مهداة إلى روح أحمد شوقي
وماذا بعدُ والوِلْدانُ شَابوا وباضَ الديكُ وأبيَّضَ الغرابُ
ودقتْ ساعةُ الإنسانِ سبعًا وغِيضَ الماءُ وانطَفأ الترابُ
سُكارى يعبرونَ على سُكارى ولا كأسٌ هناكَ ولا شَرابُ
وكان الناسُ تستُرُهُم ثِيابٌ فصارَ الناسُ تَفْضَحُهُمْ ثِيابُ
سِياسِيونَ من جاهٍ ومالٍ أَحبُّوا الآدَمِيةَ ، ثُمَّ تابوا
وأبطالٌ على لحمِ الضحايا لهُمْ نابٌ ، وللطاغوتِ نابُ
لحًى في "البرلمانِ" وشقشقاتٌ و"خطَّابونَ" ليسَ لهُمْ خِطابُ
وبين السمعِ والأبصارِ حربٌ وبين العقلِ والقلبِ احترابُ
وماذا حينَ يذهبُ "بَطْريركٌ" وكلُّ "البَطْريركيينَ" آبُوا
و"منتقبونَ" حتى العقلِ حتى ... فأوُّلهُمْ ، وآخِرُهُمْ نِقابُ
وخلفَ الرأيِ يلمعُ ألفُ سيفٍ إذا حَاجَجْتَهُ طارتْ رِقابُ
إذا قرأَ " المسدسُ" في كتابٍ فقد قالَ "المسدسُ" لا الكتابُ
عساكرُ من نياشينٍ و زيٍّ إذا قلَّبْتَهم في الحربِ ذابوا
فيا ابنَ الناسِ ياابنَ أبي وأمي وفي العشِّ اليَمامةُ والعُقابُ
كأن اليتمَ حكمٌ عسكريٌّ على الأحرارِ والموتُ انتخابُ
وماذا بعدُ في الأفواهِ ماء ٌ وفي الأبواقِ ألْسِنَةٌ كِذابُ
إذا احتاجَ الروائيونَ ذِئبًا لكلِّ دمٍ يراقُ ، فهمْ ذِئابُ
إذا حاضَ الرجالُ فقلْ: سلامًا فَهُمْ لا "حَاضـِ رونَ" ولا غِيابُ
أرى فرعونَ "مصر" على سرير تجرجره الجريمةُ والحسابُ
ويأملُ أنْ يُعْمَرَ ألفَ عامٍ ولمْ يَعْمُرْ بهِ إلا الخرابُ
نجا بدنًا كأنَّ الأرض تأبى ويأنفُ أن يلامِسَه الترابُ
نجا "فرعونُ مصرَ" وقد هَلَكْنا لِمَن ياربِّ يُدَّخَرُ العِقابُ؟
" فيا وطني لقيتُك بعدَ يأسٍ"ولا فرحٌ هناك ولا شبابُ
فُطمنا عن حنانِك وهْوَ شَهْدٌ ولم نكفرْ بحبِّك وهْوَ صَابُ
وقلَّبنا القلوبَ بكلِّ أرضٍ إليكَ، وأوُّل الوطنِ اغترابُ
تَبادلنا العذابَ بكلِّ حبٍّ ولا يأتي من الحبِّ العذابُ
كأنَّ الفَقْد والوجْدَانَ ظلٌّ وشمسٌ والسؤالَ هو الجوابُ
كأنَّ بكلِّ شيءٍ كلَّ شيءٍ ولا نقصٌ هناكَ ولا حجابٌ
وليس الحبُّ إلَّا أنْ يأسًا تَغَمَّدَهُ الدعاءُ المستجابُ
فيا"مصرُ" التي في القلبِ قلبٌ نُحبُّكِ ليسَ في الحبِّ ارتيابُ
نُحبكِ حيثُ كانَ الحبُّ كنا يدًا عَطْشى وفي يدِها السَّحابُ
نَعد لكِ الذنوبَ دَمًا ودمعًا فيحتسبَ القلوبَ لكِ المتابُ
كأنَّ لكلِّ أهلِ الأرضِ بَابًا و"مصرُ "على اسْمِها في الخُلْدِ بَابُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق