معلّقة الرّمل
يتقصّى الماء ذاكرة الحجر
وينفذ ينفذ إلى أحلام البدو
الموغلين في الهجير العنيد
لا ظلّ غيري للأبلج الحيران
ولا سبّابة توصله إلى البرق
غير التي لثم في منامه وبكى...
ليس للنّخل أن يغتاب رمله المتحرّك
ولا للحصى أن يعوي بغير ما تقوله الريح
سنة من السير حثيثا
وألفان من سُرى الأمنيات ..
و وجهك الجاهليّ مزروع
بين الشغاف ووردة الرمل...
تلك التي ثملت من ندى الفجرالأزرق
وحداء العاشق في معلّقة الأعشى...
ماذا يجني الرّاحل في الأسفار
غير الصّدى؟
ومايبقى على ظاهر الرّوح غير
وشم قديم؟
وماذا جنت خولة من وله المتأبّط حلمه ...
الرّاحل دوما على جناح الصدفة..
والرّاكض خلف الهائمين في واد غير ذي زرع...؟
آه لهذي البيد المائجة كحفيف الإرجاف
واللاهثة كأحلام صعلوك
وآه .....................آه لمن أودت به اللغة إلى حتفه
وعلّقت عمره على أستار حلم أعتم
ماللكلمات التي نثرت أناملك لا تجفّ
يازهرة ليلي الوحشيّة
ياأنشودة الليل الصّادي
ويا سلالة الناجين من ربقة النّسيان
ما لوجهك المرّ يرميني بحنظل الرّيح
وينسى أن يراشفني ماتقاطر من رحيق الحرف...
الآن تمضي وحدك غورا
وأمضي أنا صعدا كبخار الحيتان
الآن يأخذك المشرق لتبدأ تطريز
فاكهة الضّوء
في حين أزفّ أنا للغرب كيما أربّي
في وحشة الأنساب حصى الظلماء...
مرّ بي أيها الأبلج الحيران
كيما تعلّم غرباني فلسفة البياض
ودع لهم فوق رابية الثلج
زنبق الروح الأخضر
ليس لنا إلاّنا
فلماذا كلّ هذا الاحتضار
إذن
وليس لنا غير يقين قلبينا
فلم الاشتباه بما تحرّف من أسفار الوجد؟
وما جرّحته الخواطر
من أراجيف التدوين
ليس لنا إلاّ الرحيل وراء أسراب الودق
فلماذا هذا الوقوف القائظ
على أعتاب الحرمان؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق