغة،
عن هذه الغوغاء المشفّرة،
سأهب قدميّ لتلك الجاذبيّة التي تآمرت معها ضدّي،
وبالدنوّ و المكان .. هزمتني،
ها أنا أنتصر،
!!كم أنا روح طليقة
تركتُ لهم أقلامي،
وأوراقي البالية،
والمحبرة على ركبتيها جاثية،
وبقايا قطراتها الرّاكدة …
في قاع الكبت.
الآن أنا أعلى…أعلى …وأعلى،
والأفق أرحب …أرحب …وأرحب،
الغيوم محابري،
والسّماوات السّبع أوراقي الطّاهرة،
هنا….. سأنسكب،
والنّجوم ستكتبني …
ستبعثني مخلوقا سماويّا،
هالة من ضوء… شقّافة،
تعكسهم،
تكشفهم،
وتعرّي ..عوراتهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق